هل سمعتم من قبل بمصطلح التكيف التكاملي؟ غالباً لا، لذلك سأقدم لكم طريقة عمل التكيف التكاملي، أو بمعنى آخر التكيف مع شريكك التكاملي وفوائده، إضافة إلى بعض النصائح حول كيفية الانخراط بشكل أفضل في التكيف التكاملي.
غالبيتنا يمر بظروف صعبة للغاية تدفعه للتوتر، ومن اللطيف أن يمتلك هذا الشخص شريطاً رومانسياً يستطيع الاعتماد عليه في تلك المواقف لأنه يجلب له فوائد مذهلة.
ما هو التكيف التكاملي؟
وفق مجلة Psychology Today الأمريكية ولتوضيح طريقة عمل التكيف التكاملي، لنلقِ نظرة على زوجين افتراضيين، وهما: سفيان وتسنيم.
عندما يواجه سفيان تحدياً كبيراً في العمل يؤدي إلى توتره، يعبر سفيان عن توتره سواءٌ بقصدٍ أو بغير قصد، وبطريق الكلام أو بغيره لتسنيم.
وبمجرد التعبير عن التوتر، يمكن أن يحدث شيء من ثلاثة: ألا تفعل تسنيم أي شيء، أو أن تتوتر تسنيم هي الأخرى بسبب كونها في علاقة مع شريك متوتر، أو بألفاظ أخرى، قد "ينتقل" التوتر إلى تسنيم نفسها، أو أن تساعد تسنيم سفيان من خلال التكيف التكاملي.
التكيف التكاملي عندما يساعد الشركاء بعضهم على التكيف مع الضغط
أفضل سيناريو ممكن لكلٍّ منهما ولصحة العلاقة هو خيار التكيف التكاملي.
ووفقاً لد. جاي بودينمان، يحدث التكيف التكاملي عندما يساعد الشركاء بعضهم على التكيف مع الضغط من خلال الإنصات الفعَّال والعصف الذهني لأفكار حل المشكلة معاً.
ومن خلال تجهيز خطة معاً لحل المشكلة، مع السماح لكل منهما بالتعبير عن مشاعره، ومساعدة بعضهما على التفكير بشكل مختلف في الموقف (مثل: إعادة التقييم المعرفي).
التواصل هو مفتاح الدخول في عملية التكيف التكاملي. من دون تواصل، قد لا يتمكن الشريكان من معرفة ما يُسبب التوتر للشخص الآخر.
ما فوائد تكيف الشركاء معاً؟
يحظى الشركاء الذين يمارسون التكيف التكاملي بعلاقات أقوى وأكثر صحة يشعرون فيها بدرجة أكبر من الرضا.
حيث تبني ممارسة التكيف التكاملي الحميمية في العلاقة، وتخفض أيضاً مشاعر التوتر والمشاعر السلبية الأخرى.
وقد توصلت أحدث الأبحاث التي أجريت على التكيف التكاملي إلى أن هذه النتائج الإيجابية للتكيف التكاملي تنطبق على الشركاء الحاملين للكثير من الثقافات المتنوعة والقادمين من دول مختلفة.
مساعدة شريكي في التكيف مع التوتر
الجآ إلى بعضكما البعض كلما شعر أحدكما بالتوتر، عندما أكون متوتراً، أفصحُ عما بداخلي لشريكي في بعض الأحيان.
ومن النادر جداً أن يكون الخطأ خطأه. يتحمل الشركاء غالباً حمل توتر العمل المجلوب معهم إلى المنزل.
لذا، إن لاحظت أن شريكك ينفِّسُ عن توتره، حاول التوصل إلى السبب الحقيقي لهذا التوتر.
فهل هو شيء يحدث في المنزل أم في العمل؟ وبدلاً من الانسحاب، حاول توفير الدعم والإنصات الفعَّال لما يقولونه شفهياً، وأيضاً لما يظهرونه لك من خلال سلوكياتهم.
العصف الذهني مفيد أيضاً
العصف الذهني للحلول معاً: بطريقة لا تُصدر الأحكام، ناقشا كل الخيارات المتاحة، دون أن تتوقع أن يختار شريكك أياً من هذه الأفكار.
في النهاية، اترك لشريكك الخيار، واجعل من الواضح له أنه حرٌّ في التعامل مع مشكلته كما يراه مناسباً؛ لكنك إلى جانبه لمساعدته كيفما تستطيع.
اسأل، وأنصت، وشجّع شريكك على رؤية الموقف بشكل مختلف. وفِّر قراءة بديلة للموقف إن كان ذلك ممكناً. يمكن للتواصل المتبادل في الغالب أن يساعد البشر على فهم المواقف بطرق جديدة، ويمكن أن يساعد البشر على إعادة صياغة القصة التي يروونها حول ما حدث.
نصيحة أخيرة
ينبغي أن تبقيها بين عينيك: لا يكون التكيف التكاملي سهلاً دائماً، وهو صعب بشكل خاص عندما يكون كلا الشريكين متوتر في نفس الوقت.
ويبدو أن التكيف التكاملي يعمل بأفضل صورة عندما يتبادل الشركاء الأدوار في مساعدة بعضهما بعضاً وفي الشعور بالتوتر.
وبالطبع لا يمكن السيطرة في الغالب على مسببات التوتر أو ضبط توقيتها؛ لكن القليل من "حُكَّ ظهري، وسأحكُّ ظهرك" قد يفيد التكيف التكاملي الناجح كثيراً.