"كازابلانكا" أو الدار البيضاء هي البوابة الرئيسية للمغرب، ومركز الأعمال التجاري والمركز الصناعي للبلد.
تتراجع الدار البيضاء قليلاً على قائمة السياحة مقارنة بالسحر الغريب لمراكش وفاس، ولكنها ما زالت تتمتع بعديد من الوجهات السياحية التي تضمن لزوارها تجارب متنوعة.
فإلى جانب مباني الآرت ديكو والأزقَّة في المدينة القديمة، بإمكان الزائرين العثور على المتاحف والقصور وثاني أكبر مسجد في العالم.
نستكشف في هذا التقرير أفضل الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها بالدار البيضاء.
1- مسجد الحسن الثاني
على الشاطئ، خلف الطرف الشمالي لمدينة الدار البيضاء (المدينة القديمة)، يهيمن مسجد الحسن الثاني على المدينة بأكملها.
تم الانتهاء منه في عام 1993، وهو ثاني أكبر مسجد بالعالم، ويغطي مساحةً قدرها هكتارين مع أطول مئذنة في العالم (بارتفاع 200 متر).
تستوعب قاعة الصلاة نحو 25000 من المصلين، في حين أن الفناء (الذي يتميز بسقف قابل للسحب) يمكن أن يستوعب نحو 80.000 شخص آخرين.
يوفر المسجد الفرصة للمسلمين للصلاة على أرضية زجاجية، وهو ما يمنحهم شعوراً فريداً بالصلاة فوق البحر مباشرةً.
الديكور معقَّد بشكل مدهش ويغطي كل سنتيمتر من السطح، كما يستطيع غير المسلمين زيارة المسجد في جولات بصحبة مرشدين، فالجميع مدعوٌّ للاستمتاع بالهندسة المعمارية الجميلة في أي وقت.
2- المدينة القديمة
رغم أن منطقة المدينة القديمة بالدار البيضاء قد لا تتمتع بأجواء غريبة مثل مدينتي فاس ومراكش، فإن العثور على الأزقة الشبيهة بالمتاهة لا يزال يخفي الكثير لاكتشافه.
يفرد التجار بضاعتهم هناك، ويمكن الانضمام إلى المتسوقين في بحثهم عن المُتطلبات التقليدية، فهي مكان رائع لتجربة نبض حياة الدار البيضاء.
كما يمكن زيارة باب مراكش، وهو من المعالم التاريخية التي ما زالت واقفة بالمدينة القديمة للدار البيضاء.
وقد يعثر الزائر على المعالم الصغيرة المدفونة في المدينة القديمة، مثل مسجد البربر.
3- مقهى ريك
إذا كنت من محبي فيلم "كازابلانكا"، فمن المُحتمل أن تكون لاحظت ريكس كافيه، وهو مقهى موجود بالفعل في المدينة القديمة كنسخة طبق الأصل من هذا المقهى الأسطوري كما هو موضح في الفيلم.
موقعه استراتيجي، بين أسوار المدينة القديمة وميناء الدار البيضاء، وهو مكان ساحر بتصميمه وموقعه الجذّاب، المناسِب للاحتفالات.
يقدم المقهى الأطباق المغربية المتنوعة إضافة إلى أصناف أخرى من الطعام، بالإضافة إلى أجوائه الجميلة التي لا تخلو من الموسيقى.
4- ساحة محمد الخامس
هي الساحة المركزية بالدار البيضاء، لكونها موطناً لكثير من المباني الرسمية المهمة في المدينة، وضمن ذلك قصر العدل، والمحافظة، والقنصلية الفرنسية.
توجد بالقرب من الساحة بنايات عريقة جميلة ذات طابع معماري فرنسي. وتستضيف الساحة أيضاً تمثال المارشال لياوتي، أول مقيم فرنسي عام في المغرب من 1912 إلى 1925.
شهدت الساحة اعادة إصلاح خلال ستينيات القرن العشرين، حيث تمت إضافة نافورة إلى الساحة.
أضفت النافورة، بالإضافة إلى الحدائق الرائعة، جمالاً على الساحة وزادت من استقطابها للزوار، خصوصاً في المساء.
5- الكورنيش
يُعدّ كورنيش عين الدياب من أشهر الأماكن السياحية بمدينة الدار البيضاء، ويقدم مجموعة من الاطعمة المُتنوعة، فقد أصبح الخط الساحلي مركزاً للفنادق والمطاعم الفاخرة.
يمكن أيضاً ممارسة التزلج على الماء والسباحة والغطس والتمتع بالحمامات الشمسية.
6- مول المغرب
يقع Morocco Mall في نهاية منطقة الكورنيش، وهو أحد أكبر مراكز التسوق في إفريقيا.
يُعد مركزاً عصرياً بما يكفي للترفيه عن أي شخص من العائلات إلى الأزواج ولقضاء اليوم بأكمله.
تجد في المول مجموعة واسعة من المحلات التجارية، وأي شيء من H&M إلى Dior، ويُمكنك الاختيار أيضاً من بين مجموعة واسعة من خيارات الطعام.
يستضيف Morocco Mall أيضاً حوض أسماك داخلي كامل توجد به سمكة قرش صغيرة، وعرض نافورة بالخارج، وحتى التزحلق على الجليد بداخله مع أرض المعارض.
7- كاتدرائية دو ساكر كور/ القلب المُقدس
تم بناء هذه الكاتدرائية في ثلاثينيات القرن العشرين. هندستها مزيج متناغم من الطراز الأوروبي والمغربي، رغم الحالة المتداعية الحالية للكاتدرائية، فإن هيكلها لا يزال جميلاً.
وفي الجوار تقع كنيسة نوتردام دي لورديس الكاثوليكية، وهي كنيسة مضاءة بنوافذ واسعة من الزجاج الملون، وتتميز بمداخلها الفخمة والمُزينة بمعمار أوروبي رائع على أكثر من 800 متر مربع.
8- المتحف اليهودي المغربي
يُعتبر هذا المتحف هو المتحف الأول في العالم العربي الذي يصور تأثير اليهودية كثقافة اجتماعية مساهمة في تاريخ المغرب العربي، ويُقدم نظرة ثاقبة إلى التاريخ والدين والتقاليد والحياة اليومية لليهود بالحضارة المغربية.
يتم عرض هذا التاريخ من خلال قاعات تحتوي على لوحات وزخارف وملابس وما إلى ذلك.
لا يوضح المتحف التأثير اليهودي فقط على المجتمع المغربي، لكنه يُسلط الضوء على تاريخ التعايش بين الأديان في الحضارة المغربية أيضاً.
9- فيلا قصر الفنون
وهي جزء من مؤسسة ONA، إحدى المؤسسات الثقافية الرئيسية في المغرب. فيلا قصر الفنون من أكبر المتاحف في الدار البيضاء، وتروج للفنون المعاصرة في إطار الثقافة والتراث المغربي.
تضم الفيلا نحو 800 عمل فني بشكل دائم، وكذلك معارض مؤقتة لفنانين دوليين ومعاصرين، وهي توفر منظوراً مختلفاً عن الثقافة المغربية، وحتى المبنى نفسه عبارة عن قطعة جميلة من فن الآرت ديكو الذي يعود إلى عام 1934.
10- القصر الملكي
القصر الملكي هو مقر الملك المغربي محمد السادس، ويعتبر من المعالم المهمة في الدار البيضاء والمغرب.
يوجد بالقرب من حي الحبوس الذي بُني في عهد الحماية الفرنسية، وهو مقر لإقامة الملك خلال زيارته لمدينة الدار البيضاء.
توجد في القصر ساحة ضخمة مفتوحة، ومساحة خارجية كبيرة بإمكان أي شخص الاستمتاع بها.
ورغم صعوبة الوصول إلى داخل القصر، فإن الأمر يستحق المشاهدة والاستمتاع بالهندسة المعمارية.
11- حي الحبوس
هو منطقة مثيرة لاكتشاف جانب آخر من المدينة البيضاء، هذا هو الحي الذي بناه الفرنسيون في عام 1917 للطبقة البرجوازية.
لكن التحولات التي مرَّت على الدار البيضاء أدّت إلى تحويل الحي إلى أحد الأحياء الشعبية.
يبدو إجمالاً مثل المدن المغربية القديمة التقليدية مع بعض الإضافات العصرية، فلديه شوارع أكبر ومرافق حديثة، علاوة على ذلك، فهو موطن لمختلف الأسواق التقليدية، وأيضاً القصر الملكي.
تنتشر في حي الحبوس أيضاً المكتبات، فهو يُعدّ من أهم أسواق الكتب بالمغرب.