لا تهاجم نوبات الصداع النصفي المرضى بشكل عنيف مباشرة، فمن حسن الحظ أن هذه النوبات تأتي على مرحلتين، تتضمن المرحلة الأولى أعراضاً أولية أقل حدة يجب أن يتنبه إليها جميع مرضى الصداع النصفي، وتشمل الإرهاق والتقلبات المزاجية وبعض الاضطرابات الجسدية.
أما المرحلة الثانية فهي المرحلة الأكثر خطورة وإيلاماً والتي ترافقها اضطرابات عصبية وخدر في أحد جانبي الجسم وتغيرات في الرؤية، إذ تصل فيها نوبة الصداع النصفي إلى ذروتها.
لكن التنبه إلى الأعراض الأولية التي تأتي في المرحلة الأولى قد تساعد المرضى على أخذ الحيطة والحذر لتجنب الدخول في المرحلة الثانية من الصداع النصفي.
إليك كل ما تريد معرفته عن هذه الأعراض والمراحل وطرق التعامل معها، بحسب موقع Verywell الأمريكي.
الأعراض الأولية للصداع النصفي
بشكل عام تمر أعراض الصداع النصفي بأربع مراحل متعاقبة، وتختلف شدة الأعراض من مريض إلى آخر.
فبعض الذين يعانون الصداع النصفي قد يمرون بمرحلة واحدة فقط من أعراضه، في حين يمر آخرون بمرحلتين أو ثلاث أو ربما المراحل الأربع معاً.
لذلك ليس من الضروري أن تشمل أعراض الصداع النصفي آلاماً في الرأس فقط، فبحسب شدتها قد تمتد لتشمل الجسد كاملاً.
وتختلف الأعراض الأولية للصداع النصفي من شخص إلى آخر، لكن الأعراض الأكثر شيوعاً هي:
· الإرهاق
· التقلبات المزاجية (الاكتئاب أو الهياج)
· اضطرابات في القناة الهضمية (مثل تغيُّر في عادات الإخراج)
وهناك أعراض أخرى شائعة مثل:
· تصلُّب العضلات والألم، خاصة في الرقبة والوجه والظهر.
· اشتهاء الطعام أو فقدان الشهية.
· صعوبة التركيز.
· الشعور بالبرد.
· حساسية الضوء أو الصوت أو الرائحة.
· التثاؤب الكثير.
· أحلام اليقظة.
على الرغم من أن الأعراض الأولية ليست مريحة، ففي العموم يمكن تحمُّلها أكثر من الألم، والدوار، وتغيرات الرؤية، والأعراض الأخرى التي قد تمر بها مع الصداع النصفي.
مراحل الصداع النصفي
ينقسم الصداع النصفي إلى مرحلتين عادة ما يتم الخلط بينهما، المرحلة الأولى تسمى Prodrome أو ما يُعرف بـ "بادرة الصداع النصفي". أما المرحلة الثانية فيطلق عليها اسم Migraine Aura أو ما يُعرف بـ "هالة الصداع النصفي".
تظهر في المرحلة الأولى من هذا المرض الأعراض الأولية فقط، التي سبق أن أشرنا إليها في بداية المقال، في حين تعتبر المرحلة الثانية من الصداع النصفي هي الأكثر خطورة، إذ تبدأ الأعراض العصبية بالظهور، ولا تستمر هذه المرحلة أكثر من 60 دقيقة، في حين قد تستمر المرحلة الأولى من الصداع النصفي ساعات، وقد تمتد أياماً حتى.
تتسم المرحلة الثانية من الصداع النصفي بوجود اضطرابات عصبية موضعية، مثل الخدر، والوخز، في أحد جانبي الجسم، أو تغيرات الرؤية بكلتا العينين، في حين تنتشر الأعراض الأولية بأماكن، فقد تشمل الجهاز الهضمي وعضلات الجسم كافة، بالإضافة إلى التغيرات المزاجية.
كما يُعتقد أن الأعراض الأولية التي يتعرض لها المريض في المرحلة الأولى من الصداع النصفي تتضمن تغيرات في هرمونات الجسم، وهذا ما يسبب التغيرات المزاجية أو الاكتئاب لمرضى الصداع النصفي.
في حين تتسم المرحلة الثانية من المرض بتغيرات في الرسم الكهربي للمخ EEG توصف بأنها هبوط منتشر في قشرة المخ، أي قلة نشاط أحد الأعصاب الذي يتحرك في الطبقة الخارجية من المخ.
كيف أتجنب نوبات الصداع النفي الشديدة؟
إذا ظهرت عليك الأعراض الأولية للصداع النصفي، فهذا يعني أن نوبة قوية من الصداع النصفي في طريقها إليك وعليك التنبه إليها ومحاولة تجنبها.
إذ بإمكانك أن تتجنب الانتقال للمرحلة الثانية الأكثر خطورة من المرض، وذلك من خلال الاستراتيجيات التالية:
أسلوب المعيشة: عندما تظهر الأعراض الأولية للمرض حاوِل تجنُّب النوبات الأشد، من خلال تحسين أسلوب معيشتك.
على سبيل المثال، حاوِل الإكثار من شرب الماء، والراحة، وتجنَّب الأشياء التي عادةً ما تثير الصداع النصفي مثل الأضواء الساطعة، وقلة النوم، والكحوليات.
الأدوية: إذا كانت لديك تجربة ناجحة مع أحد أدوية الصداع النصفي مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAID أو أحد الأدوية الموصوفة طبياً، فإنَّ تناول هذا الدواء في المرحلة الأولى من الصداع، يمكنه التقليل من صداعك النصفي قبل أن يصل إلى ذروته في المرحلة الثانية.
اجتماعياً: أخبِر عائلتك بأنك تعاني أعراضاً أولية للصداع النصفي، ليقدموا لك مزيداً من العون مثل إنجاز المهمات نيابة عنك، أو رعاية الأطفال.
كن واعياً بأنك قد تكون أكثر حساسية أو من السهل إثارة غضبك. لذا قد يكون من الأفضل أن تتجنب التعامل مع المشاكل العاطفية، حتى تكون مرتاحاً أكثر من الناحية الجسدية.