التهاب لسان المزمار هو حالة يمكن أن تُشكل خطراً على الحياة، تحدث عندما يلتهب لسان المزمار، وهو الغطاء الغضروفي الصغير الذي يغطي قصبتك الهوائية، فيمنع تدفق الهواء إلى رئتيك، هنا يُمكنك التعرّف عن قرب على التهاب لسان المزمار، وأعراضه، وكيفية التعامل معه وعلاجه.
ما هو التهاب لسان المزمار؟
يقع لسان المزمار في قاعدة لسانك، يتكون من الغضروف، ويعمل كصمام لمنع دخول الطعام والسوائل إلى القصبة الهوائية عند تناول الطعام والشراب.
يمكن أن تصبح الأنسجة التي تُشكل لسان المزمار مصابة ومنتفخة، فتغلق مجرى الهواء، وهو ما قد يُحدث الوفاة، لذلك تتطلب الإصابة بالتهاب لسان المزمار عناية طبية فورية.
التهاب لسان المزمار هو حالة شائعة لدى الأطفال، لكنها أصبحت أكثر شيوعاً عند البالغين، يتطلب المرض تشخيصاً وعلاجاً سريعين لأي شخص، ولكن بشكل خاص في الأطفال، لأنهم الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات التنفس.
ما الذي يُسبب التهاب لسان المزمار؟
العدوى البكتيرية هي السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب لسان المزمار، يمكن أن تدخل البكتيريا إلى جسمك عندما تتنفس، ومن هنا يمكن أن تصيب لسان المزمار.
أكثر أنواع البكتيريا التي تسبب هذه الحالة شيوعاً هي المستدمية النزلية من النوع B، المعروفة أيضاً باسم Hib، وهي البكتيريا المسؤولة عن الالتهاب الرئوي الشديد، والتهاب السحايا، وبعض الأمراض الأخرى، وتحدث بشكل حصري تقريباً في المرضى من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وتنتقل عن طريق الجهاز التنفسي من الأشخاص المصابين إلى الأشخاص المعرضين للإصابة.
تشمل السلالات البكتيرية الأخرى التي يمكن أن تسبب التهاب لسان المزمار العقديات A ،B، أو C والعقدية الرئوية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الفيروسات مثل تلك التي تسبب جديري الماء إلى التهاب لسان المزمار، كذلك فإن بعض الفطريات قد تسهم أيضاً في التهاب لسان المزمار، وخاصةً في الأفراد الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
الأسباب الأخرى لحدوث المرض تشمل:
تدخين بعض المخدرات مثل الكوكايين الصلب، استنشاق المواد الكيميائية التي تحرق الحلق، ابتلاع جسم غريب، حرق حلقك من البخار، أو تناول المشروبات الساخنة للغاية أو مصادر الحرارة الأخرى، إصابة في الحلق بسبب حادث ما مثل جرح أو طلقة نارية.
الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بلسان المزمار
يمكن لأي شخص أن يصاب بالتهاب لسان المزمار، ومع ذلك يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر حدوث الإصابة وتطورها، مثل:
العمر
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهراً يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب لسان المزمار، وذلك لأن هؤلاء الأطفال لم يكملوا بعد سلسلة لقاح Hib، وعموماً يحدث هذا المرض عادةً في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 6 سنوات، وبالنسبة للبالغين، فإن العمر الأكبر من 85 عاماً يكون أكثر عُرضة للإصابة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال الذين يعيشون في بلدان لا تقدم لقاحات معرضون لخطر متزايد، كذلك الأطفال الذين يختار آباؤهم عدم تطعيمهم بلقاح Hib هم أيضاً أكثر عرضة لخطر التهاب لسان المزمار.
الجنس
الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتهاب لسان المزمار من الإناث، لكن سبب هذا غير واضح بعد.
البيئة
إذا كنت تعيش أو تعمل مع عدد كبير من الأشخاص، فمن المُرجح أن ترتفع نسبة إصابتك بالجراثيم من الآخرين، والإصابة بالعدوى، وبالمثل قد تزيد البيئات المكتظة بالسكان مثل المدارس أو مراكز رعاية الطفل من تعرضك أو تعرُّض طفلك لجميع أنواع التهابات الجهاز التنفسي، ويزداد خطر الإصابة بالتهاب لسان المزمار في تلك البيئات.
ضعف الجهاز المناعي
يمكن أن يجعل الجهاز المناعي الضعيف من الصعب على جسمك مكافحة العدوى، المناعة الضعيفة تجعل من السهل الإصابة بالتهاب لسان المزمار، ولقد ثبت أيضاً أن الإصابة بمرض السكري عامل خطر في البالغين.
ما هي أعراض التهاب لسان المزمار؟
أعراض التهاب لسان المزمار واحدة، بغضِّ النظر عن اختلاف السبب الذي أدى إليها، ومع ذلك فقد تختلف الأعراض بين الأطفال والبالغين، يكمن الاختلاف الأساسي في أنه يمكن أن يُصاب الأطفال بالتهاب لسان المزمار في غضون ساعات، أما في البالغين فغالباً ما تتطور الإصابة ببطء أكثر على مدار أيام.
تشمل أعراض التهاب لسان المزمار الشائع عند الأطفال ما يلي:
الإصابة بالحمى، وتخفيف الأعراض عند الميل إلى الأمام أو الجلوس في وضع مستقيم، والتهاب الحلق، والصوت الأجش، والصعوبة في البلع والألم، وسيلان اللعاب، والأرق، والتنفس عن طريق الفم.
أما الأعراض الشائعة عند البالغين فتشمل:
الحمى، صعوبة في التنفس، صعوبة في البلع، صوتاً خشناً أو مكتوماً، التنفس الصاخب وبصعوبة، التهاب الحلق الحاد، عدم القدرة على التقاط أنفاسهم.
إذا لم يُعالَج التهاب لسان المزمار سريعاً فإنه يمكن أن يسدّ مجرى الهواء تماماً، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغير لون بشرتك إلى اللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين، وهذه حالة حرجة، وتتطلب عناية طبية فورية.
كيف يتم تشخيص التهاب لسان المزمار؟
نظراً لخطورة هذه الحالة، قد تتلقى تشخيصاً في مركز رعاية الطوارئ ببساطة، عن طريق الملاحظات البدنية والتاريخ الطبي في معظم الحالات، إذا اعتقد طبيبك أنك قد تكون مصاباً بالتهاب لسان المزمار فسيقوم بإدخالك إلى المستشفى.
قد يقوم الطبيب بإجراء أي من الاختبارات التالية لدعم التشخيص:
- الأشعة السينية على الحلق والصدر لعرض شدة الالتهاب والعدوى.
- تحاليل الدم لتحديد سبب العدوى، وما إذا كان البكتيريا أو الفيروس.
- فحص الحلق باستخدام المنظار، وهو أنبوب طويل نحيف ومرن مع كاميرا في النهاية، يوضع في فم الشخص، وأسفل حلقه، وقد يتم استخدام مخدر موضعي لتخفيف الانزعاج.
ما هو علاج التهاب لسان المزمار؟
إذا اعتقد طبيبك أنك مصاب بالتهاب لسان المزمار، فإن العلاجات الأولى تتضمن عادة مراقبة مستويات الأكسجين وحماية مجرى الهواء، إذا أصبحت مستويات الأكسجين في الدم منخفضة للغاية فمن المحتمل أن تحصل على أكسجين إضافي، من خلال أنبوب التنفس أو القناع.
قد يعطيك طبيبك أيضاً أحد أو كل العلاجات التالية:
- سوائل في الوريد للتغذية والترطيب، حتى تتمكن من البلع مرة أخرى.
- المضادات الحيوية لعلاج عدوى بكتيرية معروفة أو مشتبه بها.
- الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الستيرويدات القشرية، لتقليل التورم في الحلق.
في الحالات الشديدة، قد تحتاج إلى إجراء جراحة بسيطة في القصبة الهوائية، حيث يتم إجراء شق صغير بين حلقات القصبة الهوائية، ثم يتم وضع أنبوب التنفس مباشرة من خلال رقبتك وفي القصبة الهوائية، متجاوزاً لسان المزمار، هذا يسمح بتبادل الأكسجين ويمنع الفشل في التنفس.
هل يمكن الوقاية من التهاب لسان المزمار؟
يُمكنك المساعدة في تقليل خطر الإصابة بالتهاب لسان المزمار عن طريق القيام بعدّة أشياء، منها:
- يجب أن يتلقى الأطفال جرعتين إلى ثلاث جرعات من لقاح Hib، بدءاً من عمر الشهرين، عادةً يتلقى الأطفال جرعة عندما يكون عمرهم شهرين ثم 4 أشهر ثم 6 أشهر.
- اغسل يديك بشكل متكرر، أو استخدم مطهر الكحول لمنع انتشار الجراثيم، تجنب الشرب من نفس الكوب مع آخرين، وتجنب أيضاً مشاركة الطعام أو الأواني.
- حافظ على صحتك ومناعتك في حالة جيدة عن طريق تناول مجموعة صحية من الأطعمة، وتجنب التدخين، والحصول على راحة كافية، وإدارة جميع الحالات الطبية المزمنة بشكل صحيح.