اعتاد الكثير من الأشخاص على هزّ رؤوسهم بعنف بعد السباحة، كردِّ فعل طبيعي لإخراج الماء من الأذن. هذه هي الطريقة الأكثر شيوعاً لإزالة المياه المحصورة في الأذن، التي يمكن أن يسبب بقاؤها العدوى في قناة الأذن الخارجية.
على الرغم من أن السباحة غالباً ما تكون السبب، فإنه يمكن أن تصاب بتداعيات وجود المياه في قناة الأذن من أي تعرض للماء.
عند تطور العدوى وعدم علاجها في الوقت المناسب تتطور الأعراض، لتشمل ارتفاعاً في درجة الحرارة، وتورم الغدد اللمفاوية في الرقبة، وألماً في الوجه والرقبة أو جهة واحدة من الوجه، وقد تتراجع القدرة على السمع.
باحثون في جامعة كورنيل في مدينة نيويورك وجامعة فرجينيا للتكنولوجيا أكدوا أن هز الرأس قد يتسبب في تلف في الدماغ عند الأطفال الصغار.
يمكن أن يصبح الدماغ متورماً أو يصاب بجرح عن اصطدام خلايا وأنسجة المخ بالجمجمة بدرجة عنيفة مسببة الارتجاج.
وقال الباحث أنوج باسكوتا، أحد الباحثين في جامعة كورنيل في الصحيفة المُقدمة في الاجتماع السنوي للجمعية الفيزيائية الأمريكية للسوائل الديناميكية بمدينة سياتل: "يتركّز بحثنا بشكل أساسي على القوة المُتطلَّبة لإخراج الماء من قناة الأذن".
تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تكشف الضرر
خلال الاختبارات، استخدم الفريق أنابيب زجاجية بأقطار مختلفة لمحاكاة قناة الأذن.
أسقط الباحثون الأنابيب على زنبرك لإحداث تأثير مشابه لما يحدث عندما يهز الأطفال رؤوسهم جنباً إلى جنب.
طبع الباحثون مجسماً لقناة الأذن عبر طباعة ثلاثية الأبعاد، بالاعتماد على قناة أذنية من تصوير مقطعي لرأس إنسان.
ثم قام العلماء بتبطين داخل الأنبوب مصنوع بمزيج من السيليكون والهيدروجين، أو ما يدعى السيلان، وذلك لتُطابق تقريباً الماء الموجود في قناة الأذن الحقيقية.
ثم أدخلوا الماء إلى الأنبوب الزجاجي قبل إسقاط الأنابيب في مجارٍ مائية لقياس القوة اللازمة لإخراج الماء من الأنبوب.
الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر
بحسب ما قاله الفريق: "أظهرت النتائج أن التسارع الحرج اللازم لإخراج الماء من قناة الأذن يعتمد بقوة على حجم السائل المُحتجز داخل الأنبوب ووضعيته".
كان التسارع أعلى في الأنابيب الأصغر مساحة، ولذلك فإن هز الرأس سريعاً لتصريف المياه المحبوسة قد يكون أكثر صعوبة للأطفال، بسبب صغر حجم قناة الأذن لديهم، كما أوضح باسكوتا.
ولذلك فإن قنوات الأذن الضيقة للأطفال يمكن أن تعني زيادة القوة المطلوبة لإزالة الماء عن الأذن البالغة
يقول باسكوتا: "إن القوى الحرجة التي حصلنا عليها تجريبياً على أنبوب زجاجي وقنوات أذنية بطباعة ثلاثية الأبعاد، كانت حوالي 10 أضعاف قوة الجاذبية على حجم آذان الصغار، وهو الأمر الذي قد يُسبب إصابات دماغية".
لكن اعتماداً على قوانين الفيزياء، لا يُنصح القيام بهذا الإجراء لأي أحد، خاصةً بوجود العديد من الحلول الأخرى الأكثر أماناً.
كيفية إخراج الماء من الأذن
أضاف السيد باسكوتا: "من خلال تجاربنا توصلنا إلى أن التوتر السطحي للسوائل هو أحد العوامل الحاسمة التي تعزز المياه لتتوقف في قنوات الأذن".
أضاف: "من المفترض أن وضع بضع قطرات من سائل له توتر سطحي أقل من الماء مثل الكحول أو الخل في الأذن، من شأنه أن يقلل من قوة التوتر السطحي مما يسمح بتدفق المياه خارج الأذن".
أحد هذه الخيارات سهل لدرجة كبيرة، وهو أن تستلقي على جانبك، أو أن تهز ببساطة شحمة أذنك.
ويمكن محاولة استخدام مجفف الشعر لتجفيف الماء العالق في الأذن، مع مراعاة ترك مسافة مناسبة بين المجفف والأذن ووضعه على أقل درجة حرارة.
يمكن استخدام قطرات بيروكسيد الهيدروجين، حيث تساعد على إزالة شمع الأذن وسحب المياه في أذنك، لكن يجب أن تمتنع عن استخدام أية قطرة للأذنين دون استشارة الطبيب في حال الإصابة بالتهاب في منطقة الأذن أو تمزق طبلة الأذن.