هل تفكر دائماً كيف تنجو من مديرك الفظيع؟ وكيف تواجه التنمر؟ وفقاً للدكتور غاري نامي، مدير معهد مكافحة التنمُّر داخل أماكن العمل، فإن هناك 25 عادةً شائعةً يُمكن أن تؤهِّل المدير ليكون مُتنمِّراً
وعادة ما يخلط معظم المديرين السيئين عديداً من هذه العادات مع بعض صفاتهم السيئة، لينتجوا لنا خلطة من البشاعة.
يجسد مدير زوي، على سبيل المثال، مزيجاً لاذعاً من "إظهار المزاج المتقلب الذي يُفترض أنه لا يمكن السيطرة عليه"، و "الإحباط اللفظي" و "الصراخ والصياح ونوبات الغضب".
تقول الإحصاءات إن نصف القوى العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تُبلِغ عن تركها وظيفةً ما، بسبب صراخ مديرٍ أو تعرُّضٍ للأذى بشكلٍ أو بآخر، بداية من الإحباط اللفظي، والصياح والصراخ وغيرهما.
ووجدت دراسةٌ أُجريت عام 2017 على التسلُّط المُسيء، أن الناس الذين عمِلوا مع مديرين مُتنمِّرين يعانون أكثر بسبب الانسحاب والاكتئاب، وأن قابليتهم للتأثر بالصدمات أكثر بكثير من غيرهم.
ودعمت الأبحاث وجود رابطٍ بين التعرض للإساءة في أماكن العمل والآثار السلبية التي تظهر على الموظفين، بمعنى أنه إذا كان مُديرك عدوانياً، فأنت أكثر ميلاً إلى التعرض للقلق والتوتر والصداع، وفقد القدرة على النوم وعلى التركيز.
حتى إن دراسةً حديثةً نُشرت في المجلة الدولية للأبحاث البيئية والصحة العامة، وجدت أن الأشخاص الذين يتعرضون للإساءة في أماكن العمل لديهم ميلٌ كبيرٌ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي بعض الحالات، يُمكن أن تكون الإساءة في أماكن العمل مُعديةً داخل المنظمة فمثلاً، وجدت مجلة Applied Psychology عام 2013 أن الجنود الأمريكيين في العراق كانوا أكثر ميلاً للاعتراف بارتكاب حوادث تتضمن ضرب وركل مواطنين أبرياء، وكانوا أقل ميلاً للإبلاغ عن التجاوزات من قِبل الآخرين، في الحالات التي كانت قياداتهم فيها تُعاملهم بقسوةٍ.
ووفقاً للكاتبة وصاحبة مدونة "اسأل مديراً"، أليسون غرين، فإن الموظفين الشباب والجدد يُمكن أن يكونوا سريعي التأثر بشكلٍ خاصٍ، لأن الناس يتلقون مفاهيمهم، ويدركون ما هو مقبول وما ليس مقبولاً في محيط العمل من مديريهم.
من السهل فهم كيف يتكبد ضحايا المديرين المُتنمِّرين خسائر على المستوى الشخصي ويفقدون ثقتهم وإنتاجيتهم. مع ذلك فإن بحثاً جديداً من جامعة فيلانوفا يكشف أن الموظفين ليسوا وحدهم من يُعاني إذا كان مديروهم متنمرين، قد يكون من المريح معرفة أن المديرين السيئين أنفسهم يواجهون تبعاتٍ لتصرُّفهم بحقارةٍ.
المديرون يتأذون من تصرفاتهم..
أصدر باحثون بجامعة فيلانوفا بحثاً يخلص إلى أن المديرين المتنمرين يتأذون بشدةٍ من تصرفاتهم، لأنهم يفتقدون المكون الحيوي للتقدير الذاتي
وجدت مانويلا بريسموث، رئيسة فريق البحث، أن "كثيراً من المديرين يلاحظون التكاليف الاجتماعية لسلوكياتهم، في حين ﻻ يكترث المضطربون نفسياً لقيمتهم الاجتماعية؛ لأنهم لا يكترثون لبقية الناس".
لذلك إذا كان مديرك المسيء ينتمي إلى نسبة الـ15% من المديرين المتنمرين الذين صنفتهم مانويلا على أنهم مضطربون نفسياً، فاعلم أنه سيصيبك بالأذى.
المواجهة هي الحل
وحسب صحيفة The Guardian البريطانية، يقول روبرت سوتون، الأستاذ بجامعة ستانفورد ومؤلف كتاب The Asshole Survival Guide: How to Deal with People who Treat You Like Dirt المنشور عام 2017، إن الحل الأمثل مع المدير الذي يحاول طوال الوقت التنمر عليك هو المواجهة.
وإذا لم تكن المواجهة ممكنةً، فعليك استخدام "ألاعيب العقل لإنقاذ روحك": وهي بالأساس تقنيات علاجٍ سلوكيٍّ إدراكيٍّ، لتتمكن من التعامل معه.
تقول الدراسات إن قليلاً من العدائية مع هؤلاء المديرين لا يضر، تجاهَله وتظاهَر بتجاهلٍ سبب غضبه، لن تشعر بأنك ضحية ولن تشعر بالضغط النفسي.
حين يردُّ الموظفون على مديريهم السيئين بالمثل، فإنهم يعانون ضوائق نفسية واستياء في العمل أقل من غيرهم، وأكثر من ذلك أن أولئك الموظفين لم يشعروا بأن تلك العداوة المتبادلة تؤثر في سِيرهم المهنية، بل إن تيبر يفترض أنهم قد يستمتعون في الواقع بازدياد تقدير زملائهم لهم، ومن ثم يصبحون أكثر التزاماً في أماكن عملهم.
التعامل مع مديرٍ مسيءٍ لا يختلف من ثم عن التعامل مع متنمرٍ في ساحة المدرسة، إن لم تستطع الابتعاد والإبقاء على نفسك غير منزعجٍ من سلوكهم، فلعل أفضل ما تفعله هو الدفاع عن نفسك.