وفقاً لخبراء علم النفس: كيف تكسب جدالاً في 6 خطوات؟

جميعنا نملك هذا الصديق الذي يعرف كل شيء، ويؤدي دور المحلل السياسي عند طرح القضايا السياسية للنقاش، والناقد الأدبي عندما نتحدث عن الأدب، فضلاً عن كونه فناناً ومستشاراً قانونياً وخبيراً بالشؤون الاقتصادية.. فمن أين يأتي هؤلاء بكل هذه الثقة؟ وما الطريقة المثلى لمناقشتهم وكسب الجدال معهم في كل مرة؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/15 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/15 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
iStock\كيف تكسب جدالاً

جميعنا نملك هذا الصديق الذي يعرف كل شيء، ويؤدي دور المحلل السياسي عند طرح القضايا السياسية للنقاش، والناقد الأدبي عندما نتحدث عن الأدب، فضلاً عن كونه فناناً ومستشاراً قانونياً وخبيراً بالشؤون الاقتصادية.. فمن أين يأتي هؤلاء بكل هذه الثقة؟ وما الطريقة المثلى لمناقشتهم وكسب الجدال معهم في كل مرة؟

كيف تكسب الجدال في 6 خطوات؟

بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، يتحدث أغلب الناس بثقة، بل حتى بقدرة كبيرة على الإقناع رغم معرفتهم الضحلة فعلياً، بسبب ما يسمى وهْم العمق التوضيحي.

فعندما يتعلق الأمر بالسياسة مثلاً نجد كثيراً من الناس قادرين على إبداء آرائهم والتعامل معها على أنها حقائق، لكن عند وضع هذه الآراء تحت الاختبار نجد خلطاً بين الإلمام العام بالقضايا والمعرفة الحقيقية المتعمقة.

إلى جانب أننا أشخاص أقل جوهرية مما نعتقد، فإن معرفتنا أيضاً انتقائية للغاية؛ مثلاً نتذكر بسهولةٍ الحقائق التي تدعم معتقداتنا وننسى الأمور الأخرى.

والحصول على مستوى عالٍ من التعليم لا يحمينا بالضرورة من تلك العيوب.

حتى إن الخريجين، على سبيل المثال، غالباً ما يبالغون في تقدير فهمهم لمجال شهادتهم؛ على الرغم من تذكُّرهم للمحتوى العام فقط لما درسوه، في حين ينسون أغلب التفاصيل.  

 لذا عندما تخوض جدالاً -سياسياً على وجه الخصوص- استخدِم واحدة من هذه الاستراتيجيات التي ستمكِّنك من الفوز بالنقاش، وتبيان حجم المعرفة الحقيقية لدى الشخص الآخر:

iStock\ لا تهدر طاقتك في محاولة إثبات وجهة نظك.. فقط اسأل عن التفاصيل
iStock\ لا تهدر طاقتك في محاولة إثبات وجهة نظك.. فقط اسأل عن التفاصيل

اسأل عن التفاصيل

إذا أردت أن تكسب أي نقاش وتُثبت بالدليل القاطع أن من يناقشك لا يستند إلى أي أسس صحيحة، فقط اسأله عن مزيد من التفاصيل.

لذا إن رأيت أحدهم يتكلم بثقة كبيرة عن موضوع لا يفقه فيه شيئاً، فاطلب منه إعطاءك مزيداً من المعلومات واسأله عن مصدر معلوماته.. ستدحض حججه بهذه الطريقة وتُربكه بعد أن كان يتحدث بكل ثقة.

يقول البروفيسور دان جونسون، من جامعة واشنطن ولي في لكسنجتن بفرجينيا: "عندما تسأل الطرف الآخر عن كيفية حدوث أمر ما بالتفصيل سيكتشف ضحالة معرفته، ويدفعه ذلك إلى اتخاذ سلوك أكثر اعتدالاً وتواضعاً".

إنها الاستراتيجية الفعالة التي يستخدمها مُقدِّم البرامج جيمس أوبراين في برنامجه الحواري LBC.

القصص المقنعة سبيلك الأمثل لكسب النقاش

إذا كنت تحاول فضح زيف معين، مثل نظرية المؤامرة أو الأخبار الكاذبة، ينبغي أن تتأكد من أن تفسيرك يقدم سرداً مقنعاً ومتماسكاً يملأ كل الفجوات المعرفية لدى الشخص الآخر.

تأمّل التجربة التالية التي أجراها البروفيسور بريندان نيهان (من جامعة ميشيغان)، والبروفيسور جاسون ريفلر (من جامعة إكسيتر).

قرأ المشاركون في التجربة قصصاً عن عضو برلماني خيالي زُعم أنه يخضع للتحقيق بتهمة الرشوة، واستقال إثر ذلك من منصبه.

لم تتمكن الأدلة الخطية، وهي خطاب من النيابة العامة يؤكد براءته، من تغيير شكوك المشاركين في إدانته إلا قليلاً.

بينما عند تقديم تفسير بديل لاستقالته وهو اتجاهه لتولي منصب آخر، غيَّر المشاركون في التجربة آراءهم.

ويمكنك ملاحظة الأمر نفسه في جرائم القتل؛ حيث يتقبل الأشخاص براءة المتهم بشكل أكبر في حال وجود مشتبه فيه آخر تُوجَّه إليه الاتهامات، حيث يملأ ذلك أكبر فجوة في القصة؛ مَن فعلها؟

iStock\ إعادة صياغة القصة قد تقرب وجهات النظر
iStock\ إعادة صياغة القصة قد تقرب وجهات النظر

إعادة صياغة القضية

غالباً ما يكون تبنِّينا لآراء بسيطة معينة مرتبطاً بشكل قوي مع معتقداتنا التي راقت لنا منذ الصغر، لتحدد كيفية نظرنا إلى العالم.  

لذا، قد تهدد مهاجمة قضية واحدة قناعات شخص ما حول العالم بأَسره، وهو ما يولّد شعوراً يحفز المنطق المدفوع بالعاطفة.

لن تستطيع تغيير الأيديولوجية السياسية لشخص ما بالكامل من خلال مناقشة واحدة، ولكن الاستراتيجية الأفضل هل أن تستأصل القضية المطروحة حالياً وتفصلها عن معتقداته الأشمل، أو توضح له كيف يمكن أن تتماشى الحقائق مع نظرته الكبرى للعالم.

التماس هوية بديلة

إذا فشلت محاولاتك في إعادة صياغة القضية، فقد تحقق نجاحاً أكبر عبر التماس جزء آخر في هوية الشخص الآخر.

فمثلاً الانتماء السياسي لشخص ما لن يحدد هويته بالكامل.

يقول البروفيسور جاي فان بافيل (من جامعة نيويورك)، والذي درس علم أعصاب "العقلية الحزبية": "جميع الأشخاص لديهم هويات متعددة، وقد تصبح أي من تلك الهويات نشطة في أي وقت، بناء على الظروف المحيطة".

من الطبيعي عند الحديث عن السياسة مثلاً أن تكون هويتنا الغالبة هي دعم حزب أو حركة معينة.

ولكن عندما يُطلب من الأشخاص التفكير أولاً في قِيمهم الأخرى، غير السياسية، يصبحون أكثر موضوعية في مناقشة القضايا الحزبية، حيث يتوقفون عن رؤية الحقائق من خلال منظور أيديولوجي.

شجِّع على النظر إلى القضية من منظور خارجي

هناك استراتيجية أخرى بسيطة للتشجيع على التفكير المنطقي والمنفصل، تتمثل في أن تطلب من طرف المحادثة الآخر أن يتخيل موضوع النقاش من منظور شخص آخر في بلد آخر.

كيف يمكن أن ينظر شخص في أستراليا أو آيسلندا، على سبيل المثال، إلى تولّي شخص مثل بوريس جونسون رئاسة وزراء بريطانيا؟

أظهر البروفيسور إيثان كروس (من جامعة ميشيغان) والبروفيسور إيغور غروسمان (من جامعة واترلو في أونتاريو)، أن تلك الاستراتيجية تزيد "المسافة النفسية" عن القضية محل النقاش، وتحدُّ من التفكير المدفوع عاطفياً، ليتمكن المرء من رؤية الأمور بموضوعية أكبر.

كن لطيفاً

يُبدي الناس عادةً سلوكاً منطقياً وعقلانيةً أكبر في النقاشات، واستعداداً أكبر لالتزام حدودهم المعرفية إذا عوملوا باحترام وتعاطف.

في حين يدفعهم السلوك العدواني، على النقيض، إلى الشعور بأن هويتهم مهدَّدة، وهو ما يجعلهم أكثر انغلاقاً وتعصُّباً لأفكارهم.

بافتراض أنك تسعى من خلال النقاش إلى تغيير آراء الناس، وليس الاستعلاء بعلمك أو رأيك، ستقترب أكثر من تحقيق أهدافك إذا تناقشت بلطف وتعاطف بدلاً من التشدد والعدائية، وتأكيد احترام الأشخاص الآخرين، حتى لو كنت تخبرهم ببعض الحقائق الصعبة عليهم.

ولا تنسَ أنك ستحظى أيضاً بقبول المشاهدين واحترامهم، وقد تُغيِّر آراءهم أيضاً.

علامات:
تحميل المزيد