هل بالفعل يرتبط طول الإنسان بفرص إصابته بالسكري؟ العلم يجيب: نعم

ربما يبدو الأمر كأنه أحد ضروب الخيال الطبي، لكن باحثين يقولون إن الأشخاص الأقصر قامةً هم بالفعل أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/30 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/29 الساعة 15:11 بتوقيت غرينتش
علاقة الطول بمرض السكري

ربما يبدو الأمر كأنه أحد ضروب الخيال الطبي، لكن باحثين يقولون إن الأشخاص الأقصر قامةً هم بالفعل أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني. 

وفي حين أنه لا يمكنك فعل أي شيء حيال طولك، يقول الباحثون إن من شأن الوعي المتزايد وإدخال التغييرات على أسلوب الحياة أن يساعدا في تجنيب قصار القامة هذا المرض الخطير. 

وبالعكس، فكلما ازداد طولك، انخفضت احتمالية إصابتك بداء السكري، وذلك بحسب دراسة حديثة أجراها الباحثون في  المعهد الألماني لأبحاث التغذية في بوتسدام ريبروكه، بحسب ما نشره موقع HealthLine الأمريكي.

السكري من النوع الثاني

يقول الباحثون إن خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني انخفض بنسبة 41% بين الرجال و33% بين النساء لكل 10 سنتيمترات (قرابة 4 بوصات) إضافية في الطول. 

وكان أصحاب السيقان الأطول تحديداً هم الأقل عرضة للإصابة، بالأخص بين الرجال.

علاقة الطول بمرض السكري

وكتب الباحثون: "كشفت النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الأشخاص قصار القامة ربما (لديهم) احتمالية أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك الإصابة بالسكري، مقارنة بطوال القامة". 

سبب دخول الطول في المعادلة

ليست هذه الدراسة الأولى التي تربط الطول بخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، لكن الباحثون هنا ركزوا على عناصر الطول المرتبطة بالمخاطر، ومنها طول الساقين والطول عند الجلوس. 

فبحسب ما قاله الطبيب نبيل آدم، الباحث في جامعة روتغرز، لموقع Healthline، ربما يرجع قصر القامة وقصر طول الساقين مثلاً إلى سوء التغذية أثناء فترة الطفولة، وهو عامل خطر معروف للإصابة بداء السكري.

وكشفت الدراسة أيضاً أن بعض أسباب ارتفاع خطر الإصابة بالمرض بين قصار القامة يرجع على الأقل إلى النسب الأكبر من دهون الكبد الزائدة وشحوم الدم وعوامل الخطر الأخرى المعروفة للإصابة بداء السكري، مثل ارتفاع نسب الدهون الثلاثية والأديبونكتين والبروتين المتفاعل-C. 

يقول الباحثون: "دهون الكبد تحديداً تزيد خطر الإصابة بالمرض بين قصار القامة، ونظراً لأنه لا يمكن ضبط الطول بعد فترة البلوغ، فمن شأن التدخلات لخفض نسبة دهون الكبد أن تكون أحد الوسائل البديلة لتقليل خطر الإصابة المرتبط بقصر القامة".

الطول مؤشر مفيد للتنبؤ 

وعلى الجانب الآخر، فقد أظهر طوال القامة أنهم أقل حساسية للأنسولين، وأنهم أيضاً يتمتعون بوظائف أفضل لخلايا بيتا، ما يعني أن الأنسولين يدخل في التمثيل الغذائي بشكل أفضل ويخزن دهوناً أقل في كبدهم. 

ضُبطت نتائج الدراسة التي شملت 2,500 شخص بناءً على السن وأسلوب الحياة والتعليم ومحيط الخصر.

وكان خطر الإصابة بالمرض ينخفض إلى حدٍّ كبير بين ذوي الأوزان الطبيعية حسبما ورد في الدراسة التي نُشرت في دورية Diabetologia الصادرة عن الجمعية الأوروبية لدراسات السكري. 

ويشير مُعدو الدراسة إلى أن "هذه المشاهدات تؤيد أن الطول مؤشر مفيد للتنبؤ بمدى العرضة للإصابة بالسكري، وأن مراقبة عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد تظهر بوتيرة أكبر بين قصار القامة، بصرف النظر عن حجم جسدهم وبنيته".

رأي الخبراء الآخرين

قال الدكتور لورنس جيرليس، كبير المسؤولين التنفيذيين لدى عيادات samedaydoctor.org ومقرها في المملكة المتحدة، لموقع Healthline: "من المعلوم أن القامات غير الطبيعية ترتبط ببعض الأمراض الأيضية. فعلى سبيل المثال، المتلازمة إكس، والتي تسبب الاضطرابات في الشحوم مثل الكوليسترول والسكري، ترتبط بقصر القامة وزيادة قياسات الخصر". 

وأضاف جيرليس "الأسباب وراء هذا الأمر معقدة وقد تكون وراثية، إلا أنه لوحظ أن ذوي القامة الطويلة السليمة أصح من قصار القامة وذوي الهيئة البدنية الأسمن، إذ يؤثر حجم الجسد على طريقة نقل الدهون إلى الكبد والتعامل معها هناك، وهذا أيضاً من شأنه التأثير على وظائف البنكرياس، وهو ما ينجم عنه الإصابة بالسكري من النوع الثاني".

علاقة الطول بمرض السكري

وحذرت روث بابو جارسيا، خبيرة التغذية المسجلة لدى مستشفى Adventist Health White Memorial، من التركيز الزائد على الطول وإغفال العوامل الأخرى التي تشكل خطر الإصابة بالسكري. 

وقالت جارسيا لموقع Healthline: "قد تزداد احتمالية إصابة قصار القامة بالسمنة لكون حصص الطعام كثيرة بالنسبة لهم، إلا أن ما يحتويه الجسد من دهون له الأثر الأكبر على خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وليس الطول تحديداً". 

وتابعت: "بمعنى آخر، إذا كان هناك شخص قصير القامة لكن لديه مؤشر كتلة جسم طبيعي ونسبة دهون طبيعية، فإنه يكون أقل عُرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني… أما إن كان هناك شخص طويل مصاب بالسمنة، وله تاريخ عائلي في الإصابة بالسكري أو بدونه، وكانت عاداته الغذائية سيئة، فهذا أشد عرضة للإصابة بالمرض". 

وأشارت إلى أنه "يجب تذكر أن خطر الإصابة بداء السكري متعدد العوامل، وأنه لا يمكننا تحديد عوامل الخطر بناءً على الطول أو على عامل واحد فقط".

علامات:
تحميل المزيد