هل تتخيّل أنك يجب أن تعمل ليومٍ واحد فقط في الأسبوع؟ ماذا عن عدد ساعات العمل ومدته الكبيرة نسبياً؟ اقرأ ما تنص عليه هذه الدراسة التي نشرت عنها صحيفة The Sun البريطانية.
فقد كشفت دراسة أنَّ العمل يوماً واحداً في الأسبوع يُعتبر مثالياً لصحتك العقلية. لكن قضاء وقت أكثر من ذلك في العمل مقابل أجر لا يقدم أي فائدة إضافية.
من المعلوم أن العمل مدفوع الأجر يعزز احترام الذات ويزيد من الاندماج الاجتماعي، في حين أنَّ العاطلين الذين يعيشون على الإعانات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
ماذا عن عدد ساعات العمل؟
وقد أجرى خبراء من جامعتي كامبريدج وسالفورد دراسة حول العلاقة بين التغيرات في ساعات العمل والرضا عن الحياة لدى أكثر من 70 ألف بريطاني. ووجد الباحثون أنَّ العمل كموظف لمدة تتراوح بين ساعة و8 ساعات أسبوعياً هو "الجرعة الفعالة" التي تقلل خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية بمقدار الثلث.
لكنّ أداء أي أعمال أخرى غير تلك الوظيفة لم يحدث اختلافاً كبيراً.
البريطانيون ربما سيعملون ساعتين فقط في الأسبوع!
قال الباحثون إنَّ البريطانيين ربما يعملون في المستقبل لمدة ساعتين فقط في اليوم أو يحصلون على 5 أيام عطلة أسبوعية للتمتع بصحة مثالية.
في الوقت الحالي، يعمل الموظف بدوام كامل في المملكة المتحدة متوسط عدد ساعات نحو 37 ساعة أسبوعياً.
وفي ظل استمرار تولي الحواسيب والروبوتات وظائف كثيرة، قال الخبراء إنّ النتائج التي توصلوا إليها ربما تؤدي إلى تقليص معدلات التوظيف إلى أدنى حد للحفاظ على صحة الأشخاص.
يقول الباحث الدكتور بريندان بورشل، وهو عالم اجتماع من جامعة كامبريدج: "لدينا قواعد إرشادية لتقدير الجرعات الفعالة لكل شيء بدءاً من فيتامين (سي) إلى ساعات النوم لمساعدتنا على الشعور بالراحة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُطرح فيها سؤال عن العمل مدفوع الأجر".
يضيف الدكتور بأننا جميعاً نعلم أن البطالة غالباً ما تكون ضارة برفاهية الناس، وتؤثر سلباً على الهوية والوضع واستغلال الوقت والإحساس بالهدف الجماعي.
لكن الآن أصبح لدينا فكرة عن مقدار العمل مدفوع الأجر اللازم لاكتساب المزايا النفسية والاجتماعية للعمل، وهو ليس كثيراً على الإطلاق. وقد نُشرت الدراسة في دورية Social Science and Medicine.
5 أيام عطلة في الأسبوع؟
واقترح الباحثون أن يحصل الموظفون في المستقبل على "5 أيام عطلة أسبوعية" أو يحصلوا على إجازة لمدة شهرين لكل شهر عمل.
وقالت الباحثة المشاركة الدكتور دايغا كاميرادي، من جامعة سالفورد: "خلال العقود القليلة المقبلة، سيحل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والروبوتات محل الكثير من الأعمال مدفوعة الأجر التي يؤديها الإنسان حالياً".
ووفقاً لها إذا لم يكن هناك ما يكفي من الوظائف لكل من يريد العمل بدوام كامل، فينبغي علينا إعادة النظر في المعايير الحالية.
فينبغي -وفقاً لها- أن يشمل ذلك إعادة توزيع ساعات العمل، حتى يتمكن كل شخص من التمتع بمزايا الصحة العقلية للوظيفة، حتى لو كان ذلك يعني أن نعمل جميعاً أسابيع أقصر بكثير.