سرطان الثدي واحداً من أكثر أنواع السرطان انتشاراً وأشدها فتكاً بحياة المرأة تحديداً؛ فقد زادت بشكل مكثف الأبحاث حوله في العقدين الأخيرين، وهنا يمكننا القول إنه يمكن تجنب ما يصل إلى ثلث حالات إصابة النساء بفضل مفاهيم أساسية، مثل التحكم في الوزن أو النشاط البدني أو تحسين الطعام أو الامتناع عن تناول المواد السامة مثل التبغ أو الكحول، من بين عوامل أخرى.
وبحسب ما نشره موقع El Español الإسباني، هناك استنباطات علمية حالية بأنه لا يمكن منع ما يصل إلى واحد من كل ثلاث حالات من سرطان الثدي إلا من خلال تغيير نمط الحياة.
في الاجتماع السنوي لجمعية انقطاع الطمث لأمريكا الشمالية (NAMS) في شيكاغو، الذي انعقد في الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر/أيلول، قُدِّمت أحدث الأبحاث حول توصيات إدارة المخاطر ونمط الحياة.
تغييرات نمط الحياة هي المفتاح
في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم بشكل عام، يظل سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً بين النساء. أُجرِيَت العديد من الدراسات في هذا الصدد، وكلها توصَّلت إلى استنتاجات مماثلة: تغييرات نمط الحياة هي المفتاح لمنع هذا المرض.
بالفعل خلال العام الماضي 2018، قام الصندوق العالمي لأبحاث السرطان والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان بتحديث توصياتهما للوقاية من سرطان الثدي، وتصنيفها وفقاً لحالة انقطاع الطمث كلما كان ذلك ممكناً.
تضمَّنَت بعض هذه التوصيات نصائح بشأن التمارين الرياضية والنظام الغذائي واستهلاك الكحول والرضاعة الطبيعية، وكانت تستند إلى سلسلة من الحقائق المؤكدة:
– بعد انقطاع الطمث يصل خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى الضِّعف إذا عانت المرأة من السمنة في ذلك الوقت.
– تزيد دهون الجسم من خطر الإصابة بالسرطان، بسبب فرط الأنسولين وزيادة الاستراديول والالتهاب المعمم.
– يمكن أن يمنع النشاط البدني، بحد ذاته، حالةً واحدة من أصل 8 حالات من سرطان الثدي، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض (CDC).
– يسبب الكحول ما يصل إلى 6.4% من حالات سرطان الثدي الحالية.
– أيُّ كمية من الكحول تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وكلما شربت زادت المخاطر.
– هناك علاقة عكسية بين استهلاك الخضراوات وخطر الإصابة بسرطان الثدي؛ انخفاض الاستهلاك يعني خطراً أكبر.
في اجتماع NAMS، قالت الدكتورة جوليانا كلينج، من مايو كلينك في ولاية أريزونا، إن الأدلة التراكمية الحالية تدعم تغييرات نمط الحياة، باعتبارها أكثر طريقة مجدية لمنع خطر الإصابة بسرطان الثدي، ويصبح التثقيف حول أسلوب الحياة هذا هو مفتاح التوصيات الجديدة.
من جانبها، تقول الدكتورة ستيفاني فوبيون، المديرة الطبية في NAMS، إن عرضها التقديمي في الاجتماع الأخير يقدم أفكاراً قيمة لمقدمي الرعاية الصحية، للمساعدة في توجيه النساء لتبني نمط حياة صحي، وبالتالي إعلامهن بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي إذا اتبعن نمط الحياة الصحي.
اللحوم وسرطان الثدي
تمكَّنَت دراسة حديثة أخرى، نُشِرَت في مجلة International Journal of Cancer، والتي أخذت في الاعتبار بيانات 40 ألف امرأة، من الحصول على علاقة بين أنواع مختلفة من اللحوم والسرطان، وخاصة سرطان الثدي.
استخدم العلماء بياناتٍ مِمَّا يسمى بـThe Sister Study، والتي تتضمَّن بيانات 42012 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و74 سنة، من الولايات المتحدة وبورتوريكو، والتي جرت متابعتها لمدة 7.6 سنة في المتوسط.
في النهاية، اكتشف الباحثون 1536 حالة من سرطان الثدي. ووفقاً للبيانات النهائية فإن النساء اللائي تناولن المزيد من اللحوم الحمراء تعرضن لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 23% أكثر من النساء اللائي تناولن أقل.
ووجد الباحثون أن استهلاك لحوم الدواجن سيكون له تأثير وقائي، هؤلاء النساء اللائي تناولن المزيد من لحم الدواجن كان لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 15% أقل من أولئك اللواتي تناولن كميات أقل.
أخيراً، استُخدمت نماذج بديلة؛ إذ تم التنبؤ بالتغيير بين استهلاك اللحوم الحمراء واستهلاك الدواجن. والنتيجة كانت أكثر فائدة: استبدال اللحوم الحمراء بلحوم الدواجن زاد من التأثير الوقائي.
لكن للأسف، لا تزال الآلية التي يوفر بها هذا النوع من اللحوم الحماية ضد سرطان الثدي غير واضحة.