هل تساءلت من قبل ما إذا كانت هناك فيروسات قاتلة صنعها الإنسان في المعامل؟ الإجابة هي نعم. في بعض الأحيان، يُفضل العلماء إنشاء فيروسات وجراثيم جديدة من نقطة الصفر، لمُحاولة مُحاربة الفيروسات الموجودة بالفعل، فعادةً ما يُفضل العلماء تغيير البكتيريا والفيروسات الموجودة بالفعل أو المنقرضة لإنتاج سلالات جديدة من شأنها إذا تطورت وأُنتجت طبيعياً أن تهزم المناعة واللقاحات والعقاقير الموجودة لدينا.
ومع ذلك، فإن هذه السلالات الجديدة التي تُنشأ في المُختبر، قد تُسبب كوارث عالمية إذا ما تم أخذها من المُختبرات واستخدامها كأسلحة بيولوجية، فيُمكنها في هذه الحالة أن تقتل الملايين، هنا يُمكنك التعرّف على بعض هذه الفيروسات المُختبرية.
فيروسات قاتلة صنعها الإنسان في المعامل:
Horsepox/ الجدري الجديد
ابتكر العلماء في جامعة ألبرتا الكندية فيروس الجدري، وهو فيروس قاتل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجدري المعروف، لكنه على عكس الجدري، لا يؤثر الجدري المعملي على البشر فهو قاتل للخيول فقط.
ابتكر العلماء الفيروس خلال دراسة استمرت ستة أشهر برعاية شركة الأدوية Tonix، وقد قام الباحثون بشراء قطع الحمض النووي عن طريق البريد وترتيبها لتشكيل الفيروس، تسببت الدراسة في قلق بعض العلماء من أن الحكومات يمكنها استخدام هذه المعرفة لإنشاء فيروس الجدري كنوع من الأسلحة البيولوجية.
وأوضح الباحثون أنهم خلقوا الفيروس لأنهم أرادوا تطوير لقاحات مُحسنة ضد الجدري، وقد كشفت شركة Tonix في وقت لاحق أنها أنتجت لقاح الجدري بفيروس الجدري المعملي.
الموت الأسود/ الطاعون
بين عامي 1347 و1351، كان ملايين الأوروبيين يعانون من مرض غامض أودى بحياة أكثر من 50 مليون شخص، اليوم، نحن نعرف أن هذا المرض هو الموت الأسود/ الطاعون، الذي تسببه بكتيريا Yersinia pestis، على الرغم من أن الموت الأسود لا يزال موجوداً، إلا أنه ليس قوياً كما كان عليه الحال من قبل.
قبل سنوات، قام باحثون من عدة جامعات، بما في ذلك جامعة توبينغن في ألمانيا وجامعة ماك ماستر في كندا، بإعادة تكوين البكتيريا القاتلة من عينات الحمض النووي المستخرجة من أسنان ضحية توفيت أثناء انتشار الطاعون، لقد حصلوا على 30 مليغراماً فقط من البكتيريا من الأسنان، لكن هذا كان كافياً لإعادة إنتاجها.
ونتيجة لذلك، أكد الباحثون العلاقة بين هذه البكتيريا الأصلية والموت الأسود الموجود اليوم، وقد ادعى بعض العلماء فيما سبق أن البكتيريا كانت من سلالات مختلفة، ولكن ثبت الآن أنها هي نفسها الموجودة اليوم لكنها أصبحت فقط أقل فتكاً بعد أن تحورت.
إنفلونزا الطيور
ابتكر بعض العلماء الهولنديين نسخة طافرة أكثر فتكاً لإنفلونزا الطيور المميتة بالفعل، إنفلونزا الطيور الطبيعية لا تنتقل بسهولة بين البشر، فإنفلونزا الطيور الطبيعية ليست مرضاً ينتقل عن طريق الهواء، ومع ذلك، قام الباحثون بتغييره بحيث يمكن أن ينتقل بسهولة.
كانت الدراسة مثيرة للجدل في مجتمع العلوم، فعلى الرغم من أن العلماء يخشون من أن الأشخاص ذوي النوايا السيئة قد يستخدمون الدراسة لإنتاج سلاح بيولوجي فتاك يمكن أن يقتل نصف الناس في العالم، إلا أن الباحثين المعنيين يقولون إن الدراسة كانت ضرورية للسماح لنا بالاستعداد لوباء إنفلونزا الطيور المتحور.
فيروس H1N1/ إنفلونزا الخنازير
في عام 1918، شهد العالم وصول وباء الإنفلونزا القاتل، كان هذا هو فيروس H1N1، وبحلول الوقت الذي انتهى فيه الأمر، كان ما يصل إلى 100 مليون شخص قد لقوا حتفهم، تسببت الإنفلونزا في تسرب الدم إلى رئتي الضحايا، فأطلقوا الدم من أنوفهم وأفواههم قبل أن يغرق الدم رئتيهم من الداخل.
عادت الإنفلونزا في عام 2009، لكنها كانت أقل فتكاً على الرغم من أنها كانت متطورة ومميتة أكثر مما ينبغي، أخذ العالم يوشيهيرو كاواوكا عينات من السلالة المتحورة التي تسببت في وباء عام 2009، واستخدمها لإنشاء سلالة أكثر فتكاً كانت تقاوم اللقاحات، وقد كانت هذه السلالة مماثلة لتلك التي تسببت في وباء 1918.
لم يكن كاواوكا يُخطط لإنتاج نسخة أكثر فتكاً من الإنفلونزا في ذلك الوقت، لقد أراد فقط إنشاء النسخة الأصلية من الإنفلونزا حتى يتمكن من دراسة كيفية تحورها وتمكنها من هزيمة مناعتنا، يتم تخزين الفيروس القاتل في المختبر ويمكن أن يصبح قاتلاً إذا تم إطلاقه.
سارس 2.0
المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة/ سارس، هي فيروس قاتل. قُتل أكثر من 700 شخص خلال وباء السارس الذي أصاب 8000 شخص في 29 دولة بين عامي 2002 و2003.
تم إنشاء فيروس السارس الجديد المتحول من قبل مجموعة من الباحثين بقيادة الدكتور رالف باريك من جامعة نورث كارولينا، وأطلقوا عليه اسم السارس 2.0، طوّر الباحثون الفيروس عن طريق إضافة بعض البروتين إلى السارس الذي يحدث بشكل طبيعي، السارس 2.0 مُحصن ضد اللقاحات والعلاجات المستخدمة لعلاج فيروس السارس الطبيعي.
قال الفريق إن البحث كان ضرورياً لأن فيروس السارس الطبيعي يمكن أن يتحول ويصبح مُحصناً ضد لقاحاتنا، من خلال إنشاء فيروس أكثر فتكاً وتحوراً، يمكننا تطوير لقاحات أقوى من شأنها أن تنقذنا من وباء السارس الأكثر فتكاً، أي إذا تحور السارس الطبيعي.
ومع ذلك، يشعر علماء آخرون بالقلق لأن السارس 2.0 الذي من المفترض أن ينقذنا من وباء السارس القاتل يمكن أن يبدأ الوباء بالفعل إذا ما خرج من المختبر.