إذا كان لديك أطفال صغار فأنت تعلم جيداً تحدي كل ليلة: كيف تقنع طفلك بالذهاب إلى فراشه بسهولة؟ فقد اعتاد الأطفال الإكراه في الذهاب إلى النوم، وحقيقة الأمر أن هذا لا يجدي معهم نفعاً، فتجدهم يخرجون منه مراراً وتكراراً رفضاً للنوم.
ولكن، حينما لا يحصل الأطفال على القسط الكافي من النوم، فإنهم يواجهون صعوبات في اليوم التالي ويكونون أكثر عرضة لمشاكل السلوك، وصعوبات الانتباه والتعلم، كما أنهم يفقدون القدرة على التحكم في مشاعرهم رويداً رويداً.
رغم أنه ليس بالأمر السهل، فمن المهم أن تتعلم كيف تساعد طفلك على الذهاب إلى الفراش في وقت مبكر كل ليلة.
كيف تقنع طفلك بالذهاب إلى فراشه بسهولة؟
الحوار أساس الحل
بدلاً من إخبار أطفالك بوقت الذهاب للنوم حاول أن تشارك في محادثة معهم حول أنماط النوم. اسأل طفلك عن الوقت المناسب للذهاب إلى السرير، وأخبره كذلك بالمزايا التي ستعود عليه من النوم مبكراً، حتى يفهم ويقتنع بالذهاب إلى فراشه بسهولة.
بعد أن يفهم الطفل قيمة النوم، فإنه يقتنع ولا يعارض الذهاب إلى السرير حينما يخبره والداه بأن وقت النوم قد حان.
من الممكن أن يبدأ الوالدان هذه المحادثات عندما يكون الطفل في عمر الرابعة أو الخامسة حتى يتمكن من الفهم.
اجعل النوم من أولويات الأسرة
حدد أوقاتاً منتظمة للنوم والاستيقاظ لجميع أفراد الأسرة، حتى في أيام العطلات. وحينما يعتاد الأطفال على وقت محدد للنوم للجميع، ستجدهم من تلقاء أنفسهم يذهبون إلى الفراش في الوقت المحدد.
ستلاحظ أن الأطفال سينامون في غضون 15 إلى 30 دقيقة من ذهابهم إلى الفراش، ويستيقظون بسهولة في الصباح، ولا يحتاجون إلى النوم خلال ساعات النهار.
حل مشكلات النوم
قد تتسبب مشكلات النوم في حدوث خلل في مواعيد النوم والاستيقاظ، يصحبها الكثير من الغفوات ولحظات النعاس طوال ساعات النهار، ما يؤثر على موعد الذهاب إلى الفراش والنوم ليلاً.
ولذا، فيجب علاج مشكلات النوم عند الأطفال لضمان نومهم ليلاً في نفس الموعد، وتشمل مشكلات النوم الأرق، والشخير، وصعوبة أو وقف التنفس أثناء النوم.
الاتفاق يسهل الإقناع
يجب أن يتفق الوالدان على موعد نوم الأطفال ليكون لديهم الرأي ذاته، وألا يشهد الأطفال على أي خلاف بين الآباء على موعد النوم، ليظهر لهم أن وقت النوم مقدس لا خلاف فيه.
كذلك يجب أن يتفق الأبوان على روتين النوم الذي يشمل ارتداء ملابس للنوم، وغسل الأسنان قبل الذهاب إلى الفراش، وقراءة القصص.
الروتين يساعد أيضاً
وفقاً لإحدى الدراسات العلمية، فإن وضع روتين ثابت ليلاً للنوم يفيد في تحسين جوانب متعددة لنوم الرضع والأطفال خاصة الذين يعانون من مشاكل نوم خفيفة إلى معتدلة.
يمكن أن تتنوع الأنشطة الروتينية التي تسبق وقت النوم على ألا تتعدى مدتها 30 دقيقة، وتشمل غسل الأسنان وقراءة قصة.
تجنب الأنشطة الصاخبة
كي يقبل الأطفال الذهاب على الفراش تجنب الأنشطة المحفزة بعد العشاء، ففي هذا الوقت من غير المسموح اللعب بالكرة أو اللعب بصوت عال، ولكن من الممكن قراءة كتاب، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو التحدث عما دار في اليوم.
تناول وجبات خفيفة قبل النوم
قد يحتاج الأطفال إلى تناول أكثر من ثلاث وجبات يومياً، ولذا فإن تناول وجبة خفيفة قبل النوم تساعد أجسامهم على الحصول على التغذية طوال الليل. تشمل الخيارات الصحية الحبوب الكاملة مع الحليب، أو قطعاً من الفاكهة الطازجة.
ولكن احرص أن تكون كميات بسيطة كي لا تؤثر على النوم، وتأكد من أن طفلك يبتعد عن الحلويات قبل النوم، ولا يتناول الكافيين.
ضبط بيئة النوم
عندما تضبط بيئة النوم المثالية لطفلك، فبمجرد ذهابه للفراش سيستسلم للنوم ولن يقاوم النوم. يجب أن تكون الغرفة مظلمة وهادئة، ومستوى الضوضاء في المنزل منخفض. وإذا لم يرد الطفل أن ينام في غرفة مظلمة تماماً، فمن الممكن إنارة ضوء ليلي صغير، أو إنارة ضوء خارج الغرفة.
من الأفضل أن يكون جو الغرفة بارداً بعض الشيء، ولكن لا يجب إغفال ما يرتديه الطفل، فعل الأقل يكون مثلما ترتدي. ولا يجب أن تغفل أن الأطفال أثناء نومهم يبعدون الأغطية ولا يمكنهم تغطية أنفسهم ثانيةً.
أبعد التلفاز والحاسوب عن غرفة النوم
لا تضع المغريات أمام طفلك وتطلب منه الذهاب إلى فراشه. إذا كان التلفاز أو الحاسوب في غرفة الطفل، فحتماً ستعاني أشد العناء كي تقنعه بإغلاقه والذهاب إلى النوم.
ليس هذا فحسب، فالأجهزة الحديثة تنبعث منها أضواء زرقاء تؤثر على الساعة البيولوجية، فضلاً عن تأثيرها السلبي على صحة العينين.
امنحه الشعور بالأمان
إذا كان طفلك يماطل في الذهاب إلى فراشه ليلاً لأنه يخاف إما من الوحدة أو الظلام، فعليك حينئذ منحه الإحساس بالأمان، وقد يتمثل هذا في ترك دميته المفضلة بجانبه.