بالرغم من أن المرأة لديها قدرات هائلة على التنظيم والقيادة وإنجاز مهام مختلفة في نفس الوقت وبكفاءة عالية، وبالرغم من تفوقها على الرجل في العديد من المجالات، فإنها لا تزال تكافح بمرارة في حياتها المهنية، دون أن تحرز المراتب التي تستحقها.
فما السبب؟
اقرأ أيضاً
فجوة شاسعة بين الجنسين في فرص العمل
وفقاً لتوقعات العام الماضي للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإننا لا نزال بحاجة إلى 202 سنة لسد الفجوة بين الجنسين في الفرص الاقتصادية في العالم.
وبحسب موقع BBC Mundo التابع لهيئة الإذاعة البريطانية، فإنه على الرغم من الدراسات العديدة التي تتحدث عن الفوائد التي تعود على الشركات من وجود المزيد من التنوع بين الجنسين في القوى العاملة لديها، فإن تحقيق توازن الفرص بين الجنسين يحتاج إلى قرنين من الزمن.
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه: كيف تستطيع المرأة التقدم في حياتها المهنية، متجاوزةً هذه العقبة؟
إلى جانب عدم التساوي في الفرص بين الجنسين فإن هناك عادات سيئة تبنَّتها النساء في حياتهن المهنية، مما ساهم في عدم قدرتهن على التقدم وتحقيق النجاحات.
فيما يلي تطلعنا سالي هيلغسين مدربة القيادات النسائية، على أبرز تلك العادات وطرق التغلب عليها:
اقرأ أيضاً
1. الإحجام عن تسليط الضوء على إنجازاتك الشخصية
تقول هيلغسين إنَّ انتظار الآخرين لملاحظة إنجازاتك ومكافأتك بصورة تلقائية هو مضيعة للوقت، مضيفة أنَّها لا تزال تقابل أشخاصاً كثيرين لا يحبون التحدث عن إنجازاتهم.
عادة، يقدم هؤلاء نوعين من التفسيرات:
الأول هو "أعتقد أنَّه إذا أنجزت عملاً بصورة جيدة يجب أن يلاحظه الناس تلقائياً".
والثاني "إذا اضطررت إلى التصرف كأحمق لكي يلاحظني الآخرون، أفضّل (حينها) ألَّا يلاحظني أحد".
تقول هيلجيسن إن هذه الطريقة في التفكير لا تسهم سوى في تراجعك المهني، ففي الحياة العملية لا مجال للتواضع، أبرزِي قدراتك وتحدَّثي عن إنجازاتك.
كيف يمكن تغيير هذا؟
حدِّدي نقاط القوة الأساسية، واعملي على إبرازها، وحدثي مديرك وزملاءك عنها.
على سبيل المثال إذا كان مديرك لا يدرك حقاً مدى قوة علاقاتك في المؤسسة، قومي بإرسال بريد الكتروني له مرة كل أسبوع، موضحة فيه أبرز العلاقات المفيدة للشركة والتي قمت بتوطيدها بفضل اتصالاتك.
2. الرغبة في إرضاء الجميع
تحذّر هيلغسين من أنَّ ما يمكن أن يكون أسلوباً جيداً للغاية في بداية حياتكِ المهنية قد يصبح عقبة عند محاولة الصعود.
فإذا كنتِ تحاولين إرضاء الآخرين دائماً، فسيكون من الصعب أن تطلبي من الناس توضيحات لاحقاً، أو أن تقولي "لا" لأشياء معينة.
وهذا سيجعل الناس يستغلونك، ولا يحترمون حدودكِ، وسوف تضيعين وقتاً كثيراً.
كيف يمكن تغيير هذا الوضع؟ تقول هيلغسين إنَّه يمكنك البدء بخطوات صغيرة عن طريق وضع حدود.
فكّري جيداً قبل أن تردي بـ "نعم" عندما يطلب منك أحد الزملاء طلبات إضافية ليس من واجبك القيام بها، وبعد التفكير كوني حازمة بالرفض إذا وجدتِ أن طلباتهم لا تصبُّ في مصلحتكِ.
وتذكري أنك تستطيعين أن تكوني لطيفة وودودة مع الآخرين، دون السماح لهم باستغلالك في نفس الوقت، لذا حاولي دائماً الفصل بين اللطف مع الزملاء والأمور العملية.
3. المثالية
تقول هيلغسين: "المشكلة الكبيرة في أن تكوني مثالية هي أنَّها ستمنعك من تفويض العمل لأشخاص آخرين"، مضيفة: كثيراً ما أسمع أناساً يقولون: "من الأسهل إذا فعلت ذلك بنفسي".
أظهرت الدراسات أنَّه في المنظمات، تميل النساء إلى أن يُكافأن لكونهن دقيقات ومُحقّات، بينما يميل الرجال إلى أن يُكافَأوا لكونهم شجعان ويتحملون المخاطرة.
غالباً ما تفضل المرأة القيام بكل الأعمال بنفسها، مما يستنزف وقتها وطاقتها، بينما يفضل الرجال تفويض الآخرين بأعمالهم، غير مبالين بالنتائج التي قد تكون سلبية.
هناك طريقة بسيطة للغاية لمعالجة مشكلة المثالية المستنزفة للوقت والجهد.
حدِّدي أولوياتك، واختاري فقط الأمور المهمة للقيام بها، ولا تخشي توكيل بقية المهام لفريقك، وتذكَّري أن الثقة ستزداد بينك وبين أعضاء الفريق بهذه الطريقة، وأنك ستوفرين الكثير من الوقت والجهد لاستثماره في تطوير موقعك المهني.
حيث ترى هيلغسين أنَّ تعلم المخاطرة وتجنب المثالية هو مفتاح التقدم في الحياة المهنية.
4. معاقبة نفسك على الأخطاء
تقول هيلغسين إنَّ النساء يمِلنَ إلى التفكير أكثر من الرجال في أخطائهن، ويمكن أن يكون ذلك عقبة أمام تقدمهن في مسيرتهم المهنية.
توصي الخبيرة بأن تكوني أقل قسوة مع نفسك، فكري في أنكِ إنسانة مثل البقية، واتركي الأخطاء تحدث.
5. التقليل من الذات
تشرح هيلغسين أن النساء يمِلن في مظهرهن الجسدي وفي اختيار الكلمات إلى أن يُقللن من شأنهن مما هن عليه.
ولا يظهرن بمظهر من لديه سلطة كما لو كُنَّ لا يستحققن أن يكنَّ في المكان الذي وصلن إليه.
هذه السلوكيات الشائعة في النساء تسهم في تقليل فرص تقدّمهن المهني.
توصي هيلغسين: "إذا كنت تحاولين إظهار نفسك كقائدة، فالتزمي بتقديم نفسك على أنَّكِ شخص يدرك قيمته".