كل ما تريد معرفته عن القمصان الداخلية الرجالية منذ بداية استخدام الإنسان لها

لم تُصمم الملابس الداخلية لحماية الجسم من الطقس القارس، أو لإضافة طبقةٍ أخرى من العزل، لكن الغرض منها كان حماية الطبقة الخارجية من الملابس من ملامسة الجسم،

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/17 الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/16 الساعة 09:56 بتوقيت غرينتش
كل ما تريد معرفته عن القمصان الداخلية الرجالية

لكي نفهم  ماهية القمصان الداخلية يجب أن نلقي نظرة سريعة على تاريخها، والغرض من الملابس بصفةٍ عامة. ومن الصعب جداً اليوم أن نجد رسومات، أو لوحاً، أو صوراً فوتوغرافية لملابس داخلية يعود عمرها إلى تاريخٍ قبل القرن العشرين، لأنَّها لم تكن شيئاً يراه العامة مطلقاً. فالكشف عن الملابس الداخلية وقتها كان له نفس تأثير التعري أمام العامة في يومنا الحالي؛ بحسب ما يخبرنا به محرر موقع Gentleman's Gazette الأمريكي.

مع تطور الملابس، يمكنك أن تلاحظ ظهور مدرستين في هذا المجال؛ الأولى نجد التفكير الكنسي المسيحي في العالم الغربي الذي يرى أن الملابس الداخلية والعلوية هي وسائل للتغطية على شعور الناس بالخجل. حتى إنَّ الكتاب المقدس المسيحي يقول إنَّ آدم وحواء ارتديا ورقةً من أوراق التوت لهذا السبب. وعلى الجانب الآخر، كشفت الدراسات الاجتماعية والإنسانية أنَّ الملابس، وأي أدوات زينة أخرى في الواقع كان الناس يرتدونها ليكونوا جذابين قدر المستطاع لأغراض التزاوج.

الهدف من الملابس الداخلية

في البداية، لم تُصمم الملابس الداخلية لحماية الجسم من الطقس القارس، أو لإضافة طبقةٍ أخرى من العزل، لكن الغرض منها كان حماية الطبقة الخارجية من الملابس من ملامسة الجسم، خاصةً لأن الاستحمام بانتظام لم يكن من دواعي اللياقة العامة حتى القرن الثامن عشر. وفي الوقت نفسه، كانت الملابس الداخلية تحمي بشرة الإنسان من الملابس الخارجية الخشنة. 

بالتأكيد كان هذا في الأصل حقيقةً بالنسبة لطبقة الأغنياء والنبلاء، أما الطبقة العاملة فكان الحظ حليفها إذا تمكنت من الحصول على قميصٍ واحد فقط، لأن المنسوجات وقتها كانت سلعاً غالية ونفيسة، وتتطلب الكثير من العمل.

أما اليوم فالملابس الداخلية تستخدم للكثير من الأسباب:

1- يمكن للملابس الداخلية، خاصةً في الشتاء، أن تساعدك في التدفئة.

2- القمصان الداخلية تحمي قميصك الخارجي من العرق، ومن صبغات مزيل العرق.

3- القمصان الداخلية الخاصة بالتمارين من المفترض أنها تُبعد الرطوبة عن جسمك.

الملابس الداخلية في تطور

قبل القرن الخامس عشر، بدأ شباب طبقة النبلاء في الكشف عن جزءٍ صغير على الأقل من قمصانهم، وعلى الرغم من ظهور بعض الانتقادات؛ طغت صيحة الكشف عن القميص للعامة مع الوقت. وبعد مدةٍ صار الرجال المحترمون في المجتمع يكشفون المزيد من قمصانهم، مثل الياقة والأساور. 

وحتى نهاية القرن التاسع عشر، كان لا يمكنك أن ترى من القميص أكثر من الياقات والأساور، ولهذا السبب اخترعوا الياقات والأساور المنفصلة. وبهذه الطريقة كان يجب أن تُنظف الأجزاء المكشوفة فقط باستمرار. وحتى ذلك الوقت، كان القميص الذي نعرفه اليوم باسم التيشيرت يُعتبر قميصاً داخلياً بكل صرامةٍ ووضوح! وبينما كان النبلاء يرتدون قميصاً فقط دون قميصٍ داخلي، كان فقراء الفلاحين والطبقة العاملة يرتدون غلالةً في بعض الأحيان، والتي تطورت بعد ذلك لتصبح القميص الداخلي بلا أكمام التي نعرفها اليوم. 

وكانت تُصنع عادةً من الصوف أو من قماش الفانيلا لكي تُبقيهم دافئين. وعلى الجانب الآخر، إذا شعر أحد الأثرياء بالبرد الشديد؛ كان يرتدي المزيد من القمصان الخارجية، لكنه لم يكن ليضيف طبقةً داخلية. 

في الولايات المتحدة كان الزيّ هو عبارةٌ عن لباسٍ داخلي يغطي الجسم كله، وسُجلت له براءة اختراع في عام 1868. وعلى الرغم من أنَّ أول من ارتداه كان النساء، لكن الرجال ارتدوه أيضاً بعد ذلك، وكان دائماً مرتبطةً بالطبقة الريفية العاملة، بعكس الأزياء الأنيقة.

في بداية القرن العشرين، كان الجنود عادةً يرتدون ملابسَ داخلية لحماية الزي العسكري من القاذورات. وفي عام 1934، كشف الممثل الأمريكي المتأنق دائماً، كلارك غابل، في فيلم it Happened One Night أنه لم يرتد قميصاً داخلياً. 

وتقول الأسطورة إنَّ مبيعات القمصان الداخلية في أمريكا انخفضت بنسبة 75%. ومن الواضح أنَّ الأمر استمر حتى الحرب العالمية الثانية قبل أن تسترد المبيعات عافيتها، وبعدها بدأ الجنود من تلقاء أنفسهم في ارتدائها باعتبارها ملابس خارجية. 

كل ما تريد معرفته عن القمصان الداخلية الرجالية

وعلى الرغم من أنَّها كانت أحد أشكال الفقر في البداية، لكن نجوم هوليوود مثل مارلون براندو وجيمس دين كانوا يرتدونها أمام العامة قبل بداية الخمسينيات، وهكذا أصبح القميص المعروف في يومنا هذا باسم التيشيرت ناجحاً.

هل يجب أن ترتدي قميصاً داخلياً أم لا؟

ربما تتساءل الآن هل يجب أن ترتدي قميصاً داخلياً أم لا، وهذا يعتمد على عوامل كثيرة. ولا توجد إجابةٌ صحيحة وأخرى خاطئة هنا، المسألة ببساطة أنها تفضيلاتٌ شخصية.

الإيجابيات:

1- إذا كنت تتعرق كثيراً لدرجة أنَّ العرق يظهر على سترتك، فارتداء قميصٍ داخلي سيُساعدك.

2- يمكن أن تساعد القمصان الداخلية البيضاء مع قمصان السهرة ذات الصدرية الصلبة البيضاء، مع ربطة عنقٍ سوداء، على تقليل الاحتكاك ببشرتك. إلى جانب أنَّها غير مرئيةٍ خلف مُقدمة صدرية القميص.

3- إذا كنت تشعر دائماً بالبرد، وتريد طبقةً إضافية من الملابس لتكون أدفأ؛ فسوف تساعدك القمصان الداخلية.

4- يمكن أن تمنع القمصان الداخلية ظهور شعر الصدر الكثيف الذي يشق طريقه في نسيج القميص ليظهر على السطح.

5- إذا كنت ترتدي قمصاناً من دون قميصٍ داخلي ستجد بقعاً من مزيل العرق بلا محالة، وعلى الرغم من أنَّه يمكنك تنظيف هذه البقع، فإنه من الأسهل أن ترتدي قميصاً داخلياً.

6- القمصان الداخلية المصنوعة بعناية لا تظهر من الرقبة، حتى لو كنت لا تعقد أول زرين من أزرار قميصك.

السلبيات:

1- تاريخياً، لا يرتدي المتأنقون طبقات إضافية داخلية تحت قمصانهم.

2- من ناحية الارتياح، فإنَّ عدم ارتداء قميصٍ داخلي من شأنه تقليل الشعور بالضيق، والذي قد تشعر به عند ارتداء طبقات عديدة لها نفس الشكل.

3- بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما نُريد أن نتخلص من أي طبقة إضافية في الصيف، وسيظهر القميص الداخلي بوضوح من قميصٍ خفيف أياً كان لونه.

4- برد الشتاء؟ ارتداء قميصٍ ثقيل القماش هو بديلٌ ممتاز عن ارتداء طبقةٍ إضافية داخلية.

5- عادةً ما يُسوِّق أنصار القمصان الداخلية لها على أنَّها أفضل للنظافة الشخصية، لكن إذا كنت تستحمّ بانتظام وتغسل قمصانك الخارجية بعد أن ترتديها، فلن تواجه أي مشكلة.

6- تعيش القمصان مدة طويلة، وقد تكون بحاجة لتجد دليلاً على أنَّ القمصان الداخلية تزيد من عمر القميص.

7- الكثير من الرجال من المشاهير المتأنقين مثل كلارك غابل، وبروس بوير، وفابيو أتاناسيو، وهربرت ستريكر يُفضِّلون عدم ارتداء القمصان الداخلية تحت قمصانهم. لكن مرةً أخرى، هذا مجرد تفضيلهم الشخصي.

تحميل المزيد