بشكل عام، وبغض النظر عن الجنس، يتلاعب مريض النرجسية بمَن أمامه للحصول على ما يريد، وفي العموم، يشعر النرجسي دائماً بقيمة ذاته وأهميتها، كما يميل لإبراز تفوقه على من حوله، رغم هشاشة تلك التصورات عن عظمة الذات والتفوق على الجميع.
ولكن، رغم هذا فإن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بين الذكور والإناث، وتتمثل فيما يلي:
يلجأ الرجال إلى تكتيك إعاقة الذات
يستخدم الذكور تكتيك إعاقة الذات من أجل إنقاذ ماء الوجه، وهي استراتيجية استباقية للحماية الذاتية، وتعزيز الذات. ويلجأ الأفراد إلى تلك الاستراتيجية لتجنب المخاطر التي قد تهدد احترام الذات بشكل استباقي.
بمعنى، أن الذكور يحاولون أن يبدوا واثقين من أنفسهم، لكن حينما يخشون من الفشل، فسوف يلجأون إلى إعاقة أنفسهم لتجنب الاضطرار إلى الفشل والشعور بانعدام الكفاءة.
الذكور يبذلون جهوداً مفرطة لتأكيد تفوقهم
يميل الذكور النرجسيون إلى بذل جهود مفرطة لتأكيد تفوقهم على الآخرين. يكون هذا السلوك بدافع السيطرة بشكل صريح والتصرف بطريقة أخرى بما يتماشى مع مصالحهم الذاتية.
ومع ذلك، فإن مثل هذا السلوك من قبل الإناث لا يؤتي ثماره المرجوة. إنهن يسعين إلى تحقيق أهدافهن النرجسية من خلال وسائل أكثر دقة وغير مباشرة وانتمائية تتوافق مع توقعات دورهن الجنسي وضغط القيود الاجتماعية المختلفة.
الأنثى النرجسية تنفق الأموال لأسباب تافهة
حب المال قوي بالنسبة للنرجسيين؛ لأنهم يعتقدون أن المال يمنحهم القوة والسيطرة والنجاح والوضع والهيمنة على الآخرين.
ولكن التصرف في المال مختلف بين الجنسين من النرجسيين، فمن المرجح أن تنفق الإناث النرجسيات الأموال بشكل تافه، بينما الذكور أكثر عرضة للاعتقاد بأن المال يمنحهم القوة والسيطرة على الوضع والظروف، فينشغلون بجمعه بشتى الطرق.
الذكور أكثر استغلالاً
وجد عدد من الباحثين أن الفجوة الأوسع بين الرجال والنساء تكون في الاستحقاق، وذلك عند تحليل ثلاثة جوانب لدى الشخصية النرجسية وهي السلطة، والاستبدادية، والاستحقاق. هذا يشير إلى أن النرجسيين الذكور أكثر عرضة لأن يشعروا بأنهم مستحقون لأشياء معينة ويستغلوا الناس أكثر من النرجسيين الإناث.
الهوس بالمظهر الخارجي أكبر لدى النساء
يؤمن النرجسيون من الجنسين بأنهم جذابون وعادة ما يهتمون بمظهرهم جيداً لجذب الانتباه. في حين أن الذكور تجمع بين جاذبيتهم وسحرهم لتحقيق هدف معين، فإن الإناث يستخدمونه لتحقيق التفوق.
معظم الإناث تميل إلى أن تكون مهووسة بمظهرها مما يؤدي في بعض الأحيان إلى العديد من العمليات الجراحية التجميلية.
الثقة بالنفس.. تختلف بين الجنسين
يشعر النرجسيون بانعدام الأمن العميق في ذاتهم، ولذا يحاولون تغطيته والتغلب عليه بالشعور بالتميز. فيلجأ الذكور لكسب ثقتهم بأنفسهم وتميزهم من داخلهم. أما الإناث، فتكتسب ثقتها وتميزها من المقارنة بالآخرين، وتشعر بالتميز عندما ترى أن لا أحد ممن يحيطون بها يتخطى معايير التميز الخاصة بها.
الأطفال مصدر إزعاج أم امتداد للذات؟
ينظر الذكور النرجسيون إلى الأطفال على أنهم مصدر إزعاج، وغالباً ما يطلبون أن يحظوا هم وليس أطفالهم باهتمام زوجهم أو شريكهم. أما الإناث، فتعتبر الأطفال امتداداً لأنفسهن، حتى عندما يكون الطفل بالغاً، فكل ما ينجزه الطفل من وجهة نظرها ما هو إلا انعكاس لأمومتها المتفوقة.
ويتفق الإناث والذكور في تربية الأطفال في تفضيل طفل واحد، وتركيز كل الجهد والاهتمام عليه، بينما لا يحصل الآخرون على أي اهتمام، فينشأوا غير شاعرين بالأمان.
شريك حياة الشخص النرجسي
إذا كان الزوج نرجسياً، فإنه عادةً ما يخمد شريكته الأنثى، ويثبط من عزيمتها ليجعلها أقل منه قوة كي يتأكد من بقائها معه. أما الأنثى النرجسية، فحينما لا تكون راضية عن شريك حياتها، فإنها تلجأ إلى الانفصال من أجل العثور على شريك أقوى.
طريقة تعامل الأم أثناء الطفولة هي سبب الاختلاف
أرجع مؤلفو الدراسة التي أوضحت تلك الفروق بين الجنسين، السبب في الاختلاف إلى الفشل في الاستجابة العاطفية من قبل الأم. أي أن الأمر له علاقة بالطفولة والاستراتيجية التي تتعامل بها الأمهات مع الأطفال الذكور والإناث والتي تتخذ أشكالاً مختلفة باختلاف الجنس.
على سبيل المثال، تتعامل الأم مع الذكور على أنهم أشخاص مهمون وامتداد لدور الأب، أما الإناث فهن امتداد لها.