هل سمعت عن متلازمة كوشينج؟ إنها الوصف الطبي لمن يُنتج جسمه الكثير من هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول.
وهرمون الكورتيزول هو الهرمون الرئيسي المُرتبط بالتوتر الذي يجعلك تستجيب بالهرب عند التعرض للخطر.
يُعدّ هذا رداً طبيعياً وقائياً عند الشعور بالتهديد، لكنه يتفاقم حينما ينتج الجسم الكثير من الكورتيزول، أو ما يسمى أحياناً فرط كورتيزول الدم.
ما هي متلازمة كوشينج؟
تحدث متلازمة كوشينج، بسبب مستويات عالية بشكل غير طبيعي من هرمون الكورتيزول، ويمكن أن تعود هذه المُستويات المُرتفعة لعدّة أسباب، لكن السبب الأكثر شيوعاً هو الإفراط في تناول أدوية الكورتيكوستيرويد عن طريق الفم، كما يمكن الإصابة بهذه الحالة عندما يُنتج الجسم كورتيزول أكثر مما ينبغي.
قد يوصي طبيبك بعدة اختبارات تشخيصية وعلاجات مختلفة، وفي معظم الحالات، يمكن أن يساعدك الدواء في إدارة مستويات الكورتيزول لديك.
لذا يمكن علاج معظم الحالات، على الرغم من أن الأعراض قد تستغرق بعض الوقت لتخفيفها.
هذه المُتلازمة أكثر شيوعاً بين النساء من الرجال، وغالباً ما يُصاب بها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عاماً.
ما هي أعراض متلازمة كوشينج؟
الأعراض الأكثر شيوعاً لهذه الحالة هي:
1- زيادة الوزن والبدانة.
2- رواسب دهنية خاصةً في القسم الأوسط من الجسم، والوجه مما يتسبب في جعل الوجه مُستديراً، وبين الكتفين في الجزء العلوي من الظهر مما يتسبب في ظهور حدبة دهنية.
3- علامات تمدد أرجوانية على الثديين والذراعين والبطن والفخذين.
4- جلد ضعيف وحساس يُصاب بالكدمات بسهولة.
5- بطء شفاء الجروح.
6- ظهور حب الشباب.
7- الإعياء والتعب والإجهاد.
8- ضعف العضلات.
9- الحساسية المُفرطة تجاه الجلوكوز.
10- زيادة العطش وزيادة التبول.
11- فقدان العظام المؤدي للكسور بمرور الوقت.
12- الصداع وضغط الدم المُرتفع.
13- نقص القدرة على التحكم في الانفعالات، والشعور بالقلق والاكتئاب والعصبية.
14- الصعوبات المعرفية.
هناك بعض الأعراض الخاصة بالنساء مثل:
1- وجود شعر إضافي في الوجه والجسم.
2- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
وهناك بعض الأعراض خاصة بالرجال فقط، مثل:
1- ضعف الانتصاب.
2- فقدان الرغبة الجنسية.
3- انخفاض الخصوبة.
أما الأطفال الذين لديهم هذه الحالة فيُعانون من السمنة المُفرطة وعادة ما يكون معدل نموهم أبطأ.
أسباب الإصابة بمُتلازمة كوشينج؟
هرمون الكورتيزول الذي تُنتجه الغدد الكظرية، له العديد من المهام، ويساعد في عدد من وظائف الجسم، بما في ذلك:
1- تنظيم ضغط الدم ونظام القلب والأوعية الدموية.
2- تقليل الاستجابة الالتهابية للجهاز المناعي.
3- تحويل الكربوهيدرات والدهون والبروتينات إلى طاقة.
4- تحقيق التوازن بين الآثار التي يُسببها الأنسولين.
5- الاستجابة للتوتر.
لكن تكمن الخطورة في أن ينتج جسمك مستويات عالية من الكورتيزول لمجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك:
1- مستويات الإجهاد المرتفعة، والذي قد يتضمن الإجهاد المُرتبط بمرض حاد أو جراحة أو إصابة أو حمل، خاصة في الثلث الأخير من الحمل.
2- التدريب الرياضي.
3- سوء التغذية.
4- إدمان الكحول.
5- الإفراط في بعض المشاعر السلبية مثل الاكتئاب، اضطرابات الهلع، أو مستويات عالية من التوتر العاطفي.
6- أما السبب الأكثر شيوعاً في الإصابة بمُتلازمة كوشينج، هو استخدام أدوية كورتيكوستيرويد، مثل بريدنيزون، بجرعات عالية لفترة طويلة، وهي الأدوية التي يصفها الأطباء لمنع الجسم من رفض عضو مزروع جديد، كما أن هذه الأدوية تُستخدم لعلاج الأمراض الالتهابية والمناعية، مثل: مرض الذئبة والتهاب المفاصل.
أما المنشطات ذات الجرعات المنخفضة والتي تُستخدم في صورة الاستنشاق، مثل تلك المُستخدمة في علاج الربو، أو الكريمات، مثل تلك الموصوفة للأكزيما، عادةً لا تكون كافية للتسبب في الإصابة بمُتلازمة كوشينج.
7- ورم الغدة النخامية، حيث يُفرز الورم غير السرطاني/ الحميد في الغدة النخامية، كميات زائدة من الهرمون الموجه لقشر الكظر، مما يؤدي بدوره إلى تحفيز الغدد الكظرية على إنتاج المزيد من الكورتيزول، مما يؤدي إلى الإصابة بالمُتلازمة.
8- متلازمة كوشينج العائلية هي سبب مُحتمل آخر، ورغم كون متلازمة كوشينج ليست مرضاً وراثياً، لكن من الممكن أن يكون هناك ميل وراثي لتطوير أورام الغدد الصماء.
كيف يتم تشخيص الإصابة بمُتلازمة كوشينج؟
عندما تذهب إلى طبيبك، ستقوم بإجراء فحص جسدي وسيطرح عليك الطبيب عدّة أسئلة، مثل: ما الأعراض التي لاحظتها؟ متى أول مرة رأيتها؟ هل هناك أي شيء يجعلها أفضل؟ أو أسوأ؟ ما هي العلاجات التي تأخذها؟
من المُحتمل أن يُوصي طبيبك أيضاً ببعض هذه الاختبارات للمساعدة في تشخيص الحالة بأنها مُتلازمة كوشينج إذا اشتبه الطبيب في كون المريض مصاباً بها:
1- تحليل الدم والبول: تقيس هذه الاختبارات مستويات الهرمونات في البول والدم، وتكشف ما إذا كان جسمك يفرز كميات إضافية من الكورتيزول.
2- تحليل اللعاب: تتصاعد مستويات الكورتيزول وتنخفض عادةً على مدار اليوم، لكنها تهبط بدرجة ملحوظة مساءً. يستطيع الأطباء تحديد ما إذا كانت مستويات الكورتيزول شديدة الارتفاع، وذلك من خلال تحليل عينة صغيرة من اللعاب تؤخذ ليلاً.
3- اختبارات التصوير: من المُمكن فحص الغدة النخامية والكظرية بواسطة فحوص التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبحث عن وجود أي تغيرات مثل الأورام.
علاج متلازمة كوشينج
يعتمد العلاج على سبب الإصابة بالمُتلازمة من الأساس، قد يصف طبيبك دواء للمساعدة.
بعض الأدوية تقلل من إنتاج الكورتيزول في الغدد الكظرية أو تقلل من إنتاج الهرمون المُحفز للغدد الكظرية، الأدوية الأخرى تمنع تأثير الكورتيزول على أنسجة الجسم.
وأحياناً قد يكون تغيير الدواء المنشط أو الجرعة ضرورياً.
إذا كان السبب في الإصابة بمتلازمة كوشينج هو ورم، فقد يوصي الطبيب بالاستئصال الجراحي الكامل.
إذا لم يكن بإمكان الطبيب استئصال ورم الغدة النخامية، فسوف يصف في المعتاد العلاج الإشعاعي بالتوازي مع العملية الجراحية، وقد يُستخدم الإشعاع لدى الأشخاص الذين لا يناسبهم الجراحة.
كيفية التعامل مع مُتلازمة كوشينج
– اتباع نظام غذائي صحي لتخفيف الأعراض ومنع ظهور أعراض أخرى.
– حماية العظام من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د.
– الحدّ من كمية الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم والدهون.
– دعم العائلة والأصدقاء عبر إطلاعهم على سبل المساعدة.
– تخصيص وقت للأشخاص والأنشطة الممتعة
المُضاعفات المُحتملة
عدم المواظبة على العلاج قد يؤدي إلى: فقدان العظام، كسور العظام، فقدان العضلات والضعف، الإصابة بضغط الدم المرتفع، الإصابة بداء السكري من الدرجة الثانية، تضخم ورم الغدة النخامية في حال وجوده، تكوين حصى الكلى.
كلما بدأ العلاج بسرعة، كانت النتيجة المُتوقعة أفضل، قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تتحسن الأعراض، لكن المتابعة الطبية الفعالة والاستجابة لتوصيات الطبيب ستزيد مستوى النشاط والتحسن تدريجياً.