بينما يكون الاستنتاج الأول لإحساس وخز الشفاه هو الحساسية أو البرد، فإنه مؤشر على أمراضٍ أكثر خطورة.
نحاول في هذا التقرير توضيح أسباب الخدر الذي يؤثر في الشفاه، وضمن ذلك الأعراض التي تشير إلى حالة طبية طارئة، ومتى يجب الحصول على المشورة الطبية.
– برودة الطقس
غالباً ما يكون الطقس البارد أو البشرة الحساسة سبباً لوخز الشفاه مؤقتاً.
فالدماغ والنخاع الشوك يشكلان الجهاز العصبي المركزي، في حين يشكل بقية الجسم الجهاز العصبي المحيطي.
في هذه الحالة يشير الاعتلال العصبي المحيطي إلى تلف الأعصاب في الجهاز العصبي المحيطي.
الأعراض الشائعة هي خدر أو إحساس بوخز، ويمكن أن تتأثر جميع أجزاء الجسم، وضمن ذلك الشفاه.
– الحساسية
عادةً ما يظهر رد الفعل التحسسي الذي يصيب الشفاه باعتباره تورماً تحت الجلد، والمعروف باسم وذمة وعائية. وغالباً ما يكون السبب هو الحساسية تجاه الطعام أو الدواء.
تحدث الحساسية الغذائية في غضون ساعات قليلة بعد تناول الطعام المسبب، رغم أن رد الفعل قد يحدث في بعض الأحيان بغضون بضع دقائق.
عادةً ما تسبب متلازمة الحساسية الفموية الشعور بالحكَّة بعد تناول الأطعمة المسببة للحساسية، أو دواء معين.
– تشقق الشفاه
يمكن أن تتشقق الشفاه عندما تصبح جافة جداً خلال فصل الشتاء، أو في مناخ حار، أو إذا كان الشخص يعاني حالة جلدية، مثل الأكزيما.
استخدام مرطب الشفاه يمكن أن يجعل البشرة أكثر نعومة ويمنع التشققات.
يجب أن يستخدم الشخص المصاب بالفعل بالقرح والالتهاب، تركيبة بسيطة مثل الفازلين، والتي لا تحتوي على أي مكونات قد تسبب تهيجاً أكبر.
– القروح الباردة
العلامة الأولى للقرحة الباردة هي الإحساس بالوخز أو الاحتراق حول الفم والشفتين، ثم تتطور إلى تقرحات صغيرة مملوءة بالسوائل.
تحدث القروح الباردة بسبب فيروس الهربس البسيط، وهو مرض شديد العدوى وينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال الوثيق، مثل التقبيل. يكون الفيروس غير نشط، ولكنه قد يندلع في شكل قروح باردة من وقت إلى آخر.
عادةً ما تلتئم القروح الباردة دون علاج في غضون 7 إلى 10 أيام، لكن استخدام كريم مضاد للفيروسات بمجرد أن يشعر الشخص بالوخز، قد يساعد في تسريع عملية الشفاء.
– الهربس النطاقي
الهربس النطاقي هو عدوى فيروسية تُسبب طفحاً جلدياً مؤلماً، ويسببها فيروس الجدري المائي نفسه.
معظم الأطفال سوف يعانون جدري الماء في مرحلة ما. ومع ذلك، بعد الشفاء، يظل الفيروس غير نشط بالجسم. في وقت لاحق من الحياة، يمكن أن تظهر مرة أخرى كهربس نطاقي.
من أعراض العدوى الحكَّة، والحرق، أو وخز في الجلد، وكذلك ظهور بثور مؤلمة مملوءة بالسوائل أو طفح جلدي.
من الممكن إصابة الهربس النطاقي في أي مكانٍ بالجسم، وضمن ذلك الشفاه.
– السكتة الدماغية
السكتة الدماغية المصغرة أو نقص التروية العابرة حالةٌ طبية طارئة ناجمة عن انقطاع تدفق الدم إلى المخ.
تظهر علامات السكتة الدماغية بسرعة كبيرة، لذلك يجب على الشخص طلب المساعدة الطارئة إذا كان يعاني أعراضها.
وتشمل أعراض السكتة الدماغية خدراً مفاجئاً أو ضعفاً على جانب واحد من الجسم، أو فقدان التوازن أو الدوار، أو الارتباك أو صعوبة في التحدث، أو صداعاً شديداً دون سبب واضح، أو تدلي الوجه، أو الفم، أو العين على جانب واحد.
– التسمم الغذائي
هناك حالات قد يسبب فيها التسمم الغذائي وخزاً في الشفتين، وكذلك اللسان، والحلق، والفم.
من المرجح أن تتعرض للتسمم الغذائي في المناسبات التي يتم فيها ترك الطعام خارج نطاق التبريد فترات طويلة من الزمن، مثل النزهات والبوفيهات.
قد تتطور الأعراض بعد فترة وجيزة من تناول الأطعمة الملوثة، وفي حالات أخرى، قد يستغرق الأمر عدة أيام حتى تمرض.
– صدمة العصب القحفي
الأعصاب القحفية هي تلك الأعصاب التي تنشأ مباشرة من الدماغ وضمن ذلك جذع الدماغ، وتمتد من المخ إلى الرأس والوجه، وتتحكم في الحركة والإحساس.
إصابة الدماغ، مثل الارتجاج، يمكن أن تلحق الضرر بهذه الأعصاب وتؤثر في مدى عملها.
العصب الثلاثي التوائم هو أحد الأعصاب القحفية، وهو مسؤول عن الإحساس في الوجه.
في حالة تَلَفِه، قد يتسبب ذلك في فقدان الإحساس في الوجه، وضمن ذلك وخز أو خدر بالشفاه.
– نوبات الذعر والهلع
يمكن أن يكون أحد أعراض نوبة الهلع الإحساس بالوخز. إذا كان الوخز في الشفاه مصحوباً بأعراضٍ مثل ضيق التنفس، أو تسارُع دقات القلب، أو الارتجاف، فقد تكون هذه علامة على المرور بنوبة فزع، أو على وشك الإصابة بها.
يمكن أن تكون نوبة الهلع مزعجة للغاية، ولكنها عادةً ما تستمر مدة تتراوح بين 5 و20 دقيقة فقط.
– الذئبة
مرض الذئبة مرضٌ يصيب الجهاز المناعي، ويمكن أن يؤثر في أجزاء كثيرة من الجسم، وضمن ذلك الأعصاب؛ وهو ما يسبب وخز الشفاه. إذا تورمت الأنسجة المحيطة بالأعصاب، فقد يؤثر الضغط في قدرة الأعصاب على نقل المعلومات.
– ظاهرة رينود
تؤثر هذه الحالة في تدفق الدم إلى أقصى أجزاء الجسم، مثل اليدين والقدمين، ولكنها قد تؤثر أيضاً في الشفاه واللسان.
سوف تستجيب الأوعية الدموية للبرد أو للإجهاد عن طريق الانكماش؛ وهو ما يسبب شعوراً بالبرد الشديد أو وخز أو تنميل. قد يؤدي أيضاً إلى تحويل الجزء المصاب من الجسم إلى اللون الأبيض أو الأزرق.
– نقص الفيتامينات والمعادن
إذا لم تحصل على ما يكفي من المواد الغذائية، فلن يتمكن جسمك من إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء. تساعد خلايا الدم الحمراء في تحريك الأكسجين بجميع أنحاء الجسم.
بالإضافة إلى وخز الشفاه، قد تواجه الإعياء، وفقدان الشهية، والدوخة، وتشنجات العضلات، وعدم انتظام ضربات القلب.
– نقص سكر الدم
عند انخفاض السكر في الدم، يكون مستوى الجلوكوز منخفضاً جداً؛ وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض تتضمن وخزاً حول الفم. يحتاج الجسم والعقل قدراً معيناً من الجلوكوز حتى يعمل بشكل جيد.
على الرغم من أن نقص السكر في الدم يرتبط عادةً بمرض السكري، فإن أي شخص يمكنه تجربة انخفاض نسبة السكر في الدم.
– التصلب المتعدد
لا يزال سبب التصلب المتعدد (MS) غير واضح، لكن يُعتقد أنه أحد أمراض المناعة الذاتية. هذا يعني أن شيئاً ما في جهاز المناعة يؤدي إلى مهاجمة نفسه، بدلاً من مهاجمة الفيروسات والبكتيريا الغازية.
أحد الأعراض الأولى لمرض التصلب العصبي المتعدد تتضمن خدراً في الوجه، قد يشمل وخز شفاه. هناك عديد من الأجزاء الأخرى من الجسم المصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، مثل الذراعين والساقين.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً؛ خدراً في الساقين أو القدمين، وصعوبة التوازن، وضعف العضلات، والتشنج العضلي، وألماً حاداً أو مزمناً، واضطرابات الكلام، ورعشة.