كم كوباً من القهوة تشرب يومياً؟ سواء كنت شارباً نهماً أو ممن يتناولون كوباً بين الحين والآخر، ستتحمس لمعرفة أنَّ دراسة جديدة نشرتها دورية American Journal of Clinical Nutrition توصلت إلى أنَّه بإمكانك شرب 5 أكواب من القهوة يومياً دون أي تهديدٍ لصحة قلبك.
كانت بعض الدراسات السابقة أفادت بأنَّ شرب كثير من القهوة قد يكون مفيداً لبعض الجوانب الصحية، مثل تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، إلى جانب زيادة صحة العقل ومستوى الأيض.
وبينما تُظهر هذه الدراسات نتائج صحية إيجابية، تمكنت بعض الأبحاث الأخرى من ربط استهلاك القهوة باختلال توازن مستويات السكر في الدم وزيادة الوزن.
كم كوباً من القهوة يمكن تناوله يومياً؟
أما الدراسة التي بين أيدينا الآن، فقد ركزت على الإجابة على سؤال: كم كوباً بإمكان الإنسان أن يتناوله من القهوة ليحصل على فوائدها دون المساس بصحة القلب والأوعية الدموية؟
بحثت هذه الدراسة المخاطر التي تهدد صحة القلب والأوعية الدموية لدى 347.077 شخصاً من شاربي القهوة، ووجدت أنَّ الشروع في شرب الكوب السادس يومياً يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 22%.
وفي بيان نقله موقع mindbodygreen، قالت مؤلفة الدراسة الطبيبة إلينا هيبونين، التي تعمل بالمركز الأسترالي للصحة الدقيقة: "من أجل الحفاظ على مستوى صحي للقلب وضغط الدم، يجب أن يقتصر تناول الإنسان للقهوة على أقل من 6 أكواب يومياً".
قد تكون هذه الأخبار جيدة إن كنتَ تأمل تناول كوب إضافيٍّ هذا المساء؛ لكن إن لم تكن من مدمني القهوة بعد، فمن المهم أن تنتبه إلى أنَّ القهوة، بعيداً عن فوائدها الصحية المحتملة، لا تناسب الجميع.
فلكل إنسان رد فعل مختلفة= تجاه القهوة، يختلف باختلاف طريقة تمثيل الكافيين في الجسم.
إذ تظهر آثارها بشكل معتدل لدى البعض، حتى إنَّهم قد يخلدون إلى النوم بعد شرب كوب من القهوة مباشرةً، في حين قد تصيب آخرين بالتوتر والتعب خلال اليوم.
ووفقاً لشعورك الجسدي والذهني بعد شرب كوبٍ من القهوة، ستعرف ما إذا كان جسدك يستطيع تحملها بشكلٍ جيد أم لا.
مراقبة نسبة الكافيين
في المقابل، يجب رصد الأطعمة التي تحتوي على كافيين خلال اليوم، لأن شرب كميّة مفرطة منه تؤدي إلى خسارة التركيز الذي لأجله شُربت القهوة، إذ يبدأ الإنسان حينها في الشعور بهياجٍ وعصبيةٍ أكبر.
يحدث ذلك بسبب هرمون الأدرينالين. فعندما يصل الكافيين إلى جسمك، يثير الغدد الكظرية التي تطلق الهرمون في جميع أنحاء الجسم؛ وهو ما يتسبَّب في شعورك بالنشاط والانتباه.
بالطبع هذه حالة مثالية للمواقف التي تستدعي الهروب أو القتال؛ لكنَّ كميةً مفرطة منه قد تتحوَّل إلى شيء سيئ، خاصة إن كنت تعاني القلق.
لماذا يشكّل الكافيين خطراً مزودجاً؟
يمثل الكافيين خطراً مزدوجاً على نومك. فهو يحجب الأدينوزين، وهو العنصر الكيميائي العصبي المسؤول عن إخبار عقلك بأنّك متعب. ويطلق خليطاً من المنشطات في عقلك: الأدرينالين، والدوبامين، والغلوتامات.
لذلك تشعر بعد ابتلاعك لكوبك السادس من القهوة بأنك مليء بالنشاط، لا أنك تشعر بالتيقُّظ وحسب؛ إذ سيمدَُك بالطاقة حتى المساء؛ لكن عند الإفراط فيها، لن يختفي الأثر مع حلول موعد النوم.