عدد البكتيريا التي تعيش في الفم يتجاوز ستة مليارات من البكتيريا، معظمها "جيدة"، ولكن بعضها قد يكون مُضِراً بصحتك. بشكل خاص، 20 نوعاً من البكتيريا تعتبر "مُضرّة".
وفي حال سوء صحة الفم، تنتقل تلك البكتيريا المضرة من الفم إلى جهازك الهضمي أو حتى مجرى الدم. ومن هناك، يمكنها الانتقال إلى أعضاء أخرى في جسدك والإضرار بتلك الأعضاء؛ وهو ما يتسبب في أمراض مثل الالتهاب الرئوي والتهاب المفاصل الروماتويدي. وهناك نوع معين من البكتيريا سبَّب كثيراً من المشكلات للباحثين؛ وهو البورفيرينية اللثوية.
ووفقاً للباحث جان بوتيمبا، من جامعة لويفيل، وهو من فريق الدراسة التي تبحث في تأثيرات تلك البكتيريا على الجسد، فـ "إنها زعيم عصابة حقيقي، قادرة على تحويل الميكروبات الجيدة إلى مضرة".
وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة Science Advances، فَحَصَ الباحثون البكتيريا البورفيرينية اللثوية، التي تشتهر أيضاً بأنها عامل خطر معروف للإصابة بمرض الزهايمر. وجد الباحثون أن البكتيريا البورفيرينية اللثوية تسببت في تفاقم الأعراض بالفئران المهندسة وراثياً للإصابة بمرض الزهايمر.
وترتبط البكتيريا البورفيرينية اللثوية بأمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وسرطان المريء. لهذا السبب من المهم جداً الحفاظ على نظافة الفم، ليس فقط من أجل حماية أسنانك من التسوس، ولكن ذلك يحميك أيضاً من الإصابة بعديد من الأمراض التي قد تكلفك حياتك.
إليكم عديداً من الطرق التي يمكنكم من خلالها تعزيز صحة الفم؛ بحسب ما نشره موقع Natural News الأمريكي.
تجنَّب غسول الفم
قد يبدو استخدام غسول الفم فكرةً جيدة، إذ يروَّج لتلك المنتجات على أنها تحافظ على نظافة الفم. ولكن تبيَّنَ أن استخدام غسول الفم بانتظام خطيرٌ جداً، لأنه قد يدمِّر الميكروبات الطبيعية بالفم، والتي تحتوي على كثير من البكتيريا الجيدة. ومن الممكن أن تتسبب أيضاً في تسوس الأسنان وقُرح الفم، كما ترتبط بمخاطر الإصابة بسرطان الفم. ومن أجل بدائل صحية لغسول الفم، يمكنكم تجربة الشاي الأخضر. وجد الباحثون أن خصائص مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر قد تساعد على الحد من مخاطر الإصابة بسرطان الفم، فضلاً عن المساعدة في مكافحة أمراض اللثة والقضاء على رائحة الفم الكريهة.
صحة الفم.. فرشاة وخيط الأسنان
البكتيريا المضرة قادرة على النمو والانتشار في الفم عندما لا تُقتل فوراً. ولهذا السبب من المهم جداً غسل الأسنان بالفرشاة مرتين يومياً على الأقل، لأن ذلك يساعد على التخلص من المصادر المحتملة للأمراض والعدوى. غسل الأسنان مدة دقيقتين كاملتين مرتين يومياً يقطع شوطاً طويلاً في التخلص من تلك المخاطر، إلا أنه غير كافٍ وحده من دون استخدام خيط الأسنان.
خيط الأسنان يفعل ما لا تقدر عليه الفرشاة: التخلص من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان. إذا تُركت تلك البقايا بسبب عدم استخدام خيط الأسنان، فإنها تستمر في تغذية بكتيريا الفم والتسبب في تسوس الأسنان.
تغيير النظام الغذائي
استخدام فرشاة وخيط الأسنان بانتظام في منتهى الأهمية، ولكنهما ليسا كافيَين. وفقاً لدكتور ستيفن لين، طبيب أسنان أسترالي، فإن الحفاظ على نظام غذائي صحي قد يساعد على تغذية الأسنان، وقد يكون ضرورياً أيضاً للحفاظ على صحة الفم بحالة جيدة. يعني ذلك أنَّ تناول الأطعمة مثل التفاح، ومنتجات الألبان، والمكسرات، قد يساعد على حماية الأسنان، بما تحتوي عليه تلك الأطعمة من مكونات طبيعية. على سبيل المثال، الخضراوات الخضراء غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات التي تساعد الأسنان في الحصول على مصدر طبيعي لعنصر الكالسيوم.
وإلى جانب الخضراوات الخضراء، تساعد الأطعمة الغنية بالألياف في تنظيف الفم، بفضل قدرتها الطبيعية على تحفيز إفراز اللعاب. يساعد ذلك على معادلة الأحماض داخل الفم والتخلص من آثارها السيئة، وهو ما يقلص من مخاطر تسوس الأسنان.
أجهزة الجسم المختلفة متصلة، وفهم ذلك أمر أساسي ومهم، من أجل تجنُّب وتقليص احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب المفاصل الروماتويدي. كما تعلم الآن أن الحفاظ على صحة الفم يساعد على الحد من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.