يُعدُّ جفاف العين أحد الحالات التي تُصيب إحدى العينين أو كلتيهما، وقد تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب، وتتمثَّل هذه الحالة في إنتاج العيون كميّة قليلة من الدّموع، أو تبخّر الدّموع بسرعة كبيرة.
مررنا بها كثيراً، لكن هل تعلمون سبب ذلك أو كيفية علاجه بطريقة سريعة؟
قد تُصيب الأشخاص في جميع الأعمار، حتى أولئك الذين يتمتعون بصحة جيدة، ولكن يُلاحظ شيوعُها في الأماكن التي يعاني سكانها من سوء التّغذية المُؤدي إلى نقص فيتامين أ، وفي الحقيقة إنَّ جفاف العين يصيب النّساء أكثر من الرجال.
ما هي أسباب جفاف العين؟
يحدث جفاف العين بسبب عدم إنتاج كميّة كافيّة من الدّموع، أو إنتاج دموع ذات جودة مُنخفضة، ويُعزى حدوث ذلك إلى مجموعة من العوامل والأسباب:
- الإصابة بأمراض مُعيّنة، مثل أمراض الغدّة الدرقيّة، أو التهاب المفاصل الروماتويديّ، أو متلازمة شوغرن، أو الذئبة، أو مرض السّكريّ.
- المعاناة من مشاكل العيون، مثل التهاب الجفن، أو الانطواء الجفنيّ الداخليّ، أو الانطواء الجفنيّ الخارجيّ.
- البقاء في الأماكن التي تمتاز بمناخها الجاف، أو انتشار الأدخنة، أو الرياح فيها.
- الممارسات الخاطئة، ومنها البقاء أمام جهاز الحاسوب لفترة طويلة.
- استخدام العدسات اللاصقة لفترة طويلة من الزمن.
- الخضوع لعمليات جراحة العيون الانكسارية، مثل الليزك.
- تناول أنواع معيَّنة من الأدوية، مثل الأدوية المُدرَّة للبول، أو حاصرات مستقبلات البيتا، أو مضادات الحساسيّة، أو الأقراص المُنوّمة، أو مُضادات الاحتقان، أو مضادات الاكتئاب، إضافة إلى الأدوية المُخصَّصة لعلاج القلق.
- التَّقدم في العُمر، وتحديداً الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عاماً.
- التّغيرات الهرمونيّة التي تتعرّض لها المرأة؛ خاصة في فترة الحمل، أو الوصول إلى سنّ اليأس، أو عند استخدام حبوب منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم.
وهل لجفاف العين أعراض يمكن ملاحظتها؟
تظهر مجموعة من الأعراض على الأشخاص المصابين بجفاف العين، نذكر منها ما يأتي:
- المُعاناة من الألم، والوخز في العيون، أو الشعور بجفافها، أو حرقتها.
- الإحساس بوجود حُبيبات رمليّة في العين.
- ظهور مُخاط داخل العيون أو حولها.
- المعاناة من حساسيّة العيون تجاه الضوء، أو بالرياح، أو الأدخنة.
- احمرار العين.
- الصعوبة في إبقاء العينين مفتوحتين.
- الشعور بتعب العينين بعد القيام بأنشطة مُعيّنة، مثل القراءة.
- زغللة العينين، وخاصةً في نهاية اليوم.
- الشعور بعدم الراحة عند ارتداء العدسات اللاصقة.
- تدميع العين.
- ازدواجيّة الرؤية.
- التصاق الجفون ببعضها البعض عند الاستيقاظ من النوم.
مضاعفات جفاف العين
قد تؤدي الإصابة بجفاف العين إلى حدوث بعض المُضاعفات، مثل:
1- عدوى العين: يزداد خطر التعرُّض لعدوى العيون في الحالات التي لا يتم فيها إنتاج كميات كافية من الدّموع؛ إذ إنَّ الدّموع تكون مسؤولة عن حماية سطح العيون من العدوى.
2- تعرُّض سطح العيون للضَّرر: إنَّ بقاء جفاف العين دون علاج يؤدي إلى حدوث الالتهاب، والمعاناة من تآكل سطح القرنية، والإصابة بقرحة القرنيّة، والإصابة بمشاكل في الرؤية.
3- انخفاض جودة الحياة: إنَّ الإصابة بجفاف العين يحول دون قدرة الشَّخص على أداء نشاطاته اليوميّة.
الآن كيف يمكن علاج جفاف العين؟
يمكن علاج مشكلة جفاف العيون من خلال عدة خطوات:
استخدام الدموع الاصطناعية:
فقد يطلب طبيب العيون من المُصاب استخدام الدموع الاصطناعية، وهي قطرات عينية تشبه دموع الإنسان، إذ يمكن للشخص أن يستخدم هذه القطرات بقدر ما يحتاج إليها، وتجدر الإشارة إلى أنَّ قطرات الدموع الاصطناعية تتوفر في الصيدليات، ولا تحتاج إلى وصفة طبية، ولكن في حال استخدم الشخص المُصاب هذه القطرات أكثر من ست مرات في اليوم، أو إذا كانت لديه حساسية من المواد الحافظة الموجودة فيها، فإنَّه يُنصح باستخدام الدموع الخالية من المواد الحافظة، وذلك لأنَّ الدموع التي تحتوي على مواد حافظة، والتي تُستخدم كثيراً قد تُسبّب تهيّجاً في العيون.
إغلاق القنوات الدمعية
قد يقترح طبيب العيون بأن يتم إغلاق القنوات الدمعية، وهذا بدوره يساعد على بقاء الدموع الطبيعية لمدة أطول، ويتم ذلك من خلال استخدام ما يُسمَّى بالسدادات النقطية، وهي سدادات من السيليكون أو الجل والتي يتم إدخالها إلى القنوات المسيلة للدموع من أجل إغلاقها، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه السدادات قد تتم إزالتها في أي وقت عند الحاجة، كما أنَّ طبيب العيون قد يقترح على المُصاب اللجوء إلى العملية الجراحية من أجل إغلاق القنوات الدمعية بشكل دائم. زيادة الدموع: قد يصف طبيب العيون للمُصاب بجفاف العين قطرات عينية خاصة، وتقوم هذه القطرات بمساعدة العيون على صنع المزيد من الدموع الخاصة بها.
استخدام القطرات العينية من دم المُصاب
وهي قطرات عينية ذاتية من الدم، ويتم اللجوء إلى استخدامها في حالة المعاناة من أعراض جفاف العين الشديدة، والتي لم تستجب للعلاجات الأخرى، ومن أجل صُنع هذه القطرات، فإنّه يتم أخذ عيّنة من دم المصاب، ومعالجتها من أجل إزالة كريات الدم الحمراء منها، ومن ثم خلطها مع محلول ملحي.
العلاجات الدوائية
قد يصف الطبيب أنواعاً مختلفة من الأدوية لعلاج جفاف العين، ويُركِّز أغلبها على التقليل من التهاب جفن العين، وذلك لأنَّ انتفاخ جفن العين يعيق الغدد الزيتية عن إفراز الزيت في الدموع، والذي من دونه تتبخر الدموع بشكل سريع جداً.
وكيف يمكن الوقاية منه أيضاً؟
قد يستطيع الشخص المُصاب بجفاف العيون التخفيف من هذه المشكلة من خلال اتّباع بعض الخطوات المنزلية، التي تُؤكِّد على توفُّر بيئة صحية للعيون، ومن هذه الإجراءات:
- الحفاظ على الترطيب: قد يستفيد بعض الأشخاص من شرب السوائل بشكل كافٍ خلال اليوم، إذ قد تساعد السوائل على التقليل من أعراض جفاف العين من خلال الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية في العيون.
- رفرفة العين بشكل متكرر: إنَّ إغلاق العيون وفتحها بشكل متكرر، وأخذ قسط من الراحة أثناء القيام بالنشاطات التي تتطلب فترات طويلة من الانتباه البصري، مثل: العمل على جهاز الحاسوب قد يساعد الأشخاص المُصابين بجفاف العيون.
- ضبط وضعية جهاز الحاسوب: حيث إنَّه في حال العمل على جهاز الحاسوب مكتبياً، فإنّه يُنصح بخفض جهاز الحاسوب، بحيث تكون نظرات الشخص المُقابلة للجهاز منخفضة قليلاً، وذلك لأنّه عن طريق هذه الوضعية لا يتم فتح العيون بشكل واسع، مما يقلل من الجفاف.
- تجنّب الهواء الجاف: إذ يُنصح بمحاولة تجنُّب الظروف الجافة، واستخدام مُرطِّب من أجل زيادة رطوبة الهواء الداخلي الجاف، كما يُنصح بإبعاد هواء المراوح، أو السخّانات، أو المُكيفات، أو الدخان، ومنعها من الدخول إلى العيون، بالإضافة إلى أهمية ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج.
- تناول زيت السمك الطبيعي: تحتوي أسماك السلمون، والتونة، والسردين على أحماض أوميغا-3 الدهنية، حيث تفيد الأبحاث بأنَّ الدهون الصحية تساعد الغدد التي تقوم بصنع الزيت في العين على العمل بشكل أفضل، مما يؤدي إلى التقليل من التهيُّج، كما يحتوي الجوز والزيوت النباتية وبذور الكتان على كميات عالية من أحماض أوميغا-3 الدهنية، أو يمكن الحصول على هذه الأحماض من خلال تناول حبوب المكملات الغذائية المحتوية عليها بعد استشارة الطبيب.