يحمل الجميع قصةً ما مع الاضطرابات الجوية، ويبدو أنها قادرة على إثارة الأعصاب أكثر من أي شيءٍ آخر، فما قدْر الاضطرابات التي تستطيع الطائرة تحمله؟ وهل كل الاضطرابات تشكل خطورة على حياتك؟
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن تعرف هل يمكن للاضطرابات الجوية أن تُسقط الطائرة؟
تُبنى الطائرات بطريقة تُمكّنها من الصمود أمام الاضطرابات الجوية الكبيرة، وإن كنتَ مررتَ بتجربة تعرُّض طيارتك لاضطرابات من قبل ستجد أن أغلب الطيارين يصنفون هذا المستوى من الاضطرابات على أنها خفيفة أو متوسطة، حسب موقع Stuff النيوزيلندي.
ليس من المرجح تماماً أن تتسبب الاضطرابات في تحطم طائرة ما؛ لذا تظل الإصابة هي أكبر المخاطر التي قد تواجهك، ولذلك من الأفضل أن تُبقي حزام الأمان مثبتاً دائماً احتياطياً في حال حدوث أي مطبات هوائية غير متوقعة.
يفسر ريتشارد توبيانو، وهو رئيس طيارين في خطوط كانتاس الجوية، قائلاً: "بالنسبة للطيارين، تعد الاضطرابات جزءاً من عملنا، وشيئاً لا يجب الخوف منه؛ فالطائرات مصممة للتعامل مع مستويات عالية جداً من الاضطرابات".
تبدو الأجنحة كما لو أنها على وشك الانكسار
صُممت الأجنحة مرنة بشكل كبير، وتخضع الطائرات لاختبارات ضغط شديدة، فبعض الطائرات الحديثة مثل A350 الجديدة خضعت لاختبارات أرضية انثنت فيها أطراف الأجنحة بارتفاع 5.2 متر، وظلت سليمة.
ماذا يفعل الطيارون لتجنُّب الاضطرابات؟
يمتلك الطيارون عدداً من الأدوات المتاحة لمساعدتهم على تجنب الاضطرابات، بما في ذلك الرادار، وتوقعات الطقس الأرضية، ومناقشة الطقس مع الطيارين الآخرين في الجو للمساعدة على تجنُّب المواقع المضطربة.
ويفسر جيوف لوي، أحد طياري خطوط فيرجن أستراليا الجوية، قائلاً: "إذا واجهنا اضطرابات في الطريق، نلجأ دائماً إلى تغيير الارتفاع. ومن بين الإجراءات التي نستخدمها غالباً، تخفيض سرعة الطائرة قليلاً، ولذلك قد تسمع صوت تراجع المحركات قليلاً".
وتحتوي الطائرات الحديثة أيضاً على تقنيات داخلية للتعامل مع الاضطرابات. فعلى سبيل المثال، تمتلك الطائرات من طراز بوينغ 787 تقنية Smooth Ride التي تستشعر الاضطرابات قبل حدوثها بقليل، وتصحح من وضعها تلقائياً بحيث لا يشعر الركَّاب بها.
أين يقع أفضل مقعد في الطائرة؟
الإجابة بسيطة بحسب توني هيل، مهندس هياكل الأسطول خطوط فيرجن أستراليا الجوية، إذ يقول: "أفضل مقعد يمكنك اختياره على متن الطائرة هو الواقع فوق الجناح. فقد ترى الجناح يتحرك؛ إلا أن ما يفعله هو امتصاص الاضطرابات، لكيلا تشعر بها كما هي".
ويوضح هيل أيضاً أنه لا داعي للقلق حيال الضوضاء الغريبة فقد تشعر ببعض الأصوات الخفيفة، مثل الصرير والأنين، وهي صادرة في الحقيقة من الخزانات العلوية وحسب، لكنها ليست إشارة لوجود أي مخاطر.