الحازوقة عند الرضع مزعجة، ولا يُفهم سببها في كثير من الأحيان. ومع أن الحازوقة أمر شائع لدى الكبار، إلا أنها تصيبنا بالذعر في حال أصيب بها طفل صغير أو رضيع مثلاً.
فهل تؤذي الحازوقة الطفل الرضيع؟ وكيف نعالجها بطريقة سليمة؟
في البداية.. ما هي الحازوقة؟
يمكن تعريف الحازوقة أو الفُواق على أنه انقباض متكرر ولا إرادي لعضلة الحجاب الحاجز، حيث يؤدي انقباض الحجاب الحاجز إلى انغلاقٍ مفاجئ في الحنجرة والحبال الصوتية، ما يدفع الهواء بشكلٍ مفاجئ إلى الرئتين.
وينتج عن ذلك صدور الصوت المصاحب للحازوقة. وعلى الرغم من أن معظم حالات الحازوقة تزول خلال دقائق، إلا أنها قد تستمر لمدة طويلة قد تصل إلى عدة شهور في بعض الحالات النادرة.
ويمكن القول إن الحازوقة التي يستمر حدوثها لأكثر من يومين تدل على وجود مشكلةٍ صحية.
وقبل أن ننتقل لأسبابها.. ما هي أنواع الحازوقة؟
هناك عدة أنواع للحازوقة، منها:
الحازوقة العابرة، وقد تستمر لمدة 48 ساعة كحد أقصى.
الحازوقة المستمرة، وهذه تستمر أكثر من 48 ساعة، وأقل من شهر.
والحازوقة المعندة وهي الحازوقة التي تستمر لمدة شهرين متتاليين.
والحازوقة التي تحدث لفترةٍ معينة قصيرة شائعة ولا تحتاج إلى فحوصاتٍ طبية، أما إذا استمرت أكثر من 24 ساعة فيجب زيارة الطبيب.
كما أنها إذا استمرت خلال نوم الشخص فذلك يوحي إلى وجود مشكلة لديه عضوية وليست نفسية، ويجب عليه زيارة الطبيب لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى حصولها.
أسباب الحازوقة عند الرضع
الارتجاع المعدي المريئي: الذي يحدث لخلل في عمل المصرة أو العضلة العاصرة الموجودة بين المريء وبين المعدة والتي تعمل على منع الطعام من الرجوع من المعدة إلى المريء.
تناول الطعام بكميات كثيرة؛ حيث إن المبالغة في الأكل تضغط على المعدة وتسبب الحازوقة.
ابتلاع الهواء بصورة مفاجئة يسبب الحازوقة، فإن كان طفلك من الذين يأكلون من القنينة، فقد تكون الحازوقة بسببها، حيث إن تدفق الحليب من القنينة أسرع من ثدييك الأمر الذي يجعل الطفل يبلع كمية أكبر من الهواء المصاحب للحليب خلال تدفقه في فمه.
تناول الطعام وهو ساخنٌ جداً؛ حيث إنه يسبب حدوث تغير في درجة حرارة المعدة نفسها.
الحساسية: أحياناً يكون جسم الطفل حساساً لبعض المركبات البروتينية الموجودة في حليبك (أو تغذيتك التي تؤثر على مركباته) أو في الرضاعة الصناعية، هذه الحساسية تؤدي إلى إصابة ابنك بالتهاب المريء اليوزيني، ويتقلص الحجاب الحاجز كرد فعل على هذا الالتهاب وتنتج الحازوقة.
الانخفاض في درجات الحرارة: تجعل عضلات الجسم تنكمش، هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى انكماش عضلات الحجاب الحاجز وإنتاج حازوقة.
وجود بعض العوامل غير الإرادية، ومنها: حدوث التغيرات في الطقس، وتعرض الشخص لصدماتٍ كالصدمات العاطفية التي تساهم في حدوث الحازوقة .
كيف يمكن معالجة الحازوقة؟
إن معظم حالات الحازوقة لا تحتاج إلى علاج وتزول خلال مدةٍ زمنيةٍ قصيرة كما ذكرنا سابقاً، وفي حال استمرارها لفترة طويلة تجدر مراجعة الطبيب.
وتوجد بعض النصائح والطرق التي قد تساعد على التخلص من مشكلة الحازوقة، نذكر منها ما يأتي:
إطعام الطفل من القنينة بزاوية تتراوح بين 35 و45 درجة كي يقلل من بلع الهواء.
إطعام الطفل بكميات قليلة وعلى فترات طويلة بدلاً من أن تكون الوجبة الواحدة دسمة كثيراً.
حافظي على نظافة قنينة الطفل وخضيها جيداً، كي يشرب الطفل حليباً متجانساً.
الضغط بلطف على منطقة الحجاب الحاجز.
الانحناء إلى الأمام قليلاً، بحيث يتم الضغط بلطفٍ على الصدر.
إدخال إصبع اليد إلى الحلق لتحفيز المنعكس البلعومي أو ما يُعرَف برد فعل التقيؤ المصطنع.
أطعميه كمية قليلة من السكر.
دلكي ظهر طفلك، ثبتيه على كتفك وحاولي أن تمسحي برفق ظهره، أو ضعيه على بطنه وافعلي نفس الشيء بظهره.
بعد إطعامه، احملي طفلك على كتفك لمدة 15 دقيقة وابقي رأسه مستقيماً.
وفي حال استمرت الحازوقة لفترةٍ طويلة، قد يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية التي من شأنها أن تساعد على التخلص من مشكلة الحازوقة، وغالباً ما يتم اللجوء إلى استخدام الأدوية في حال عدم قدرة المصاب على تناول الطعام بشكلٍ جيد.
لكن متى عليك زيارة الطبيب فعلاً؟
عليك مراجعة الطبيب في 3 حالات:
إن وجدت أن طفلك يعاني من الارتجاع المعدي المريئي، وإن صحب الحازوقة بعض السعال أو التقيئات والبصق.
إن تداخلت الحازوقة مع أنشطة طفلك الحياتية وباتت تعرقل مجرى حياته.
في حال كانت نوبات الحازوقة تستمر طويلاً.