أيورفيدا هو نظام علاجي هندي قديم، مُصمم لموازنة جسمك طبيعياً، وتغذية جهازك الهضمي. ويتضمن نظام أيورفيدا فكرة طاقة "النار" و"الحرارة"، وهي كلمات قد لا تتداولها بالضرورة في مكاتب الطب الغربي؛ وإنما مفاهيم قد تكون مفيدة بعض الشيء عند التفكير في تبريد جسمك داخلياً؛ وفقاً لما نشره موقع MindBodyGreen الأمريكي.
الأطعمة المُبرِّدة
تشرح ذلك ساهارا روز، خبيرة الأيورفيدا ومؤلفة كتاب Eat Feel Fresh: "خلال الصيف الحار، أو فصل بيتا (النار)، ينصح أيورفيدا بزيادة الأطعمة المُبرِّدة في النظام الغذائي لموازنة هذه الطاقة". وتتابع: "عندما تكون البيتا بالداخل في ازدياد، نشعر بالحرارة، والالتهاب، والحامضية، والحدة، والغضب".
ففيما تتخطى درجة الحرارة 90 فهرنهايت (32 درجة مئوية) في أغلب أنحاء البلاد، ويمكن لكثير منا أن يجد هذه المشاعر في نفسه. لكن لحسن الحظ، وفقاً لروز، هناك عدد قليل من الأشياء السهلة التي يمكنك إضافتها إلى نظامك الغذائي لكبح هذه النار من الداخل. حيث تقول:
"تساعد الأطعمة المُبرِّدة كالخضراوات الورقية، والفواكه العصيرية، والكزبرة، والبقدونس، والحبوب الخفيفة أو البقوليات على تبريد الجسم من الداخل"، وتفسر أنه وفقاً نظام أيورفيدا، يمكن لاستعادة النار مرة أخرى أن تساعد في منع فرط الحموضة، وحب الشباب، وارتجاع المريء، والوردية، والتهيج، والإحباط، وغيرها من اختلالات بيتا.
نار الهضم
كذلك، تنصح جاسمين هيمزلي، العضوة بمجموعة The mindbodygreen Collective، ومؤلفة كتاب East by West، بالميل نحو النكهات الحلوة، قائلةً: "في مناخ الصيف، ننجذب إلى الأطعمة الموسمية، كفاكهة الأشجار الناضجة، التي تتاح بشكل كبير في الأسواق الكبرى".
وتتابع: "يبرِّد المذاق الحلو الجسم، وكذلك المذاقان الحاد واللاذع". لذلك، تنصح هيمزلي بملء أطباقك في الصيف بالتفاح، والأعشاب الطازجة، والخضار الورقي، والأطعمة المليئة بالعصارة والماء كالخيار، والبطيخ والأفوكادو وأوراق السلطة.
ونبَّهت أن تبريد الجسم لا يعني تناول الأطعمة الباردة بكثرة، قائلةً: "يجب الحذر من خلال موازنة نار الهضم المنخفضة التي يبعثها الصيف والحرارة الموجودة المنبعثة من بقية الجسد".
وتابعت: "وفيما نرغب في إلقاء أنفسنا في سلطة الثلاجة الباردة والأطعمة المجمدة، لا نرغب أيضاً في إضعاف نار الهضم". وفيما تتناول هيمزلي الأطعمة النيئة في وجبة الغداء خلال الصيف وتشرب الماء البارد (بعكس ماء الشتاء الدافئ)، لا تزال تشرب المخفوقات بدرجة حرارة الغرفة، بدلاً من إضافة الثلج من المجمِّد أو الثلاجة.
لا يمكن تطبيقه بشكل خاطئ
ووفقاً لهيمزلي، فمن بين العوامل أيضاً، توقيت تناول الطعام في اليوم. فحسبما ينص أيورفيدا، تنخفض نار الهضم مرة أخرى في المساء، وتنصح هيمزلي بالاستجابة لذلك عن طريق تناول طعام سهل الهضم. تقول هيمزلي: "في المساء، أفضل طعاماً أخف ومطهياً أكثر كالحساء".
تؤكد هيمزلي على أن الحساء لا يجب أن يكون حاراً للغاية، مع الحفاظ على فوائده الهضمية عن طريق ملئه بالأعشاب والتوابل المبردة كالشمر، والشبت، والنعناع، وأوراق الكزبرة، وعصارة الليمون الأخضر المنعش "أما الليمون الأصفر فهو أنسب للتدفئة"، وجوز الهند المبرِّد. وتنصح أيضاً بسلطة الخيار والزبادي المسماة رايتا، فهو "بهار لذيذ ومبرد، ولذلك تجده إلى جوار الكاري".
وأحد أفضل ما في الأيورفيدا هو أنه معتدل، ولا يمكنك في الحقيقة تطبيقه بشكل خاطئ مع ما يعد به من ممارسات لتغذية الأمعاء. لذا، رش على حسائك الأعشاب الغنية الطازجة، والكثير من الخيار المقرمش، وأقبل على الفواكه الممتلئة بالعصارة التي تجدها في متاجر المزارعين. وعلى الأقل، ستصبح حياتك لذيذة أكثر