صناعة الصابون منزلياً أمر سهل واقتصادي وإبداعي، تشعرين أنكِ تنتجين شيئاً كاملاً ومفيداً بشكل يدوي، فسواء كُنتِ تبحثين عن بديل أكثر طبيعية للصابون التجاري أو أنكِ تُحبين المصنوعات اليدوية وتجدين متعة في تجربة الأشياء الجديدة، ستجدين أن صناعة الصابون أمر ممكن وممتع وليست معقداً.
تقول آن برامسون، الرائدة في صناعة الصابون الطبيعي المصنوع يدوياً، في كتابها "الصابون"، حول الصابون المصنوع يدوياً إنه سِحر، تنبعث منه الرائحة الطيبة التي تُفضلينها؛ لأنكِ ببساطة اخترتيها.
وتضيف أن صناعته منزلياً تضمن طبيعية المكونات المُستخدمة، فتشعر صانعه أو صانعته بالراحة والاطمئنان عند استخدامه.
صناعة الصابون منزلياً
الصابون هو نتيجة تفاعل كيميائي أساسي بين الدهون أو الزيوت والصودا الكاوية.
يُمكن بعناية الاختيار بين مزيج من الزيوت عالية الجودة، وإضافة العطر المفضل.
يتطلب صنع الصابون قياسات دقيقة أثناء استخدام المواد الكيميائية، والتي قد يكون بعضها خطيراً.
لكنها تعد عملية بسيطة، ومن المُحتمل أن يكون لديكِ العديد من المكونات والأدوات الموجودة بالفعل في مطبخكِ.
من المهم للغاية عمل وصفات الصابون من خلال آلة حاسبة، ووفقاً لحسابات دقيقة، ستساعد الآلة الحاسبة في التأكد من أن نسب المياه والزيوت والصودا الكاوية صحيحة.
بعد مزج الدهون أو الزيوت مع الغسول، تتفاعل وحدات الدهون الثلاثية مع هيدروكسيد الصوديوم أو هيدروكسيد البوتاسيوم "الصودا الكاوية" وتتحول إلى صابون وجلسرين.
وبالنسبة لبعض أنواع الصابون، يُضاف الملح بعد ذلك لتكوين الصابون الصلب.
يستغرق تصلب الصابون عادةً حوالي 24 إلى 48 ساعة بمجرد خلط الغسول والزيوت وصب الصابون الخام في القالب.
يمكن تسريع هذه العملية عن طريق إضافة المزيد من الحرارة أو إبطائها عن طريق الحفاظ على العملية باردة للغاية.
4 طرق لصنع الصابون
هناك 4 طرق أساسية لصنع الصابون في المنزل:
1- التذويب والسكب: وهي عملية تُذوب خلالها كتل الصابون مُسبقة الصنع وتتم إضافة العطر الخاص بكِ.
2- العملية الباردة: وهي الطريقة الأكثر شيوعاً لصنع الصابون بالزيوت والغسول.
3- العملية الساخنة: وخلالها يتم طهي الصابون فعلياً في أواني الفخار.
4- إعادة الخلط: وهي طريقة لطحن قطع الصابون، وإضافة الحليب أو الماء، وإعادة مزجها.
سنتناول هنا الطريقتين الأشهر والأكثر شيوعاً في صنع الصابون، وهما التذويب والسكب، والعملية الباردة.
1- طريقة التذويب والسكب
فائدة عملية التذويب والسكب أنه يُمكنكِ التحكم في المكونات التي ترغبين بإضافتها.
يمكن شراء كتل مُسبقة الصنع من الصابون غير الملون، ويتم تذويبها في الميكروويف مثلاً، وعندما يذوب الصابون بالكامل، تضاف الرائحة واللون الذي تُفضلينه أو أي إضافات أخرى ترغبين في الحصول على فوائدها.
يوضع الخليط الجديد في قالب، وتتم تغطيته بالفويل، ويصبح الصابون جاهزاً للاستخدام بمجرد أن يُصبح صلباً.
الأدوات المطلوبة
للبدء في صناعة الصابون الذائب تحتاجين إلى مكان عمل نظيف به ميكروويف أو غلاية مزدوجة، ووعاء مقاوم لحرارة الميكروويف، وزوجين من الملاعق للخفقان، ومجموعة من ملاعق القياس، والعطر واللون أو الإضافات حسب الرغبة، وقالب لصبّ الصابون فيه.
هناك بعض الاعتبارات لهذا النوع من طريقة صنع الصابون، ففي حين أنها بسيطة وسهلة، وتُجنبكِ استخدام الصودا الكاوية التي قد تُسبب حروقاً للجلد، إلا إنه يكون من الصعب التحكم في النتيجة.
بهذه الطريقة لا يمكن السيطرة على المكونات بشكل كامل، ولا ضمان أن تكون المكونات طبيعية.
فالعديد من المصنّعين يُضيفون مواداً كيميائية لزيادة الرغوة أو السماح للصابون بالصهر بشكل أفضل.
2- طريقة العملية الباردة:
وهي الطريقة التي يُصنع بها الصابون من الصفر، يُمكن خلالها التحكم في كل ما تستخدمينه من مكونات، ويُمكن جعل المكونات طبيعية تماماً، لكن إجراءاتها أكثر تعقيداً.
الأدوات المطلوبة:
للبدء في صناعة الصابون بهذه الطريقة ستحتاجين إلى: مساحة عمل مسطحة مع مصدر حراري وإمكانية الحصول على المياه، بعض الدهون الحيوانية أو الزيوت النباتية، إبريق من الصودا الكاوية، العطر أو الزيت العطري حسب الرغبة، تلوين طبيعي أو صناعي حسب الرغبة، قالب لصبّ الصابون الخام فيه، مكان بارد وجاف لتخزين الصابون.
من سلبيات هذه الطريقة التعامل مع مادة الصودا الكاوية، بالإضافة إلى أنكِ ستحتاجين إلى الانتظار عدّة أسابيع قبل أن يصبح صابونك جاهزاً للاستخدام.
وفي حين أن الصودا الكاوية يمكن أن تُسبب حروقاً، مثل أي مادة كيميائية، إلا أنه يمكن التعامل معها بأمان وبشكل صحيح، مثل ارتداء نظارات السلامة والقفازات، وستكونين في طريقك لصنع الصابون الطبيعي دون مُشكلات.
طريقة صنع الصابون الطبيعي:
الخطوة الأولى والأكثر أهمية في صناعة الصابون الطبيعي بالطريقة الباردة هي قياس المكونات الأولية (الدهون، الصودا الكاوية، الماء) بدقة وفقاً للوصفة التي تختارينها.
تتم قياسات صناعة الصابون بالوزن، لذا تأكدي من الحصول على ميزان مطبخ جيد ووزن المكونات.
من الأفضل، كما سبق الذكر، ارتداء الحماية مثل القفازات المطاطية ونظارات السلامة عند صنع الصابون لأن الصودا الكاوية يمكن أن تحرق جلدكِ.
بلطف إبدئي في تسخين الزيوت في وعاء على الموقد، أو يُمكن استخدام الميكروويف لمدة دقيقتين، ثم على فترات أقصر حتى تصلي إلى درجة الحرارة المُدرجة في الوصفة.
قومي بوزن الكمية المُحددة في الوصفة من الصودا الكاوية وضعيها في وعاء زجاجي مقاوم للحرارة.
أضيفي كمية الصودا الكاوية ببطء إلى الماء، واستمري في التحريك حتى تمام الذوبان، سيصبح هذا الخليط ساخناً بسرعة فائقة؛ لذا كوني على دراية بذلك.
أيضاً ستكون الأبخرة كثيرة؛ لذا حافظي على النافذة القريبة مفتوحة.
ضعي وعاء زجاجياً في إناء مملوء بالماء البارد وبردي خليط الماء والصودا الكاوية إلى درجة الحرارة المطلوبة، ثم صُبّي ببطء الصودا الكاوية والماء إلى الزيوت مع التحريك السريع في دوائر صغيرة.
استمري في تحريك الخليط بسرعة حتى يصبح سميكاً، يُمكن تسريع هذه العملية باستخدام خلاط اليد للخلط، لكن يجب الحرص على عدم الإفراط في خلط المزيج، ثم أضيفي الزيوت الأساسية والملونات الطبيعية والأعشاب أو المقشرات في هذه المرحلة.
يُسكب المزيج في قوالب الصابون، وسيستغرق تصلب الصابون الخام حوالي 24 ساعة، وحوالي أربعة أسابيع من التخزين ليصبح جاهزاً للاستخدام.
المكونات التي يُمكن إضافتها
يُمكنكِ اختيار نوع الصابون الذي تُفضلينه بناءً على نوعية المكونات:
1- صابون العسل واللافندر:
يُمكن إضافة زيت اللافندر/ الخُزامي إلى القليل من العسل كإضافات لصنع هذا الصابون.
يُضيف العسل رائحة حلوة ولوناً ذهبياً فاتحاً، وهي من الإضافات الشهيرة جداً في صنع الصابون لكونها لطيفة جداً على الجلد ومُغذية.
2- صابون حليب الماعز:
يُعدّ حليب الماعز من بين البروتينات الإضافية والفيتامينات التي تُعدّ مفيدة لبشرتكِ، وهو إحدى أكثر الإضافات شعبية التي يُضيفها الناس إلى صابونهم المصنوع يدوياً، يُمكن إضافة حليب الماعز إلى صابونك باستخدام حليب الماعز الطازج أو حليب الماعز المجفف.
تحول السكريات والحليب الصابون إلى اللون البني، لكن هذه الوصفة ستجعل لونه أبيض، يحتوي حليب الماعز أيضاً على أحماض ألفا هيدروكسي المفيدة للبشرة.
3- بتلات الزهور والأوراق والأعشاب:
لا توجد مُشكلة في استخدام أنواع مُختلفة من بتلات الزهور، باستثناء بعض البتلات التي قد تُعطي ألواناً غير مرغوب فيها.
تتحول بتلات الورد إلى اللون الأسود، وتتميز براعم اللافندر باللون البني، لذا لا مانع من استخدام كل ما تريدينه من قطع وأجزاء نباتية، فقط تأكدي من إجراء دفعة اختبار أولاً حتى تعرفي ما سيحدث في جزئية الألوان.
4- القهوة:
يمكن أن تصنع القهوة صابوناً غليظاً بشكل رائع، فقط ابدئي بحوالي ملعقة كبيرة من القهوة لكل 500 غرام / 1 رطل من الزيوت.
5- صابون الشاي الأخضر والليمون:
أضيفي ملعقتين من الشاي الأخضر المُجفف إلى بضع قطرات من زيت الليمون العطري.
تُساهم أوراق الشاي الأخضر في تقليل التهاب البشرة، بينما يفتح زيت الليمون العطري المناطق الداكنة بالجسم.