سواء كنت قلقاً بشأن مقابلة شخصية أو مهموماً بشأن حدث عابر في حياتك، فإن القلق جزء من طبيعة الإنسان. لكن السؤال هو: متى يصبح هذا الأمر لديك مدعاة للقلق؟
وفقاً لجوزيف باسكن، وهو طبيب نفسي، من الصعب تحديد اضطرابات القلق النفسي حسب أعراضها، لأن القلق يصيب الجميع وتظهر علاماته بصور مختلفة، لكن جميعها ليس خطيراً.
يقول باسكن: "ساعدَنا القلق على البقاء على قيد الحياة، لأنه يدفعنا إلى رد فعل الكر أو الفر الغريزي، وقد يكون القلق أيضاً محفزاً لبذل مزيد من الجهد، إلا أن الأبحاث قد أظهرت أن القلق بات أكثر شيوعاً من أي وقت مضى، خاصةً خلال العقود القليلة الماضية، لأسباب من بينها وسائل التواصل الاجتماعي".
لكن ما الفرق بين القلق الذي يصيبك يومياً، وأن تُصاب باضطراب القلق
ما هي مظاهر اضطراب القلق؟
وفق النسخة الإسبانية من موقع HuffPost، قد تؤثر الحالة النفسية في أي شخص بغض النظر عن عمره أو جنسه أو عِرقه؛ كما أنها لا تُحدَّد بناء على نجاحه أو فشله، بمعنى أن حالة الشخص في الأوقات العادية لا تُظهر هل هو مصاب بأعراض اضطراب القلق المرضي أو غير مصاب.
يصاب بعض الأشخاص بهذا المرض بسبب أشياء غير محددة، ويعتبر الرهاب أكثر أنواع اضطرابات القلق شيوعاً، فهو يصيب 7 إلى 9% من البشر مثل رهاب المرتفعات، والحيوانات، والحشرات، والدم أو الجرح، والظواهر الطبيعية، والأماكن المغلقة أو الطيران، وتندرج أيضاً رهبة التحدث أمام الجمهور ضمن هذه الحالات.
من جهة أخرى، يشعر البعض بالقلق بشكل أكبر؛ فقد يشعرون بالقلق إزاء كل شيء، بداية من خوفهم على صحتهم، والوقوف أمام الجماهير إلى الكوارث الطبيعية، وتُشخّص هذه الحالة بوصفها اضطراب القلق العام، الذي يصيب 2 إلى 3% من البشر.
أعراض الإصابة بالقلق العام
ترتبط الأعراض بالمزاج أو الحالة النفسية، مثل:
- حالة الهياج والعصبية.
- الشعور بالخطر أو الموت الوشيك.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- مشاكل النوم أو مشاكل الجهاز الهضمي.
وعادة، يجب أن تعاني 3 أعراض أو أكثر خلال فترة 6 أشهر، ليتم تشخيصك بهذا الاضطراب.
متى يحين الوقت لاستدعاء الطبيب أو المعالج؟
عندما يصبح قلقك متواصلاً وغير مستقر، مسبِّباً من المشاكل ما يكفي لمنعك من ممارسة حياتك بصورة طبيعية، عندها يكون قد حان الوقت لتشخيص حالتك.
كذلك قد يكون العلاج والأدوية أمراً يصعب الحصول عليه، إذ إن بعض الأدوية تكون مُكلفة، ومع ذلك، هناك طرق لجعل العلاج متاحاً وبأسعار معقولة، حتى يتمكن جميع المرضى من العلاج بشكل أفضل.
يعتمد العلاج على الشخص
يمكن علاج اضطرابات القلق بواسطة مجموعة من الأدوية والروتين الصحي، لكن النهج العلاجي المعتاد هو العلاج السلوكي المعرفي.
هناك عدد كبير من الدراسات التي تدعم استخدام العلاج السلوكي المعرفي في جميع اضطرابات القلق، وتوثق هذه الدراسات نتائج إيجابية على المرضى، وغالباً ما تظهر فوائد العلاج المعرفي السلوكي على المرضى في غضون 12 إلى 16 أسبوعاً.
وفي حال تم العلاج السلوكي المعرفي ينبغي أن يستوعب المرضى أن العواقب الناجمة عن الخوف لا أصل لها؛ ومن ثم، فإنهم يصبحون قادرين على تطوير المهارات اللازمة لفحص واختبار معتقداتهم حول ما يشعرون تجاهه بالرهبة.
للاستخدام على المدى القصير، ينصح الأطباء بالأدوية المحتوية على عقار البنزوديازيبين، مثل فاليوم، وزاناكس
وهناك أيضاً كثير من عادات الحياة اليومية التي قد تساعد في علاج القلق مثل: الاسترخاء التدريجي للعضلات، والتنفس الحجابي، واتباع نظام غذائي صحي، وقضاء وقت ممتع مع أحبّائك.