لا يتطلَّب التواصل الإيجابي بين الزوجين أموراً مكلفة، أو تلك التي تتطلب طاقةً وجهداً بعد يوم عمل شاق وطويل. كل ما يحتاجه الأمر هو بعض الممارسات والكلمات البسيطة التي تمتص تعب النهار وتحافظ على قنوات الحوار مفتوحة بين الشريكين.
قد يقضي الزوج يوماً طويلاً في العمل، وقد تتعدد مسؤوليات الزوجة اليومية بين البيت والعمل والأطفال، فينامان بعد ذلك بعد حوار تضمن حصراً "كيف كان يومك؟" لتكون الإجابة: "بخير"!
لكن هذا الشخص الذي تبني حياة معه أهم بكثير من أن يكون هذا نصيبه فقط من يومك وطاقتك.
هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها التواصل مع زوجك/ زوجتك، بعد يوم طويل من الجهد والعمل:
التواصل الإيجابي بين الزوجين بعد يوم شاق
هناك بعض الطرق والنصائح البسيطة التي يمكن اتّباعها لتحقيق التواصل الإيجابي بين الزوجين حتى بعد نفاد الطاقة:
1- اطرح أسئلة مفتوحة لاستدعاء المحادثة
بعض الأسئلة تكون إجابتها فقط هي "جيد" أو "بخير"، قد نستخدم هذه الأسئلة كإعداد لمحادثة عميقة نودُّ أن نبدأها، ولكن بدلاً من ذلك يُمكننا تخطي هذه الأسئلة والبدء في الحديث مُباشرة.
قبل البدء يجب أولاً أن تسترعي انتباه شريكك إذا كان مُنشغلاً بهاتفه أو بأحد الأجهزة الإلكترونية، انظري إلى عينيه وألقي عليه التحية، أو استخدم لغة الحب وأمسك يديها وقبّلها، بهذه الطريقة يتم الاتصال بينكما بنجاح، الآن أنتما تتحدثان.
بدلاً من الأسئلة المبدئية التي تكون إجاباتها مُختصرة يمكن البدء، كما سبق الذكر، في محادثة مُباشرة، من خلال سؤال مثل "ما هو أفضل جزء خلال يومك اليوم؟" لجعلهم يتذكرون شيئاً جيداً ويتحدثون عنه بحماس.
سؤال آخر يمكنك طرحه مثل "ما المشكلات التي واجهتك اليوم؟" لمعرفة الأزمات التي مرّوا بها.
بعد طرح الأسئلة هنا يأتي الجزء الجزء الأكثر أهمية، وهو الاستماع بكامل تركيزك، ومقاومة الرغبة في التقاط هاتفك، وكتم التلفزيون إذا كان يجب عليك ذلك.
أعطِ كامل انتباهكِ لشريكك لأطول فترة ممكنة للحديث والمشاركة.
2- استخدم لغة الحب
الكلمات ليست هي الطريقة الوحيدة للتواصل مع زوجتك بعد يوم طويل من العمل، وإذا لم تكن لديك الطاقة لممارسة العلاقة الجنسية، فهناك بدائل.
فالعناق طويل يخلق اتصالاً بين الزوجين ويخفف شحنات التوتر.
يمكن أيضاً الاستعانة بالقُبلات للتعبير عن الحب والتواصل، بعد 8 أو 10 ساعات من الافتراق.
يجب التواصل ببعض الحب والحميمية، كمشاهدة التلفاز وأنت تضع ذراعك حول زوجتك، أو حتى لمس القدمين أو الأرجل أثناء تجاوركما واستخدامكما للأجهزة الإلكترونية.
3- استخدم الذكريات
إذا كنتَ لا ترغب في التحدث عن يومك ولا تودّ استرجاع الأحداث المُرهقة مرة أخرى، يمكن في هذه الحالة التحدث عن ذكرى مضحكة أو محبّبة تشاركتما فيها.
يصحبك هذا النوع من المحادثات بعيداً عن الإجهاد اليومي في العمل، ويُعيدك إلى وقت أكثر سعادة، وبالتالي يمنحك طاقة كبيرة تكون في أمسّ الحاجة إليها بعد يوم شاق.
في نهاية يومك، ستشعر بالامتنان لأنك تمكّنت من الحصول على هذا الوقت الجيد مع زوجتك.
4- اذهبا إلى الفراش مبكراً معاً
استرِح من يوم متعب عن طريق الدخول إلى الفراش مبكراً، يُمكنك احتضان زوجتك وأخذ قسط كافٍ من النوم.
وفي نفس الوقت، يُمكنك النوم مُبكراً من بدء يومك التالي مُبكراً لمُشاركة صنع القهوة أو تناول وجبة الإفطار مع زوجتك.
5- ابتسِما دوماً لبعضكما البعض
دعنا نفترض أنك تأتي إلى المنزل في حالة مزاجية سيئة من ضغوط العمل، وعلى الرغم من أننا نميل إلى التخلص من احباطاتنا مع أقرب الأشخاص إلينا، فإنه يجب تذكر أن زوجتك لا علاقة لها بذلك.
لا مانع بالطبع من الحديث معها عن المشاكل التي واجهتك، لكن عليك أن تُقابلها قبل كل شيء بابتسامة.
هذا سيُمكنك من التغلب على هذا المزاج السيئ، وتكون قادراً على التواصل مع زوجتك بطريقة إيجابية.
اكتشف عالم النفس وخبير رموز الوجه، بول إيكمان، أنه إذا ابتسمت بكل من شفتيك وعينيك، حتى لو كانت الابتسامة مزيفة، فسوف يصبح مزاجك أفضل.
ولأننا كائنات اجتماعية وتنتقل إلينا الأشياء الإيجابية والسلبية بالعدوى، فإن زوجتك إذا رأتك مبتسماً فلن تتمكن من مقاومة الابتسام هي أيضاً.
6- ضع قائمة من الطموحات المُشتركة بينكما
ماذا تريد أن تفعل قبل أن تموت، ماذا عن زوجتك؟ يُمكنكما التشارك في تدوين أهدافكما وطموحاتكما واكتشاف كم من الأشياء المماثلة التي تريدان تحقيقها.
هذه الأشياء المُشتركة هي أهداف ترغبان في تحقيقها خلال حياتكما.
بهذه الطريقة يُمكنكما الحلم معاً والتشارك في تحقيق هذه الأحلام، وبالتالي يُصبح بينكما موضوع يومياً تُتابعانه وتتشاركان في الحديث حوله، مما يُعمِّق روابطكما والصلة بينكما.
7- تجنب السلوكيات السلبية خلال وقت التواصل
تُشير الأبحاث المتعلقة بالزواج إلى أن الأزواج السعداء والأصحاء يُظهرون نسبة 5: 1 من السلوكيات الإيجابية إلى السلوكيات السلبية في علاقتهم.
هذا يعني أن هناك خمسة أضعاف من التفاعلات الإيجابية بين الأزواج السعداء مُقارنة بالتفاعلات السلبية.
هذه التفاعلات الإيجابية يُمكن أن تكون:
- الاستماع إلى الشريك
- استخدام الكلمات اللطيفة
- التعبير عن التقدير
- التواصل الجسدي
- المجاملات، وما إلى ذلك
بينما تكون التفاعلات السلبية مثل: رفع الصوت، والشكوى، أو التعبير عن الغضب.
8- التعبير عن المشاعر الإيجابية بحرية
الناس عادةً أسرع في التعبير عن المشاعر السلبية من المشاعر الإيجابية، لكن من الهام لصحة زواجك أن تؤكد لزوجتك مشاعرك الإيجابية، مثل التقدير والمودة والاحترام والإعجاب والموافقة والدفء.
إذا زادت مشاعرك الإيجابية عن مرات شكاواك فسوف تتمكن من جذب انتباه شريكك، أما إذا حدث العكس وتجاوزت شكاواك عدد مرات مشاعرك الإيجابية فسوف تقع انتقاداتك على آذان صماء.
9- التعبير عن المشاعر السلبية بشكل بناء
ستكون هناك أوقات تشعر فيها بالمرارة أو الاستياء أو الإحباط أو الرفض خلال علاقتك الزوجية، وهذه المشاعر تحتاج إلى التواصل من أجل إحداث التغيير، ولكن كيفية التعبير عن هذه الأفكار هي أمر بالغ الأهمية.
فأن تقولي "أشعر بخيبة أمل كبيرة لأنك تعمل في وقت متأخر الليلة" يختلف تماماً عن أن تقولي "من الواضح أنك لا تهتم بأمري أنا والأطفال".
كذلك عند التحدث عن المشاعر السلبية يجب الاستماع دون أن يُصبح الطرف الآخر دفاعياً ويرغب في ردّ الهجوم.
فلكي ينجح الزواج، يجب أن يكون الزوجان قادرين على سماع شكاوى بعضهما البعض دون الشعور بالحاجة للدفاع والتبرير المستمر.