هل سمعت عن مرض الشراء القهري من قبل؟ متعة التسوق لا تنتهي خاصة لدى السيدات، لكن إذا كنت تهدر ميزانيتك دائماً على شراء منتجات استهلاكية غير ضرورية مثل الحُليّ، وأدوات المطبخ، والملابس، وغيرها من السلع؛ فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشكلةٍ في صحتك العقلية.
يعتقد عالم النفس الأسترالي مايكل كيريوس، أنَّ هناك مرضاً نفسياً اسمه "الشراء القهري"، لكنه لم يعترف به رسمياً حتى الآن، هو نوع من الإدمان السلوكي الذي يصيب البشر، لكن كيف تعرف إن كنت تجاوزت الحد الصحي للشراء الاستهلاكي؟
يقول كيريوس وفقاً لموقع Stuff النيوزيلندي، إن الأشخاص الذين يعانون هذه المشكلة لديهم دوافع وسلوكيات ومعتقدات ضعيفة في التكيف مع المجتمع بحيث يصبح شغلهم الشاغل هو التسوق والشراء.
فمن يعانون الشراء القهري لا يقتصر الأمر لديهم على شراء الأشياء التي لا يحتاجونها، بل يؤدي ذلك إلى مشكلات مالية وتراكم الديون، وهو ما يترتب عليه كثير من المشكلات الأسرية.
فهم يشترون أي شيء قابل للشراء، ويتضمن ذلك دوافع داخلية مثل الشعور بالملل أو الإثارة، وعدم اليقين وانعدام الأمان، والاكتئاب وعدم الثقة بالنفس، إلى جانب المعتقدات والأفكار المتعلقة بالامتلاك.
لا ينبغي تفويت فرصة الشراء
ويقول كيريوس: "يرى المصابون باضطراب الشراء أن هذه المنتجات أساسية ولا يجوز تفويت فرصة شرائها، لأنهم يفكرون بطريقة إن ما نشتريه يمثّل هويتنا وشخصيتنا".
وأضاف أنَّ هناك عوامل خارجية تزيد المشكلة مثل الإعلانات، التي تغذي برأيه جزء الإدمان في هذا الاضطراب.
في السياق نفسه وجد بحث أجراه د. لي لورانس، زميل باحث بكلية إدارة الأعمال في جامعة موناش، أن الأشخاص الذين يعانون "الشراء القهري" لديهم حساسية بشكل خاص تجاه المكافآت.
إذ يقول: "حافز الشراء القهري هو التعلق بالمنتَج والخوف من فقدانه؛ والتطلع دائماً إلى أعلى المستويات".
يُعاني المصابون بـ "الشراء القهري" اندفاعاً جياشاً للعواطف. يقْدمون على شراء المنتجات، بسبب شعورهم بالاكتئاب أو التوتر، لتغيير تلك المشاعر من سلبية إلى إيجابية، ثم (بعد شرائها) يشعرون بالخجل والندم.
لذلك يرى الأطباء أنه من المهم التفريق بين "الشراء القهري" والتسوق من أجل الترفيه، لأننا جميعاً نحب التسوق ويؤثر في نفسياتنا لكن بدرجات متفاوتة.
يشير بحث عالمي إلى أن 5% من الأشخاص بالعالم يعانون مشكلة "الشراء القهري"، وهذه النسبة في تزايد مستمر، لأن المجتمعات أصبحت قائمة على الاستهلاك، مع انهيار الشبكات الاجتماعية من حولنا.
ومع ازدياد هذه الظاهرة سيكون أصحاب الدخول المنخفضة هم الأكثر تضرراً، إذ إنه مع زيادة معدلات الشراء على الطبيعي، سيؤثر ذلك فيهم بشكل أكبر بكثير مما قد تتأثر به الفئات الأعلى دخلاً.