دودة الأسكارس التي تصيب أجسامنا؛ هل سمعت عنها من قبل؟ هل تعلم إن كانت خطيرة أم لا؟ معلومات كثيرة سنشرحها لكم في هذا التقرير، نوضح فيها ما هي دودة الأسكارس ودورة حياتها وأعراض الإصابة بها وأسبابها، وبالتأكيد طرق العلاج من هذه الإصابة.
أسباب دودة الأسكارس
بالنسبة لعددٍ من الديدان، فإنّ جسم الإنسان هو الوسط البيئي المناسب للعيش فيه بنشاط، ومن هذه الديدان: ديدان البطن المسمارية، ودودة الأسكارس.
دودة الأسكارس من الديدان المستديرة التي تعيش في الجهاز الهضميّ للإنسان، والتي تسبب حدوث ما يسمى بمرض الأسكارية. ويعتبر عدد الأشخاص المصابين بها كبير جداً، حيث إنّ الإحصائيات تشير إلى أنّ عدد المصابين بالدودة الأسكارية حوالي ربع سكان الكرة الأرضية.
تكثر في المناطق الاستوائية والمناطق التي تفتقر إلى النظافة والاهتمام بالصحة، حيث إنّ أهم ما يسبب الإصابة بالدودة الأسكارية هي قلة النظافة، وعدم الاهتمام بنظافة الجسم، والأطعمة التي يتناولها الإنسان.
كما أنّ الأطباء يرشحون بأن دودة الأسكارِس قد تنتقل إلى جسم الإنسان من الحيوانات الأليفة التي تربى في المنازل، أمثال القطط، والكلاب، وغيرها.
مما سبق نستطيع أن نستخلص أن دودة الأسْكارِس تنتقل من خلال الطعام الملوّث الذي يأكله الإنسان، ولذلك فإنّ أكثر حالات الإصابة بدودة الأسْكارِس هي من الأطفال، وتكون ديدان الأسْكارِس موجودة في البراز داخل المعدة، وبالتالي فإنه يمكن الكشف عن وجود دودة الأسْكارِس في جسم الإنسان، من خلال تحليل براز الإنسان.
ومن أخطر حالات الإصابة بدودة الأسكارِس، الحالة التي تصعد فيها دودة الأسْكارِس إلى الجهاز التنفسي، يختلف طولها ما بين الذكر والأنثى، فطول الذكر يتراوح من 15-30 سم بينما طول الأنثى يترواح ما بين 25 و35 سم.
دودة الأسكارس.. أعراضها وعلاجهاعوامل انتشار العدوى بدودة الأسكارِس
أما أعراض الإصابة بدودة الأسكارس، فهي كالتالي:
من أكثر الأمور السيئة التي ترتبط بدودة الأسْكارِس هي أن الأعراض لا تظهر بشكل سريع على الإنسان، حيث إنّ الدودة قد تستغرق وقتاً طويلاً في جسم الإنسان قبل اكتشافها، كما أنّ هذه الدودة تهاجر في الجسم، وهجرتها تسبب حدوث التهاب في الأحشاء، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث آلام في البطن.
الدودة تسبب حدوث التهابات ومضاعفات في الكبد أو الطحال، كما أنّها تسبب الكثير من حالات التسمم في الجسم.
يصاب أيضاً الشخص المصاب بالأسكارِس بسوء التغذية، كما أنّ التهاون في علاج هذه الدودة قد يؤدي إلى تفاقم المرض بصورة كبيرة، وبالتالي الوصول إلى مرحلة الهلاك.
تكتُّل الديدان في الأمعاء يسبب حالة من انسدادها، وبالتالي يصبح المريض بحاجة إلى دواءٍ آخر من أجل العمل كمليِّن للمعدة.
تأخذ دودة الأسْكارِس حاجتها من الغذاء من الطعام الذي تم هضمه، كما أنّها قد تتناول القليل من غشاء الأمعاء، وبالتالي نزول بعض قطرات الدم مع البراز، ويكون هذا الأمر أحد الأعراض المصاحبة للإصابة بالدودة.
وهذه دورة حياة دودة الأسكارس في جسم الإنسان
1- تتحول بيضة الأسكارس إلى يرقةٍ طويلة بيضاء ذات جدار سميك، تخرج مع براز الشخص المصاب، وتعيش في التربة لفترة طويلة قد تصل إلى سنوات، وخاصة في الظروف البيئية المناسبة من حرارة ورطوبة.
2- تدخل إلى جسم إنسانٍ آخر إذا ما لامس هذا الشخص التربة الملوثة بهذه اليرقة ثم وضع يده في فمه أو بأي طريقة أخرى من تناول فواكه وخضراوات ملوثة.
3- بمجرد دخول البويضة إلى جسم الإنسان تفقس وتخرج منها دودة الأسكارس.
4- عندما تصل بويضة دودة الأسكارس إلى المعدة فإن جدارها يتمزّق بفعل أحماض الهضم التي تنتجها المعدة.
5- بعد ذلك، تخترق دودة الأسكارس المعدة، لتخترق الشعيرات الدموية وتهاجر من خلالها إلى الوريد البابي لتصل للكبد ثم إلى القلب!
ترحل بعد ذلك إلى الرئتين وتستقرّ في الأوعية الدموية وفي حويصلات الهواء وتبقى هناك حتى تكبر وتمزق الأوعية الدموية وغشاء الحويصلة ثم تتجه إلى القناة التنفسية، ثم تعود للمعدة مرة أخرى ثم تسير باتّجاه الأمعاء الدقيقة لتستقر هناك وتتغذى على المفيد من غذاء الإنسان.
6- لتستمر حياة دودة الأسكارس في جسم الإنسان فإنها تقوم بحركاتٍ تثبت وجودها في الأمعاء وتكون مناسبة لحركة الأمعاء.
لكن، كيف يمكن التخلص من دودة الأسكارس؟
في حالة الإصابة بدودة الأسكارس، يمكن التخلص منها من خلال تناول الأدوية التالية التي يجب أن يصفها الطبيب المختص، حيث إنّ الإساءة في تناولها قد تسبب حالة من تفاقم المرض، وعدم القدرة على السيطرة عليه.
- دواء ميبيندازول (فيرموكس): وهذا النوع من الدواء يقوم بالتحكم في الدودة وتثبيتها، فتصبح الدودة تحت السيطرة، مما يؤدي إلى شلّ حركتها بشكلٍ كامل، فتصبح غير قادرة على التكاثر أو التحرّك في الجسم.
- دواء بيبيرازين: يقوم هذا الدواء على حصر الأستيل كولين في عضلات الدودة، مما يؤدي إلى شل حركة الدودة في الأمعاء، وبالتالي الحد من نشاط الدودة في المعدة، كما أنّ الدواء يعمل على منع هجرة الدودة في داخل الجسم، وبالتالي فإنّ الدودة تنحصر في الأمعاء، وبالتالي تخرج مع البراز، ويجب أن يلتزم المريض بالجرعة المخصصة، والتي يصفها الطبيب للمريض من أجل الحد من تأثيرها على الجسم.
- دواء بيرانتيل باموات: يقوم هذا الدواء على تفتيت الوصل العصبي العضلي الموجود في الدودة، مما يتسبب بحدوث شلل في حركتها، وبالتالي فإنّ هذا الدواء يسبب حدوث تشنُّج للدودة، وبالتالي تسهل عملية طرد الدودة إلى الخارج.
- دواء ألبيندازول: هذا الدواء من أكثر الأدوية فعالية من بين الأدوية التي تستخدم لعلاج حالات الإصابة بالديدان، وهو مكوّن من مادة ثلاثي فوسفات الأدينوزين، حيث إنّ آلية عمل هذا الدواء تتمثل في أن يتم استنزاف الطاقة التي تمتلكها الديدان، وبالتالي تنحصر حركتها، وتنشل بشكل كامل، مما يؤدي إلى وفاة الدودة، ويؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم، ولكن يحذر من استعماله لكلٍّ من الأمّ الحامل، والأطفال ما دون عمر السنتين.