من الممكن أن تكون رأيت أحد المصابين بشلل الوجه النصفي، إن لم يكن في الواقع، فربما في أحد الأعمال الدرامية، وحينها تظهر على وجه المريض بعض الأعراض مثل اعوجاج الفم، ويأتي تشخيص الطبيب بإصابة العصب السابع، فهل تساءلت من قبلُ ما هو العصب السابع، وما علاقته بشلل الوجه النصفي؟
تابع قراءة التقرير لنجيب عن أسئلتك.
ما هو العصب السابع؟
ينتقل العصب الوجهي، المعروف باسم العصب السابع، عبر قناة عظمية ضيقة في الجمجمة أسفل الأذن إلى العضلات الموجودة على جانبي الوجه.
يوجه كل عصب للوجه العضلات على جانب واحد فقط من الوجه، وضمن ذلك العضلات التي تتحكم في رمش العين وإغماضها، وتعابير الوجه كالابتسام والغضب.
بالإضافة إلى ذلك، يحمل العصب السابع نبضات عصبية إلى الغدد الدمعية أو المسيلة للدموع والغدد اللعابية والركاب، وهي عظام صغيرة في منتصف الأذن، كما ينقل عصب الوجه أيضاً أحاسيس التذوق من اللسان.
ما هو شلل بيل وعلاقته بالعصب السابع؟
شلل بيل أو مرض العصب السابع، هو أحد أشكال شلل الوجه المؤقت الناتج عن التلف أو الصدمات التي تصيب أعصاب الوجه.
عندما يحدث شلل بيل، تتعطل وظيفة العصب الوجهي السابع؛ وهو ما يؤدي إلى انقطاع في الرسائل التي يرسلها الدماغ إلى عضلات الوجه، وهذا الانقطاع يؤدي إلى ضعف الوجه أو الشلل.
بشكل عام، يؤثر شلل بيل في واحد فقط من أعصاب الوجه المقترنة وجانب واحد من الوجه، ومع ذلك، في حالات نادرة، يمكن أن يؤثر في كلا الجانبين.
على الرغم من أن شلل بيل يمكن أن يحدث في أي عمر، فإن الحالة أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاماً. سمي شلل بيل نسبة إلى عالم التشريح الأسكتلندي تشارلز بيل، الذي كان أول من وصف الحالة.
أعراض العصب السابع
نظراً إلى أن العصب الوجهي يحتوي على عديد من الوظائف وهو معقد للغاية، فقد يؤدي تلف الأعصاب أو أي اضطراب في وظيفته إلى عديد من المشكلات. يمكن أن تختلف أعراض شلل بيل من شخص إلى آخر، وتتراوح شدتها بين الضعف الخفيف والشلل التام.
قد تشمل هذه الأعراض الوخز أو الضعف الخفيف الذي يتحول إلى الشلل على أحد جانبي الوجه خلال ساعات إلى أيام. قد تشمل الأعراض الأخرى تدلّى الجفن وزاوية الفم، وسيلان اللعاب، وجفاف العين أو الفم، وضعف التذوق، والدموع المفرطة في عين واحدة.
قد تشمل الأعراض الأخرى الألم أو الانزعاج حول الفك وخلف الأذن، والرنين في أحد الأذنين أو كليهما، والصداع، وفرط الحساسية للصوت في الجانب المصاب، وضعف النطق، والدوخة، وصعوبة الأكل أو الشرب.
أسباب الإصابة بالعصب السابع
يحدث شلل بيل عند تورم أو التهاب العصب السابع الذي يتحكم في عضلات الوجه، أو ضغطه؛ وهو ما يؤدي إلى ضعف أو شلل في الوجه. ولكن ما يسبب هذا الضرر غير معروف.
يعتقد معظم العلماء أن العدوى الفيروسية مثل التهاب السحايا الفيروسي أو فيروس الهربس البسيط قد يسبب الاضطراب. وحينها يتضخم العصب الوجهي ويصبح ملتهباً كرد فعل للعدوى؛ وهو ما يسبب ضغطاً داخل القناة التي يمر فيها العصب، ويؤدي إلى نقص تروية الدم (تقييد الدم والأكسجين على الخلايا العصبية).
هناك بعض الفيروسات الأخرى التي لها علاقة بشلل بيل وتشمل الجديري المائي، وعدوى الفيروس المضخم للخلايا، وفيروس الحصبة الألمانية، وفيروس النكاف، والأنفلونزا.
في بعض الحالات الخفيفة التي يكون فيها الشفاء سريعاً، يحدث الضرر فقط لمادة الميالين، وهي المادة الدهنية التي تحيط بالمحور العصبي للخلايا العصبية.
ويزداد خطر الإصابة بشلل الوجه النصفي للمصاب بأي من الأنفلونزا، والصداع، والتهابات الأذن الوسطى المزمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والأورام، والصدمات مثل كسر الجمجمة أو إصابة الوجه.
تشخيص الإصابة بشلل بيل
يتم إجراء تشخيص لشلل بيل بناءً على العرض السريري، وضمن ذلك مظهر الوجه المشوَّه وعدم القدرة على تحريك العضلات على الجانب المصاب من الوجه، واستبعاد أي أسباب أخرى محتملة لشلل الوجه.
بشكل عام، يفحص الطبيب الشخص بحثاً عن ضعف الوجه العلوي والسفلي. في معظم الحالات، يقتصر هذا الضعف على جانب واحد من الوجه، أو يقتصر أحياناً على الجبهة أو الجفن أو الفم.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي (CT) يمكن أن يُزيل الأسباب الهيكلية الأخرى للضغط على العصب الوجهي.
كيفية علاج العصب السابع وشلل بيل
يؤثر شلل بيل في كل فرد بشكل مختلف، وتكون بعض الحالات خفيفة ولا تحتاج علاجاً، لأن الأعراض عادة ما تهدأ من تلقاء نفسها خلال أسبوعين. بالنسبة للآخرين، قد يشمل علاج العصب السابع الأدوية وغيرها من الخيارات العلاجية. إذا عُثر على مصدر واضح يسبب شلل بيل (مثل العدوى)، فقد يكون العلاج للسبب مفيداً.
تساعد المنشطات مثل الستيرويد بريدنيزون المستخدمة في تخفيف التورم والالتهاب، في تخفيف التهاب العصب السابع، وهو ما يساعد على علاج شلل بيل. قد تكون للعقاقير الأخرى مثل الأسيكلوفير التي تستخدم لمكافحة عدوى الهربس الفيروسي بعض الفوائد في تقصير مسار المرض.
قد توفر العلاجات الأخرى مثل العلاج الطبيعي، وتدليك الوجه تحسناً طفيفاً في وظيفة العصب الوجهي والألم.
يمكن أن يوقف شلل بيل أن يوقف قدرة الجفن الوامضة الطبيعية، وهو ما يترك العين عرضة للتهيج والجفاف. لذلك، من المهم الحفاظ على رطوبة العين وحمايتها من الأتربة والجفاف. قطرات ترطيب العين، مثل الدموع الاصطناعية أو مراهم العين أو المواد الهلامية، تكون فعالة للحفاظ على ترطيب العين.