يعد تناول كوب قهوة صباحي أمراً لا بد منه للكثيرين ممن يعتمدون على الكافيين لاستكمال يومهم. كذلك، يرى البعض أهمية القهوة في أنها تسهل عملية الهضم مما يساعد على تنظيم حركة الأمعاء.
ولكن، هناك مَن يلجأ إلى استخدام القهوة في الحقن الشرجية لتفريغ الأمعاء بدلاً من شربها، كما أنها قد تكون خياراً لبعض الأشخاص الذين يرغبون في تخفيف الإمساك أو الاستعداد لإجراء عملية ما، إلا أن الأطباء لا يوصون بها فلنتعرف على حقنة القهوة الشرجية وآثارها.
ما هي حقنة القهوة الشرجية؟
تعد حقنة القهوة الشرجية نوعاً من تطهير القولون المستخدمة في الطب البديل، وتتم عبر إدخال السوائل إلى القولون من خلال المستقيم لتخفيف الإمساك أو لتحضير الأمعاء لإجراء فحص.
لقد استخدم الناس مجموعة من المواد للحقنة الشرجية، وأكثرها شيوعاً، الماء أو الزيت المعدني أو الماء مع كمية صغيرة من الصابون تضاف إليه. وفي حالة الحقنة الشرجية للقهوة، يتم إدخال القهوة المخمرة المحتوية على الكافيين والماء.
نشأت الحقن الشرجية على يد الأطباء الألمان في أوائل القرن العشرين، فقد اعتقد الطبيب الألماني الأمريكي ماكس جيرسون (1881- 1959)، أن بإمكانه إزالة السموم من الجسم وإعطاءه العناصر الغذائية التي يحتاجها للشفاء باستخدام نظام غذائي عضوي قائم على النباتات والعصائر النيئة وحقن القهوة الشرجية، وعرف برنامجه العلاجي يعرف باسم علاج جيرسون.
ما هي الفوائد المحتملة من القهوة الشرجية؟
قد تساعد القهوة الشرجية في تخفيف الإمساك، وتقوية المناعة، وزيادة الطاقة، وبالنسبة للعديد من الأشخاص، تتمثل الفائدة الفورية لحقنة شرجية القهوة في وجود حركات متعددة للأمعاء تساعد على تطهير القولون.
ومع ذلك، فإن الاعتماد على الحقن الشرجية بدلاً من محاولة الحصول على حركة الأمعاء الطبيعية دون مساعدة يمكن أن يؤثر على الأمعاء وقد يزيد من الإمساك وصعوبة التخلص من فضلات الجسم دون استخدام الحقن الشرجية في المستقبل.
وفقاً لمعهد جيرسون (الذي يستكمل أبحاث الدكتور ماكس جيرسون الطبية)، فإن الحقنة الشرجية للقهوة لها الكثير من المزايا عند اتباع نظام غذائي نباتي مثل علاج أمراض المناعة الذاتية، وتعزيز الدورة الدموية، وتحسين صحة الأنسجة، والتخلص من الطفيليات في الجهاز الهضمي، وإزالة المعادن الثقيلة من الجسم، ووقف نمو الخمائر، وعلاج الاكتئاب، وعلاج السرطان.
يُعتقد أن الحقن الشرجية للبن تحفز تدفق الصفراء وإنتاج الجلوتاثيون، وهو مضاد للأكسدة. يبدو هذا جيداً، ومع ذلك، لا تذهب إلى الصيدلية لشراء كيس الحقنة الشرجية الآن، فهناك بعض الأشياء التي يجب معرفتها قبل تجربة حقنة القهوة الشرجية.
هل هناك دعم علمي لكل الفوائد المزعومة؟
لا يوجد أي دليل علمي يثبت أو يدحض أن الحقن الشرجية للقهوة مفيدة لعلاج أي حالة طبية. الأدلة مع أو ضد استخدام الحقن الشرجية القهوة هي في معظمها قصصية.
كما أن، في الطب السائد، يعتبر تطهير القولون غير ضروري لأن الجهاز الهضمي في الجسم قادر على التخلص من النفايات والسموم والبكتيريا من تلقاء نفسه.
ويعتمد المؤيدون لفكرة تطهير القولون على نظرية التسمم الذاتي، وفقاً لمقال نشر في عام 2014 في مجلة مستشفى لانكستر العام، إلا أنه لا يوجد أي دليل يدعم هذه النظرية. والتسمم الذاتي يعني أن السموم والمواد غير المهضومة تتراكم في القولون على مدى فترة طويلة من الزمن ويتم امتصاصها في نهاية المطاف من قِبَل الجسم، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض مثل التعب والصداع والاكتئاب وزيادة الوزن.
من يجب أن يفكر في الحصول على حقنة شرجية من القهوة؟
لا توجد أي إرشادات طبية رسمية بشأن مَن يجب أن يحصل على حقنة شرجية للقهوة.
وفقاً لمقال نشرته طبيبة الطب البديل ليندا إس. إسحاق، دكتوراه في الطب، يتعرض الناس باستمرار للمواد الكيميائية السامة والملوثات في الطعام والهواء والماء. نتيجة لذلك، تعتقد أن أي شخص قد يستفيد من الحقن الشرجية للقهوة كوسيلة للمساعدة في تحفيز الكبد لتخليص الجسم من هذه النفايات والمواد الملوثة.
الحقن الشرجية للقهوة يمكن أن تستخدم كبديل للمسهلات المنشطة لتطهير الأمعاء من أجل التنظير الكبسولي الذي يسمح للطبيب بمشاهدة الأجزاء الداخلية من القناة الهضمية.
وقد خلصت دراسة أجريت في عام 2014 ونشرت في أبحاث التغذية السريرية إلى أن الحقن الشرجية للقهوة هي وسيلة ممكنة لإعداد الأمعاء دون آثار جانبية سلبية.
فقد قسم الباحثون المشاركين الـ34 في الدراسة إلى مجموعتين. تلقت المجموعة الأولى حقنة شرجية من القهوة بالإضافة إلى البولي إيثيلين جليكول بينما تلقت المجموعة الثانية حقنة بولي إيثيلين جليكول.
وجد الباحثون أنه لا يوجد فرق بين المجموعتين من حيث رؤية الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. ومع ذلك، كان ظهور الشرائح الوسطى والسفلية من الأمعاء الدقيقة أفضل عند المشاركين الذين تم إعطاؤهم حقنة القهوة الشرجية.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة قبل النصح باستخدام حقن القهوة الشرجية بشكل روتيني لإعداد الأمعاء.
ما هي المخاطر والتحذيرات بشأن الحقنة الشرجية للقهوة؟
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الحقن الشرجية للقهوة قد تكون ضارة.
فقد تكون الحقن الشرجية للقهوة مشكلة إذا كنت تعاني من الحساسية تجاه الكافيين أو إذا كنت تتناول أدوية تتفاعل مع الكافيين.
فوفقاً لمقال منشور في المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، فقد عانت امرأة كورية من التهاب المستقيم جراء استخدامها حقنة القهوة الشرجية.
أشار الباحثون إلى أن الحقن الشرجية للقهوة تسببت أيضاً في حدوث حالات وفاة مُبلغ عنها بسبب اختلال التوازن الإلكتروليتي وكذلك العدوى البكتيرية بعد الحقن الشرجية المتكررة للقهوة.
ومن الممكن أن تسبب الحقن الشرجية عامة حروقاً في المستقيم، وغثياناً، وقيئاً، وانتفاخاً، وأحياناً ثقباً في الأمعاء، أو التعرض للعدوى نتيجة استخدام معدات غير معقمة.
إذا اخترت الحصول على حقنة شرجية للقهوة، فقد تشعر بالتشنج والضغط والامتلاء أثناء العملية. قد تشعر أيضاً بالاهتزاز أو تخفق في ضربات القلب كآثار جانبية للكافيين. يجب شرب الكثير من الماء بعد ذلك للمساعدة في منع الجفاف.
كيف يمكن إعداد الحقنة الشرجية للقهوة؟
رغم إمكانية إعدادها في المنزل، فلا توجد أي إرشادات رسمية حول كيفية إعداد حقنة شرجية للقهوة. ويجب على مَن يرغب في الخضوع لحقنة القهوة الشرجية أن يتحدث إلى الطبيب أولاً لضمان عدم التعرض لأي مخاطر صحية.
القاعدة الأولى التي يجب تذكُّرها عند تحضير الحقنة الشرجية للقهوة هي أن السائل يجب ألا يكون ساخناً أبداً كي لا يكون له آثار مدمرة لأنسجة المستقيم.