هل سمعت من قبل عن زوجين، مات أحدهما، فتبعه الآخر في غضون أيام قليلة، وربما ليس الزوج فقط، قد يكون الأب أو الأخ أو الابن؟ نسمع حينها أنه مات من الحزن، هذا حقيقي، فربما يكون قد عانى من متلازمة القلب المنكسر المرتبط عادةً بالإجهاد العاطفي.
ربما يُطلق عليه أيضاً اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد، أو متلازمة التضخم القمي، وكذلك اعتلال تاكوتسوبو القلبي.
كان اليابانيون أول من اكتشفوه، وأطلقوا عليه هذا الاسم لتشابهه مع التاكوتسوبو؛ وهو وعاء ذو قاع دائري وضيق العنق يستخدمه الصيادون اليابانيون في فخ الأخطبوطات.
نتعرف في هذا التقرير على أسباب حدوث متلازمة القلب المنكسر، وأعراضها، ومضاعفاتها.
أسباب متلازمة القلب المنكسر
لا يزال السبب وراء الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر غير معروف، ولكن يُعتقد أن تدفق هرمون الأدرينالين وغيره من الهرمونات النفسية، قد يحدث تغيراً مفاجئاً في القلب.
وغالباً ما تكون المتلازمة مسبوقة بحدث عاطفي كبير.
وهناك العديد من المحفزات لحدوث متلازمة القلب المنكسر، مثل العمليات الجراحية، والأمراض الخطيرة، والمشاكل المالية، وحوادث السيارات، وربما الذكريات العاطفية، وأحياناً يحدث نتيجة صدمة جيدة أشعرتك بالسعادة الغامرة كربح الكثير من المال.
قد تتسبب بعض الأدوية والعقاقير في تدفق هرموني مفاجئ، مما قد يتسبب في حدوث متلازمة القلب المنكسر، مثل دواء الحساسية إبِينيفرِين، وعلاج الغدة الدرقية ليفوثيروكسين (سنثرويد، ليفوكسيل).
ماذا يحدث للقلب في هذه الحالة؟
من المعتقد أنه عندما تحدث متلازمة القلب المنكسر، فإن البطين الأيسر يتضخم ويضعف مؤقتاً، ولا يضخ الدم بصورة جيدة.
يعتقد الخبراء أن الشرايين التاجية التي تمنح الأكسجين لعضلة القلب يحدث لها حالة من التشنج، مما قد يؤدي إلى ألم في الصدر.
هذا التجمد اللحظي لعضلة القلب قد يحدث مشاكل في الدورة الدموية.
ما هي أعراض متلازمة القلب المنكسر؟
العلامات الأكثر شيوعاً لمتلازمة القلب المنكسر تتمثل في ألم في الصدر وضيق في التنفس، وهي نفس أعراض النوبة القلبية، ولكن لا يوجد انسداد في الشرايين، وتستدعي استشارة الطبيب على الفور.
قد تشمل الأعراض أيضاً الدوخة أو الإغماء، وانخفاض ضغط الدم، والغثيان، وعدم انتظام النبض.
وعادةً ما تبدأ هذه الأعراض في غضون ساعات قليلة بعد حدوث الصدمة.
كيف يمكن تشخيص المرض؟
نظراً لأن الأعراض تشبه إلى حد بعيد أعراض النوبة القلبية، يبدأ الأطباء في التقييم التشخيصي بواسطة رسم القلب الكهربائي (ECG)، وهو اختبار يسجل النشاط الكهربائي للقلب.
قد يظهر تخطيط كهربية القلب شذوذاً نموذجياً لإصابة عضلة القلب، والتي يمكن أن تحدث من كل من الأزمة القلبية أو اعتلال عضلة القلب.
يمكن للحالتين أيضاً أن تسببا ارتفاعاً في مستويات الدم من التروبونين، وهو بروتين ينطلق من عضلة القلب التالفة، على الرغم من أن الارتفاع قد يكون أقل وضوحاً في متلازمة القلب المنكسر.
يعتمد الأطباء أيضاً على الموجات فوق الصوتية للقلب للكشف عن تشوهات الحركة في جدران البطين الأيسر وشكل تاكوتسوبو المميز.
من هم أكثر عرضة للإصابة؟
النساء، خاصة من هن فوق الخمسين، أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر، وقد يكون السبب في هذا هو انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
ففي الدراسات التي أجريت على الفئران التي أزيلت مبايضها، كانت تلك التي أعطيت الإستروجين أثناء الضغط أقل خللاً في البطين الأيسر ومستويات أعلى من بعض المواد الواقية للقلب.
كما قد تجعل الوراثة البعض أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر عن غيرهم.
أما من لديهم تاريخ مرضي بالإصابة بأمراض عصبية مثل الصرع، فهم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر، كما تؤثر الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب على زيادة فرص الإصابة بها.
ماذا لو تلقى العلاج المناسب؟
معظم من يتعرض للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر يتعافون سريعاً، ولا تترك لديهم الإصابة آثاراً طويلة المدى، ولكن في حالات قليلة قد تحدث بعض المضاعفات إن لم يحدث التدخل الطبي سريعاً.
من بين المضاعفات الوذمة الرئوية، وانخفاض ضغط الدم، وتوقف النبض، وربما فشل عضلة القلب.
ربما تؤدي تلك المتلازمة إلى الوفاة إذا لم يتمكن القلب من ضخ الدم الكافي للجسم. وتسمى هذه الحالة صدمة القلب، وتصيب حالة واحدة من كل 10 حالات مصابين بالمتلازمة.
وكشفت دراسة علمية أن هناك وفيات على المدى القصير نتيجة الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر، كما تزداد نسبة خطر الوفاة خلال سنوات قليلة من الإصابة، وهذا يعطي أهمية للمتابعة الطبية الدقيقة طويلة الأجل بعد الإصابة.
ووجدت الدراسة أن المرضى الذين يعانون من صدمة قلبية كانوا أقل عرضة للموت في المستشفى إذا عولجوا بأجهزة توفر الدعم الميكانيكي لقلوبهم.