يبدو أن التأثير الحقيقي
للحيض على المرأة والمجتمع لا يُستُهان به؛ إذ تشير دراسة جديدة إلى أنَّ آلام
الدورة الشهرية ترتبط بخسارة نحو 9 أيام من إنتاجية المرأة سنوياً في أماكن العمل
والمدارس.
واستطلع الباحثون 32748 امرأة هولندية، تتراوح أعمارهن بين 15 و45 عاماً، لتقييم خسارة الإنتاجية المرتبطة بأعراض الدورة الشهرية.
وقاس الفريق مدة الإجازات من الوظيفة أو المدرسة، وكذلك العمل أو الدراسة أثناء شعور النساء بالمرض، أو ما يُعرف بالمصطلح الإنجليزي "Presenteeism".
آلام الدورة الشهرية تقلل إنتاجية المرأة
وجدت الدراسة، التي نُشِرَت يوم الخميس 27 يونيو/حزيران 2019، أنَّ حوالي واحدة من أصل 7 نساء، أي أقل بقليل من 14%، قد أخذن إجازة من العمل أو المدرسة خلال فترة حيضهنَّ، وقالت 3.5% منهن إنَّ هذا يحدث خلال كل دورة حيض تقريباً.
وقالت حوالي 81% من النساء الهولنديات إنَّهن أقل إنتاجية نتيجة لأعراض الحيض، وفق ما نشره موقع شبكة CNN.
وفي المتوسط، وفقاً للباحثين، تغيَّبت النساء عن العمل أو المدرسة لمدة 1.3 يوم في السنة، بسبب دورتهن الشهرية، وفي المتوسط، تراجعت إنتاجيتهن بمعدل 8.9 يوم في السنة.
وقال ثيودور نيبور، وهو طبيب متخصص في أمراض النساء بالمركز الطبي بجامعة رادبود في هولندا، وهو من ألَّف الدراسة: "أوضحت النساء أنَّهن لم يكنّ منتجات في العمل بقدر ما يمكنهن، فقد احتجن للذهاب إلى المرحاض كل ساعة، أو أُصبن بصداع ولم يستطعن التركيز".
وأضاف أنَّ النساء دون سن الـ21 أفدن بأنَّهن أخذن إجازاتٍ بسبب أعراض الدورة الشهرية أكثر بثلاثة أضعاف من النساء الأكبر سناً اللاتي قلن ذلك.
موضوع ما زال من "المحرمات" الاجتماعية
كانت هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة BMJ Open الطبية، هي الأكبر من نوعها.
ووجدت أيضاً أنه عندما أخذت النساء إجازة مرضية بسبب آلام الدورة الشهرية، أخبرت واحدة فقط من كل 5 صاحب العمل أو المدرسة بالسبب الحقيقي لغيابهن.
والأكثر من ذلك، قالت 68% من المشاركات إنهن يتمنين أن يكون لديهن خيار ساعات أكثر مرونة للعمل أو الدراسة خلال فترة الحيض.
وقال نيبور: "على الرغم من مرور عقدين تقريباً على القرن الحادي والعشرين، إلا أن المناقشات حول (الأعراض) ربما لا تزال من المحرمات، هناك حاجة إلى مزيد من الانفتاح حول تأثير أعراض الدورة الشهرية على العمل، وعلى الشركات أن تكون أكثر انفتاحاً بشأن ذلك مع العاملات لديها".
وقال نيبور إنه يخشى من أن يستخدم بعض أصحاب العمل الإيضاحات الواردة في الدراسة للتمييز ضد النساء، لكنه شدد على أن الرسالة السليمة للدراسة مختلفة تماماً.
وقال إن هناك 1.8 مليار امرأة تحيض في جميع أنحاء العالم، وإن التأثير الحقيقي للحيض لم يُقدَّر حق قدره.
وقال الطبيب: "تسبب الأعراض المرتبطة بالحيض قدراً كبيراً من الإنتاجية المفقودة، والعمل تحت الضغط (Presenteeism) هو أكبر مساهم في الغياب عن العمل".
وتابع: "ومع ذلك، يجب ألا نغفل عن حقيقة أن هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الرجال غير منتجين في مكان العمل".
هل آن وقت إجازة حيض؟
هناك سياسات إجازة الدورة الشهرية في إندونيسيا، واليابان، وفيتنام، وكوريا الجنوبية، وتايوان، والصين، وفقاً لسجلاتٍ صادرة عن Menstrual Health Hub، على الرغم من أنها في كثير من الأحيان من الحقوق التي لا تشعر المرأة أنها يمكن أن تأخذها في أماكن العمل التي يهيمن عليها الذكور.
في أجزاء أخرى من العالم، ظهرت سياسات إجازة الدورة الشهرية أكثر، على أساس كل شركة على حدة.
على سبيل المثال، Coexist، وهي مجموعة مقرها في المملكة المتحدة تستضيف مساحات مجتمعية، تتيح للموظفات اللواتي تقمن بالانضمام إلى سياسة الحيض بأخذ إجازة أو العمل من المنزل أو التفكير في خيارات أخرى، مثل تغيير ساعات العمل الخاصة بهنّ خلال دوراتهنّ الشهرية.
وفي أستراليا، تقوم Victorian Women's Trust، وهي مجموعة مناصرة، بتقديم إجازة مدفوعة الأجر للعاملات في فترات الحيض المؤلمة.
علاجات منزلية تخفف من الآلام
– المكملات الغذائية: تشير بعض الأبحاث إلى أن المكملات الغذائية الطبيعية التي تحتوي على أحماض أوميغا 3، والمغنيسيوم قد تقلل من الآلام.
– تناول الزبادي: فالأطعمة الغنية بالكالسيوم ضرورية جداً للنساء خلال فترة الدورة الشهرية، وكذلك يجب تناول الأطعمة الغنية بفيتامين "د" كالسلمون والرنجة.
– تقليل الدهون وزيادة الخضراوات: تقليل الدهون يقلل من المستويات الكلية للالتهاب في الجسم، ويقلل من آلام الدورة.
– الاسترخاء: ففي حين أن الإجهاد والتوتر العاطفي يزيد من آلام الدورة الشهرية، يمكن للتأمل وتمارين الاسترخاء أن تقلل من شدتها.
– التوقف عن التدخين والكحوليات: فهذه المواد تجعل آلام التشنجات أسوأ بكثير.
– التسخين: عند وضع شيء ساخن على منطقة البطن، أو الاستحمام في حوض ماء ساخن يخف الألم.
– ممارسة النشاط البدني: وخاصة اليوغا.