إذا كُنتِ على وشك الحصول على إجازة صيفية شاطئية، تستلقين خلالها لفترات على الشاطئ وتتعرضين لأشعة الشمس، يجب أن يكون بُصحبتكِ كريم واق من الشمس للحفاظ على صحتكِ وبشرتكِ من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
لكن مهلاً، فيجب العلم أن الكريم واقي الشمس لا يتساوى في جودة صنعه ومكوناته مع جميع منتجات الكريمات الواقية، لذلك يجب عليكِ التعرف على كيفية تحديد مدى جودة الكريم الواقي من الشمس التي ينبغي عليكِ استخدامها، وكيف يُمكنك اختيار الكريم المُناسب، وهو ما ستتعرفين عليه هنا.
لماذا يكون التعرض للشمس ضاراً؟
رغم كون التعرض لأشعة الشمس له فائدة عظيمة، فهي تعمل على تحفيز الدورة الدموية وتصنيع الفيتامين D، لكن أشعة الشمس أيضاً تتكون من موجات مختلفة كل منها له أثر مختلف على البشرة، فهناك:
– الأشعة فوق البنفسجية طويلة المدى UVA والتي تتسبب في ظهور البقع والتجاعيد.
– الأشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى UVB والتي تتسبب في ضربات الشمس، والحروق وحتى سرطان الجلد.
وعلى الرغم من إنه يمكن أن يكون الاستعداد لسرطان الجلد وراثياً، مما يعني أنه ينتقل عبر أجيال العائلة من خلال الجينات، لكن هناك أيضاً أدلة قوية تُشير إلى أن التعرض للأشعة فوق البنفسجي، يمكن أن يسبب سرطان الجلد.
الأشعة فوق البنفسجية قد تعزز سرطان الجلد بطريقتين مختلفتين:
1- عن طريق إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد، مما يتسبب في نمو الجلد بشكل غير طبيعي وتطوير ورم حميد أو خبيث.
2- عن طريق إضعاف الجهاز المناعي وعرقلة دفاعات الجسم الطبيعية ضد الخلايا السرطانية العدوانية.
كيف تعمل واقيات الشمس؟
تساعد واقيات الشمس على حمايتكِ من أشعة الشمس فوق البنفسجية الخطيرة بطريقتين، يعمل البعض منها من خلال تشتيت الضوء، مما يعكسه بعيداً عن جسمكِ، بينما البعض الآخر يمتص الأشعة فوق البنفسجية قبل أن تصل إلى بشرتكِ.
لذلك يكون من الهام التدقيق في اختيار نوع الواقي من الشمس، والذي لا يُعدّ أمراً بسيطاً حالياً كما كان في السابق، يقول ديفيد جيه ليفيل، أستاذ أمراض الجلد والجراحة في كلية ييل للطب في نيو هافن: "بالنسبة لمعظم الناس، فإن محاولة مقارنة واقٍ من الشمس بآخر يمكن أن تكون عملية مُعقدة".
بينما يقول هنري و. ليم ، دكتوراه في الطب، رئيس قسم الأمراض الجلدية في مركز هنري فورد الطبي في ديترويت، إنه على الرغم من أن اختيار أفضل واقي من الشمس هو أمر مهم، إلا أن الأكثر أهمية هو كيفية استخدامه بشكل صحيح، وهو شيء كثير منا لا يفعله".
كيف يمكن اختيار الواقي من الشمس الجيد؟
عند اختيار الكريم الواقي من الشمس يجب الحرص على تواجد بعض المكونات وتوافر بعض المعايير، فالعنصر الأكثر أهمية والأفضل للوقاية من الشمس هو أكسيد الزنك، ويلي ذلك أكسيد التيتانيوم، أيضاً مادة SPF التي ترينها في معظم واقيات الشمس مهمة، وهي الحروف الأولى من" Sun Protection Factor " أي عامل الوقاية من الشمس، تُشير إلى قدرة الكريم الواقي على حجب الأشعة فوق البنفسجية.
كل هذه المكونات أساسية لكي تتمكن من قضاء الوقت تحت أشعة الشمس دون التعرض لأضرار الجلد.
وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية (ACS)، فإن أرقام SPF المرتفعة، مثل SPF50، توفر حماية أفضل ضد الأشعة فوق البنفسجية، قبل بضع سنوات، كان اختيار واقي شمسي جيد يعني أنكِ بحثتِ فقط عن عامل الحماية من أشعة الشمس (SPF)، والذي يقيِّم مدى جودة الحماية من أشعة الشمس ضد نوع واحد من الأشعة فوق البنفسجية المسببة للسرطان، وهي الأشعة فوق البنفسجية UVB.
لكن سرعان ما أظهرت الأبحاث أن الأشعة فوق البنفسجية UVA تخترق الجلد بعمق أيضاً وتُسبب التجاعيد، وتُقدر وكالة حماية البيئة أن ما يصل إلى 90٪ من التغيرات الجلدية المرتبطة بالشيخوخة ناتجة عن التعرض مدى الحياة لأشعة UVA.
فأصبح يجب اختيار واقٍ من أشعة الشمس يُوفر حماية واسعة من UVB وUVA، وتشمل المكونات التي تتمتع بحماية واسعة، البنزوفينونات (أوكسي بنزون)، والسينامينات (سينيل أوكتيل الميثيل وسينوكسات)، سوليسوبنزون، الساليسيلات، ثاني أكسيد التيتانيوم، أكسيد الزنك ، أفوبنزون (بارسول 1789) وإكسامول (ميكوريل SX).
اختيار الواقي من الشمس للأطفال
واقيات الشمس تهيج البشرة الحساسة للأطفال والرضع بسهولة بسبب المواد الكيميائية الموجودة في واقيات الشمس للبالغين، لذا تجنبي استخدام واقيات الشمس التي تحتوي على حمض أمينوبنزويك (PABA) والبنزيفينونات مثل ديوكسي بينزون، أو أوكسي بنزون، أو سوليسوبنزون.
فتستخدم واقيات الشمس للأطفال مكونات أقل عرضة لتهيج الجلد، مثل ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك، فعلى عكس المكونات الكيميائية الأخرى، تحمي هذه المكونات بشرة الأطفال دون أن يتم امتصاصها.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم إبقاء الأطفال أقل من سن 6 أشهر في الشمس لفترات طويلة من الأساس أو خلال الأوقات الضارة، فقد حددت وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة إن قوة الأشعة فوق البنفسجية هي الأقوى من الساعة 10:00 صباحاً إلى الساعة 4:00 مساءً، وذلك خلال أيام الصيف المشمسة، فيجب التأكد من البقاء في الظل خلال هذه الأوقات بالنسبة للبالغين والأطفال.
قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية أو بشرة حساسة من استخدام واقيات الشمس المصممة للأطفال، وإذا كنت تعاني من تهيج الجلد أو الحساسية، فتجنب واقيات الشمس الداخل في مكوناتها الكحول أو العطور أو المواد الحافظة، واستخدم بدلاً منها واقيات الشمس التي تحتوي على مرطبات، طالما أنها تفي بمتطلبات UVA و UVB المذكورة أعلاه.
كيف يمكن استخدام الواقي من الشمس؟
الكريمات الواقية من الشمس آمنة ويمكن أن تحمي بشرتكِ من سرطان الجلد والشيخوخة المبكرة، ومع ذلك، فهي ليست فعالة ما لم يتم استخدامها بشكل صحيح، فيجب اتباع هذه النصائح من أطباء الجلد عند استخدام الكريمات الواقية من الشمس، وهي:
1- اختاري واقياً من الشمس يحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF) يبلغ 30 أو أعلى، كما سبق الذكر، فهو مقاوم للماء، ويوفر تغطية واسعة، مما يعني أنه يحميكِ من أشعة UVA و UVB.
2- ضعي واقياً من الشمس بسخاء قبل الذهاب للخارج، تستغرق بشرتكِ نحو 15 دقيقة لامتصاص واقي الشمس وحمايتكِ، إذا انتظرتِ حتى تُصبحي تحت أشعة الشمس لوضع الواقي من الشمس، فإن بشرتكِ تكون غير محمية ويمكن أن تحترق.
3- يجب وضع واقٍ من الشمس لتغطية جميع أجزاء البشرة المكشوفة، يحتاج معظم البالغين إلى حوالي 1 أونصة، أو ما يكفي لملء كوب زجاجي، لتغطية جسمهم بالكامل، ويجب فرك الواقي من الشمس جيداً على بشرتكِ، وعند وضع الكريم تذكري الرقبة والوجه والأذنين وقمم قدميك وساقيك.
4- لاستمرار الحماية عندما تكوني في الهواء الطلق، أعيدي وضع واقي الشمس كل ساعتين، أو فور السباحة أو التعرق، الأشخاص الذين يتعرضون لحروق الشمس عادةً لا يستخدمون ما يكفي من الواقي من الشمس، ولا يعيدون وضعه بعد أن يكونوا في الشمس، أو رُبما يستخدمون منتجاً منتهي الصلاحية.
تتعرض بشرتكِ لأشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة في كل مرة تخرجين فيها، حتى في الأيام الغائمة وفي الشتاء، لذلك سواء كنتِ في إجازة أو فقط تقومين برياضتكِ الصباحية من خلال المشي بسرعة في الحي الذي تعيشين فيه، فاحرصي دوماً على استخدام واقي الشمس.