مع زيادة الهوس بالشهرة وحب الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لدينا اليوم كم هائل ممن يطلق عليهم اسم "المؤثرون" أو "الفاشنستات".
يستعرض هؤلاء كل تفاصيل حياتهم السعيدة على إنستغرام أو فيسبوك، ابتداء من فطورهم الصحي المكون من كوب من عصير البرتقال مع أصناف الأجبان والمقبلات، مروراً بكوب قهوة ستارباكس الذي يتناولونه مع أصدقائهم المفضلين ثم رحلتهم إلى الشاطئ انتهاء بأمسية رومانسية يقضونها مع شريك حياتهم.
لكن، هل هم سعداء حقاً كما تظهر صورهم؟
دراسة نشرها موقع Mujer Hoyالإسباني تظهر عكس ذلك:
لماذا يشارك الناس تفاصيل حياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؟
اعتاد معظمنا على مشاركة يومياته على وسائل التواصل الاجتماعي، كتلك الصورة المأخوذة من زاوية مثالية أثناء الجلوس أمام البحر أو صور السيلفي مع الصديق المقرب في حفلة ما.
كما نشارك الحلوى المفضلة التي تناولناها في المطار أثناء ذهابنا لقضاء عطلة الصيف أو حتى وجهنا المتعب بعد التمارين الرياضية.
قد يكون هذا طبيعياً، إلا أن هذا الكم من الظهور يمكن أن يكون عرَضاً يشير إلى أن الأمور ليست على ما يرام.
فبحسب دراسة حديثة، فإن أولئك الذين يكثرون من الصور التي تبرز مدى سعادتهم مع شركائهم غالباً ما يعانون من عدم الأمان وقلة الثقة في علاقاتهم.
كما خلصت دراسة أجرتها مجموعة من علماء النفس في جامعة برونيل بلندن إلى أن الأشخاص الذين يقومون بتحديث حالتهم على فيسبوك حول علاقتهم من المرجح أن يكون لديهم تدني احترام الذات.
في حين أن أولئك الذين يتفاخرون بالوجبات الغذائية والتمارين والتقدم في صالة الألعاب الرياضية عادة ما يكونون شخصيات نرجسية.
السعادة على وسائل التواصل الاجتماعي ليست حقيقية دائماً
شملت الدراسة 555 من مستخدمي فيسبوك ووجدت أن الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات هم الأشخاص الذين يرغبون أكثر بنشر صور سعيدة عن حالتهم العاطفية على المنصات الاجتماعية.
قد يكون من الشائع أيضاً أن تقوم هذه الأنواع من الشخصيات بمراقبة الشبكات الاجتماعية الخاصة بشريكهم بشكل متكرر، الأمر الذي يؤدي إلى شعور قوي للغاية بالغيرة التي قد تتحول إلى صراعات يصعب حلها.
وخلصت
الدراسة إلى أنه في كثير من الأحيان لا يتمتع "الزوجان السعيدان" بتلك الحياة الشاعرية التي يحاولان إظهارها.
أما أولئك الذين يشاركون حياتهم الصحية ونشاطاتهم الرياضية بكثرة فوفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة Science Daily، فإن هؤلاء الأشخاص لديهم حاجة أكبر إلى الاهتمام وتقدير أنفسهم.
بحثهم الدائم عن الاهتمام والحصول على التقدير من قبل الآخرين يولد لديهم هوساً باللايكات والمشاركات، فكلما تلقوا إعجاباً أكبر على صورهم شعروا بحالة نفسية أفضل وغطوا عقد النقص التي لديهم.