علاقات الصداقة المؤذية والسامة.. ما علاماتها؟ وكيف يمكن إنهاؤها؟

رُبما يكون الأصدقاء هم الأفضل في الحياة، حتى يأتي الوقت الذي يصبحون فيه الأسوأ، وهذا هو الوقت الذي قد تصبح فيه الأمور صعبة للغاية ويحين موعد إنهاء علاقة صداقة أو طلاق الأصدقاء.

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/25 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/25 الساعة 09:03 بتوقيت غرينتش
إذا كان صديقك يضغط عليك أو يقول أشياء عنك وراء ظهرك لا تحبذها أو اكتشفت استغلاله لك مادياً وعاطفياً- فأنت تتعامل مع علاقة صداقة سامة/ istock

رُبما يكون الأصدقاء هم الأفضل في الحياة، حتى يأتي الوقت الذي يصبحون فيه الأسوأ، وهذا هو الوقت الذي قد تصبح فيه الأمور صعبة للغاية ويحين موعد إنهاء علاقة صداقة أو طلاق الأصدقاء. 

فإذا كان صديقك يضغط عليك، أو يخيفك بتصرفاته وعدم وقوفه إلى جانبك في أوقات الاحتياج والشدة، أو يقول أشياء عنك وراء ظهرك لا تحبذها أو اكتشفت استغلاله لك مادياً وعاطفياً- فأنت تتعامل مع علاقة صداقة سامة، والتعامل مع هذا النوع من الصداقات شيء مؤذٍ لك نفسياً وحياتياً بدرجة كبيرة.

أحياناً يكون من الصعب معرفة كيفية التخلص من الأصدقاء السامين، ولكن هناك بعض الطرق والنصائح التي تُمكنك من إنهاء الصداقة السامة بأمان، والتي سنتعرف عليها هنا:

علامات تُخبرك بأنك في علاقة صداقة مُنتهية

هناك بعض العلامات التي تُخبرك بأنك في علاقة صداقة لم تعد ترغب في إكمالها:

  • إذا كنت تخشى فكرة الاتصال بصديقك أو رؤيته.
  • إذا كنتِ تنظرين إلى صفحتها على Facebook أو غيره من المواقع، فتشعرين بأن لديكِ رغبة قوية في ترك تعليقات سيئة.
  • إذا كنت تشاركين بوستات عن الصداقة والوفاء ما كنت تُعيرينها اهتماماً في السابق.

فقد تكون في نهايات العلاقة ولم تعد ترغب في مزيد منها.

حسناً، أنت لست شخصاً سيئاً، أنت فقط تمر بعملية تحوُّل في مشاعرك تجاه هذا الشخص، وهو الأمر الذي نتعرض له طوال حياتنا.

فإذا اتصل بك صديقك تليفونياً ولم تجد نفسك راغباً في الرد، أو أرسل إليك رسالة نصية ولم تجد بنفسك رغبة في فتح رسالته، فهذه علامات تُشير إلى تغيُّر في مشاعرك.

هذه التحولات الودية هي التي تساعدنا على ضبط شبكة صداقتنا، لأنه يكون لديك كثير من الوقت والعاطفة عندما يتعلق الأمر بأصدقائك المُقربين أو أفضل الأصدقاء لديك.

وعدم شعورك بأنك لم تعد ترغب في بذل الوقت أو العاطفة هو علامة على أن هذا الشخص لم يعد مُقرباً منك بالدرجة نفسها.

أسباب إنهاء علاقة صداقة

قبل أن تُحدد الطريقة التي ستُنهي بها علاقة الصداقة، يكون من المفيد أن تحدد لنفسك الأسباب التي تجعلك لم تعد ترغب في أن تكون صديقاً لشخص معين:

فيما يلي، بعض الأسباب الشائعة وراء اختيارك إنهاء الصداقة:

1- تطورتَ كثيراً بعيداً عن هذا الشخص، وتغيرت حياتك، ولم تعُد التزاماتك ولا قِيمك وأفكارك الجديدة مُتوافقة معه.

2- تشعر بأن صديقك أصبح شخصية سامة في حياتك.

3- أصبح الشخص صديقاً إلزامياً، فلم تعد تستمتع به أو تسعى لمُقابلته إن لم يكن مفروضاً عليك في مناسبة ما.

4- يقضي صديقك كثيراً من الوقت في جعل حالتك النفسية سيئة بما يُفضيه إليك من كلام سلبي.

5- اكتشفت أن صديقك مُخادع ويكذب عليك في كثير من الأشياء أو يستغلك.

لا تُعفي نفسك من المسؤولية

رُبما تكون المشكلة داخلك، قد نرى أنفسنا مثاليين من الناحية العملية، ونرى في الآخر كثيراً من العيوب والسلبيات التي يؤذينا بها.

لا شيء يمنعك من الخروج من علاقة لم تعُد تشعر بالراحة بها أو تشعر بأنها تُدمرك وتؤذيك، لكن عليك أن تستغل الموقف لفهم المزيد حول نفسك ومعرفة شيء جديد عنها.

تقول الدكتورة ليزا سكلدينج، وهي عالمة في العلاقات ومعالجة مُشكلات الزواج: "رُبما تُعلمك الصداقة شيئاً عن نفسك، وإذا كان الأمر كذلك، فيجب عليك العمل بجهد أكبر لمحاولة فهم ما قد يكونه هذا الدرس الذي ينبغي فهمه عن نفسك قبل أن تُنهي الصداقة".

من أفضل الطرق للقيام بذلك تدوين مشاعرك، إذ يتيح الأمر مساحة آمنة لإخراج أفكارك دون مناقشتها مع أشخاص آخرين.

والأهم من ذلك كله، ألا تناقش مشاعرك هذه مع الصديق الذي تريد الانفصال عنه، حتى تكون واضحة في ذهنك.

كيف يُمكن إنهاء علاقة صداقة مؤذية؟

نظراً إلى وجود قليل من المعلومات حول كيفية "الانفصال" عن أحد الأصدقاء، لأنه أمر نادراً ما يتم الحديث عنه، فإن معظم الناس لا يعرفون كيفية إنهاء الصداقة.

وهنا سنتعرف على الطرق المفيدة وغير المفيدة في إنهاء الصداقات المؤذية.

طرق غير مفيدة

قبل أن نتحدث عن أفضل الطرق لإنهاء الصداقات المؤذية، من المفيد التفكير في بعض أسوأ طرق الإنهاء. وفي حين أن بعض هذه التكتيكات قد تكون مناسبة بمواقف معينة، إلا أنها بوجه عام ليست استراتيجيات مفيدة وينبغي تجنبها، ومنها:

1- قطع كل طرق الاتصال والتواصل بشكل مُفاجئ وبارد.

2- إظهار العدائية والعدوانية.

3- محاولة الإساءة إلى الشخص مع آخرين ومحاولة تجنيدهم ليصبحوا في صفك أنت.

4- إنهاء الصداقة كتابياً برسالة نصية دون المواجهة بشكل مُباشر.

خطوات صحية لإنهاء الصداقات المؤذية

بشكل عام، هناك بعض الطرق والخطوات الصحية التي يجب اتباعها عند إنهاء الصداقة، ومنها:

1- تقبُّل الواقع

الخطوة الأولى لإنهاء صداقة غير صحية هي الاعتراف بحقيقة أن هذه العلاقة سامة ومُدمرة.

توقَّف عن تبرير سلوكيات صديقك، ويجب إدراك أنك لا تستطيع تغيير صديقك السام أو سلوكه، ولكن يمكنك تغيير سلوكك أنت.

كذلك يجب إدراك أيضاً أن الصداقة خيار، وليس عليك الاستمرار في قضاء الوقت مع شخص غير مناسب لك أو يُدمرك ويؤذيك.

2- حدِّد دورك

كما سبق الذكر، قبل إنهاء العلاقة يجب إلقاء نظرة على المرآة والاعتراف بسلوكياتك غير الصحية أنت أيضاً، ولا تُلقِ الأمر بالكامل على الآخر.

قد يكون من الصعب أحياناً رؤية أخطائنا، لأننا لا نستطيع أن نتجاوز الأذى أو الألم أو الغضب الذي قد نشعر به، لكن إدراك أخطائك ودورك في الجوانب السلبية للعلاقة سيجعل من السهل تحديد هذه الأنماط وتصحيحها، حتى لا تتسرب إلى علاقات أخرى.

3- اختر طريقة

هناك طريقتان يمكن الاختيار بينهما في إنهاء علاقة صداقة سامة، وهما:

– التلاشي التدريجي:

يتضمن هذا التكتيك ترك الصداقة تقترب من نهايتها الطبيعية، عن طريق الحدّ التدريجي من التفاعل الاجتماعي مع الشخص الآخر.

قد يكون التلاشي التدريجي من الصداقة خياراً جيداً إذا كنت خائفاً من المواجهة، أو إذا كان من المحتمل ألا يستمع الصديق أو يتقبل ما تقوله، أو في حالات الصداقة شديدة الإيذاء التي لن ترغب خلالها في رؤية الشخص الآخر مرة أخرى.

بشكل عام، يُجنبك التلاشي من الصداقة مشاعر الأذى، بدلاً من وضع مشاعرك على المحك، فتُظهر لصديقك أنك مشغول للغاية بحيث يتعذر عليه الوصول إليك.

يُمكنك إرسال رسائل نصية بدلاً من الاتصال، وحتى في حالات الاتصال يمكن قضاء وقت قصير بدلاً من استمرار التحدث فترات طويلة، واستخدام الردود القصيرة.

خيار حذف الشخص من وسائل التواصل الاجتماعي أمر متروك لك، وقد يكون من الأفضل عدم اتخاذ هذه الخطوة؛ حيث إنها تسترعي الانتباه فقط إلى حقيقة أنك تحاول الخروج من الصداقة.

إذا اخترت طريقة التلاشي التدريجي فأنت بشكل عام، تقوم بأشياء قد تحدث بشكل طبيعي في تغير إيقاعات حياتنا، الفارق أنك في هذه الحالة اخترت القيام بها عن قصد للخروج من الصداقة.

على الرغم من أن التلاشي من الصداقة قد يبدو أكثر الطرق لطفاً، فإنك قد تواجه صديقك هذا في موقف مُحرج يحاول خلاله تخمين ما يحدث أو لماذا اختفيت فجأة.

لكن على أي حال يكون التلاشي أفضل خيار لديك إذا كانت الصداقة سامة ولا تريد أن تجرح نفسك، أو إذا كنت قد تعرضت للأذى من قبل الصديق، أو إذا كنت لا تهتم بما يكفي لإعطاء تفسير له.

– إنهاء الصداقة رسمياً

تتضمن هذه الطريقة الجلوس مع الشخص وإخباره بأن الصداقة قد انتهت.

قد يكون هذا خيارا صعبا للغاية ويتطلب منك كثيراً من الشجاعة، لكنك قد ترغب في تجربة هذه الطريقة إذا كان التلاشي التدريجي لا ينجح، أو إذا كنت من الأشخاص الذين يفضلون جعل الأشياء واضحة.

لكن هناك بعض الخطوات التي يجب أن تفعلها قبل أن تُقدم على هذه الخطوة، وهي:

– التفكير في الأمر ملياً:

قبل أن تفعل أو تقول أي شيء، اكتب ما تريد قوله، يُعدّ استخدام عبارات "أنا" طريقة فعالة لتوصيل مشاعرك.

إن العبارات التي تبدأ بـ "أنت"، مثل "أنت لا تأتي إلى منزلي مطلقاً"، من المُحتمل أن تخلق صراعاً وشعوراً بالاتهام، وهو أمر من الأفضل تجنبه.

بدلاً من ذلك، جرِّب هذا: "أشعر بالألم لأننا لم نكن نقضي وقتاً طيباً في منزلي"، قد يكون من المفيد، إذا كانت لديك الرغبة في ذلك، إظهار ما كتبته إلى شخص آخر تثق به، مثل أخ أو والد أو صديق آخر.

– اختيار الوقت المناسب

مكان المحادثة وقتها أمران مهمان، جرِّب أن تختار مكاناً مُحايداً، رُبما في مقهى أو حديقة بمنتصف الطريق بينكما، افهم أيضاً أن هذا قد يكون بمثابة صدمة للشخص، لذا تجنَّب إجراء المحادثة في وقت يمكن أن تُفسد فيه مناسبة خاصة له، مثل عيد ميلاده أو بعده مباشرةً.

– اعتنِ بنفسك

تذكَّر أن إنهاء الصداقات، حتى تلك السامة، قد يكون أمراً صعباً، قم بإعداد خطة للأشياء التي يمكنك القيام بها عندما تشعر بالضعف، أو أصدقاء آخرين يمكنك التسكع معهم عندما تحتاج المُشاركة.

4- سامِح صديقك السام

بعد إنهاء العلاقة تأتي خطوة ليست بأقل صعوبة مما سبق، لكن يجب فعلها في نهاية الأمر؛ حفاظاً على صحتك النفسية.

أنت بحاجة إلى أن تغفر في النهاية، فيجب أن تسامح صديقك من قلبك عن كل ما تشعر بأنه فعله معك وتجاهك.

فالمسامحة مفتاح شفائك الشخصي، لا تعني المُسامحة بالطبع نسيان ما حدث، لكن ذلك سيُحررك أنت من الشعور بالأذى أو الدراما والمظلومية بعد الآن.

5- امنح نفسك وقتاً للحزن:

امنح نفسك وقتاً للحزن بعد فقدان الصداقة، فالشعور بالحزن أو الغضب أمر طبيعي تماماً، أما عن مقدار الوقت الذي يستغرقه الشخص في الحزن فهو أمر نسبي وشخصي للغاية ويختلف من شخص إلى آخر.

تحميل المزيد