"أشعر بحرقان عندما أتبول"، إذا قلتِ هذا لنفسك أو لطبيبك مؤخراً، فأنت لستِ وحدك. تشعر الكثير من النساء بهذه المشكلة، وهي الأسوأ. يجب أن تحدث أمور قليلة حين تتبولين، وانهمار الدموع ليس واحداً منها.
يتخلص جسدك من النفايات عن طريق بولك؟ صحيح، هل تتساءلين لمَ لا تملك النساء رفاهية التبول وقوفاً، وبهذا يتجاهلن أي جراثيم – حتى لو كانت تبدو غير مؤذية -على مقاعد الحمامات؟ لما لا. لكن إذا كنت منشغلة أثناء التبول لأنك تشعرين بلهيب يخرج من مثانتك فهذا يعني أن لديكِ مشكلة.
لحسن الحظ، أطباء النساء والتوليد لديهم حلول لذلك. لكن إليك الأسباب الثمانية الأكثر شيوعاً للشعور بالحرقان عند التبول، بالإضافة إلى ما عليك فعله حيالها.
لديكِ التهاب في الجهاز البولي
تقول سارة ياماغوشي، طبيبة النساء والولادة في مستشفى جود ساماريتان بلوس أنجلوس، لمجلة سيلف، إن التهاب الجهاز البولي هو أكبر مسبب للألم أثناء التبول. وكما يوحي اسمه، ووفقاً لمؤسسة "مايو كلينك" يحدث التهاب الجهاز البولي حين يصاب أي جزء في مسالكك البولية بالعدوى، وهذا يتضمن الكلى، والحالب، والمثانة، ومجرى البول. ومع ذلك، غالباً ما تكون العدوى في المثانة والإحليل. وتميل النساء للإصابة بالتهاب الجهاز البولي أكثر من الرجال (لأن الإحليل عندهن أقصر).
يحدث التهاب الجهاز البولي حين تصل بكتيريا، وعادة تكون الإشريكية القولونية، إلى المثانة أو الإحليل. والنتيجة هي أعراض مزعجة مثل الرغبة المستمرة في دخول الحمام والشعور بالحرقان عند التبول. وتقول إليسا دويك، أستاذة الطب وطبيبة النساء والولادة في ويستشستر بنيويورك، وبروفيسور طبي في تخصص النساء والتوليد بكلية طب ماونت سيناي: "إذا شعرتِ بحرقان، خاصة في نهاية مجرى البول، قد تكون هذه علامة على التهاب المسالك البولية".
إذا كنتِ فعلاً تعانين من التهاب بالجهاز بالبولي، عليكِ قطعاً الذهاب إلى طبيب يصف لك بعض المضادات الحيوية لوقف العدوى (والألم). ووفقاً لمايو كلينك، لو تركتِ التهاب الجهاز البولي بلا علاج، قد ينتشر ويسبب عدوى في الكلى (وأنتِ بالطبع لا ترغبين في ذلك).
كما أنكِ عرضة لالتهاب الجهاز البولي إن كنتِ قد أصبت به من قبل، أو كنتِ مصابة بالسكري، أو السمنة المفرطة، أو تستخدمين مبيدات منوية أو مانع حمل على شكل كوب، أو لديكِ حصوة في الكلى، أو أي شيء آخر يعوق المسالك البولية. إذا كانت التهابات الجهاز البولي تحاصر جسدك الضعيف، تأكدي من اتباع الإجراءات الوقائية مثل أن تبقي مرتوية، وتنظفي فتحتي الإخراج من الأمام إلى الخلف، وتتبولي بعد ممارسة الجنس.
لديكِ عدوى الخميرة
الشعور بالحرقان غير المريح أثناء التبول هو أيضاً عرض شائع للإصابة بعدوى الخميرة، والتي تحدث، وفقاً لياماغوشي، نتيجة نمو الخميرة المفرط في المهبل. عدوى الخميرة شائعة للغاية، وتصيب وفقاً لمايو كلينك، 3 من كل 4 نساء في نقطة ما في حياتهن، ويختبرها العديد من الناس على الأقل مرتين في حياتهم. كما يصاحبها أغراض أخرى إلى جانب الشعور بالحرقان أثناء التبول، وهي:
- الشعور بالحكة أو الالتهاب في المهبل والفرج
- احمرار الفرج وتورمه
- احتقان المهبل
- وجود طفح جلدي داخل أو حول المهبل
- وجود إفرازات مائية أو إفرازات تبدو مثل الجبن المتكتل عديم الرائحة
يمكن أن تقضي الأدوية المضادة للفطريات على العدوى، ويتوفر منها نوعان، الأول يمكن شراؤه دون وصفة طبية، والآخر يجب الحصول على وصفة طبية لشرائه واستخدامه. لكن يُفضل احتياطياً زيارة الطبيب قبل شراء دواء دون وصفة طبية، خاصة لأن بعض الأمراض المنقولة جنسياً تبدو مثل العدوى المهبلية العادية. ووفقاً لمايو كلينك، إن كنت تصابين بعدوى الخميرة لأربع مرات أو أكثر خلال عام واحد، عليكِ قطعاً زيارة طبيبك الذي سيصف لكِ خطة علاج طويلة.
لتجنب تكرار حدوث عدوى الخميرة، تنصح ياماغوشي بالحفاظ على النظافة الشخصية، وارتداء ملابس داخلية قطنية لإتاحة التهوية (أو على الأقل ارتداء سروال داخلي تتكون القطعة الملامسة فيه للمهبل من القطن)، وتغيير الملابس الداخلية في أقرب فرصة بعد التمرن بدلاً من ارتداء الملابس المليئة بالعرق.
التهاب المهبل الجرثومي
تظهر هذه الحالة وفقاً لدويك عندما تتوقف البكتيريا الجيدة والسيئة عن العمل في مهبلك عن طريق ممارسة الجنس، أو منتجات تستخدمينها، حينئذ تتسبب الحالة في ظهور إفرازات تشبه رائحة السمك، بالإضافة إلى الحرقان عند التبول. ربما لم تسمعي بها من قبل لكن التهاب المهبل الجرثومي هو أشهر عدوى تصيب المهبل عند النساء الذين تتراوح أعمارهن بين 15 عاماً وحتى 44 عاماً وفقاً لمراكز مكافحة واتقاء الأمراض. تتشابه الأعراض كتيراً مع عدوى الخميرة، لهذا فمراجعة طبيب النساء ضرورية. إذ سيجري طبيبك عدة اختبارات ليعرف نوع العدوى التي لديكِ، وإن وجد التهاب المهبل الجرثومي، سيوصي لك بمضادات يمكن أخذها فموياً أو مهبلياً.
قد يكون مرضاً منقولاً جنسياً
يمكن أن تسبب العديد من الأمراض المنقولة جنسياً شعوراً بالحرقان عند التبول إذ أن أحد أعراضها المزعجة (حين تظهر الأعراض أصلاً، لأن أعراض الأمراض المنقولة جنسياً في العديد من الحالات لا تظهر على الإطلاق). وتقول ياغاموشي إن فيروس الهربس الشائع والمنتشر بشدة معروف بالتسبب في ظهور القروح في الفم والمناطق الحساسة، وهو أحد الاحتمالات. لكن الأمراض المنقولة جنسياً الأخرى يمكن أن تسبب التبول المؤلم كذلك، والسبب حسب دويك هو أن "الإحليل والفرج والأنسجة المهبلية تصبح ملتهبة وشديدة الحساسية لذا حين يعبر البول، قد يسبب الشعور بالحرقان".
وتتابع دويك أن بكتيريا المتدثرة الحثرية، وهي عدوى بكتيرية سائدة بين من تقل أعمارهم عن 25 عاماً، والسيلان، وهو عدوى بكتيرية أخرى تظهر كثيراً في هذه الفئة العمرية، يمثلان أسباباً شائعة أخرى. ويمكن أن يقود كلاهما إلى إفرازات غير معتادة مثل إفرازات صفراء أو خضراء اللون، لذا انتبهي لهما أيضاً.
كما أن المشعرات المهبلية، أشهر مرض منقول جنسياً قابل للشفاء، والذي تسببه الطفيليات، يمكن أن ترافقه رائحة كريهة وألم أثناء التبول.
تمزقات مهبلية مرتبطة بممارسة الجنس
يمكن أن يتسبب الألم الحاد والمفاجئ أثناء التبول في شعور بالذعر أن هناك شيئاً غاية في السوء يحدث، لكن هذا ليس صحيحاً دائماً. وتفسر ياماغوتشي: "بعض الخدوش الناتجة عن ممارسة الجنس ربما تسبب بعض الحرقان أو التهيج عند التبول".
للتصدي لهذا الشعور المزعج، تقترح ياماغوتشي سكب ماء دافئ على منطقة المهبل أثناء التبول، وتوضح:
"ستساعد الحرارة في التعارض مع مسارات الأعصاب". أما لتجنب حدوث المشكلة من الأساس، تنصح بالتأكد من أنكِ مغطاة كفاية بالمزلق الحميمي قبل أن يتعرض مهبلك للعلاقة. وإليكِ كل ما تحتاجين معرفته قبل شراء مزلق حميمي للممارسة الجنسية.
التمزقات المهبلية التي لا علاقة لها بممارسة الجنس
تكتشف بعض النساء أنهن يشعرن بالحرقان عند التبول بعد الولادة الطبيعية. نظراً لتمدد كل الأنسجة في المنطقة السفلية بشكل مذهل لإفساح مكان لخروج الجنين، يمكن أن تحدث بعض التمزقات المهبلية وفي منطقة العجان.
لهذا السبب تعتمد العديد من الأمهات الجدد استخدام زجاجات ري العجان، وهي أدوات تسهل سكب مياه دافئة أثناء التبول على جسدك لتخفيف الألم.
تستخدمين منتجات تنظيف نسائية غير ضرورية
تفسر دويك قائلة: "دُفعنا للاعتقاد بأن المنطقة المهبلية شديدة الاتساخ وأن علينا تنظيفها بمزيلات الروائح الكريهة والمعطرات، لكن هذا غير حقيقي. يملك المهبل نظام تنظيف ذاتي جيداً، إذا حافظتِ على اتزان نسبة الحموضة، وأبقيتِ الأمور في نصابها".
لكن استخدامك منتجات مثل الدش المهبلي أو الغسولات المنظفة النسائية، قد ينتهي بك إلى حدوث التهيج الذي يسبب حرقان البول. وتتابع دويك، إذا كانت بشرتك حساسة للغاية، قد يحدث هذا حتى من فقاعات الاستحمام المعطرة.
لست في حاجة حقاً إلى أي شيء سوى صابون رقيق خال من العطر وبعض الماء لغسل فرجك (الأجزاء الخارجية من منطقتك الحساسة)، ولا تحتاجين حتى إلى غسل مهبلك الفعلي (الجزء الداخلي من منطقتك الحساسة). اتركيه ينظف نفسه بسلام من فضلك!
ضمور المهبل بعد انقطاع الطمث
وفقاً لياغاموتشي، يمكن أن يؤدي تغير الهرمونات أثناء فترة انقطاع الطمث (فقد هرمون الإستروجين بشكل أساسي) إلى ظاهرة تعرف بضمور المهبل، أو الضمور المهبلي.
إذ تقل كثافة بشرة الفرج والمهبل، مما قد يسبب شعوراً بالحرقان والالتهاب أثناء ممارسة الجنس، والتبول، وحتى أثناء ممارسة حياتك اليومية.
للأسف، وفقاً لـ"مايو كلينك"، لا تسعى نصف النساء اللاتي يعانين من ذلك إلى العلاج، إما لأنهن فقدن الأمل في الشعور بالتحسن أو لأنهن يخجلن من مناقشة المسألة مع أطبائهن.
لا تكوني واحدة من هؤلاء! إذا كنتِ تمرين بذلك، تحدثي مع طبيبك ليقرر لك إما علاجات هرمونية ربما تساعدك في الأعراض التي تشعرين بها، أو كيف تجدين علاجاً لها.