هناك العديد من الأمراض تتطلب تناول الأدوية مرتين أو أكثر في اليوم، ومع أيام الصيام في شهر رمضان، يتساءل الصائمون الذين يعانون من هذه الأمراض عن كيفية تناولها مع الالتزام بمواعيد الصيام.
لذا فمن الأفضل وضع خطة محددة لتناول الأدوية في رمضان بعد استشارة الطبيب، والتأكد من عدم وجود موانع طبية للصيام.
ونستعرض هنا بعض النصائح عن كيفية ضبط العلاجات في رمضان، والأوقات المناسبة لتناولها
– أدوية القلب في رمضان
كما ذكرنا فمن الواجب استشارة الطبيب قبل بداية شهر رمضان لبيان إمكانية الصيام، ولكن في الأغلب يمكن لمرضى القلب صيام شهر رمضان بصورة طبيعية، إلا في حالة الإصابة بفشل في القلب أو ذبحة صدرية أو جلطة في القلب حديثاً.
وبالطبع، يجب المداومة على تناول الأدوية في مواعيدها، وكما نعلم إن كانت جرعة دوائية واحدة، فمن السهل تناولها في فترة الإفطار. كذلك لا تسبب الجرعتان أي مشكلة، فمن الممكن تناول جرعة أثناء الإفطار والأخرى وقت السحور.
أما إذا كان الدواء أكثر من جرعتين، فيجب استشارة الطبيب لتغيير الجرعات، أو تغيير الدواء ذاته إذا تطلب الأمر.
– أدوية السكري في رمضان
بالنسبة للأنسولين، ففي العادة تكون جرعاته إما حقنة واحدة أو اثنتين يومياً، وتكون قبل الطعام، ولذا فالوقت المناسب لتناول جرعة الأنسولين قبل الإفطار وقبل السحور، وهذا لا يسبب مشكلة.
أما بالنسبة لمرضى السكري من النوع الثاني، فيتناولون أدويتهم عن طريق الفم، للتمكن من خفض نسبة السكر في الدم، ومن هذه الأدوية:
* الميتفورمين: ولا يسبب هذه الدواء انخفاض نسبة السكر كغيره من الأدوية، ويوصى بإعطاء ثلثي الجرعة قبل تناول طعام الإفطار مباشرة، وثلث الجرعة الأخير قبل السحور.
* سلفونيل يوريا: يؤدي هذا الدواء إلى انخفاض معدل السكر في الدم، ولذا لا يفضل استخدامه أثناء الصيام.
– أدوية ضغط الدم المرتفع
يجب أن يستشير مرضى ضغط الدم المرتفع أطباءهم قبل صيام الشهر الكريم، وفي حالة إصابتهم بمرض السكري وأمراض القلب أيضاً، فيُنصح بإفطارهم في رمضان.
ولكن في حال الصيام، يمكن ضبط مواعيد الدواء خلال ساعات الإفطار في رمضان، مع مراعاة نصائح التغذية التي يقدمها لهم الأطباء.
– أدوية المضادات الحيوية
تختلف جرعات المضادات الحيوية على حسب الحالة المرضية، وإما أن تكون جرعة أو اثنتين أو ثلاث جرعات يومياً، ويمكن ضبطها كالآتي:
* جرعة واحدة: ويمكن تناول تلك الجرعة في فترة الإفطار، وإن كان من الضروري تناولها مع الوجبات، فيمكن أن تكون مع وجبة الإفطار أو السحور.
* جرعتان: يمكن أن تكون الجرعة الأولى في وقت الإفطار، والثانية مع السحور، أو حسبما يوصي الطبيب.
* ثلاث جرعات: إذا كنت تتناول مضاداً حيوياً بثلاث جرعات يومياً، مرة كل 8 ساعات، فيمكنك استشارة الطبيب في إيجاد بديل مناسب، كي تتناوله جرعة أو جرعتين فقط يومياً.
– أدوية مرض الصرع
تتميز أدوية الصرع بمفعولها الطويل، مما قد يسمح بتناول جرعة واحدة فقط حسب وصف الطبيب.
أما بالنسبة لمن يتناولون جرعتين من الدواء، فيمكن أن يبدل الطبيب الموعد إلى ما بعد الإفطار وقبل السحور مع مراعاة عدم حدوث سمية.
وبالطبع، إذا أصيب المريض بنوبة صرع خلال ساعات الصيام، فلابد أن يفطر المريض لتناول دوائه.
– الأدوية المسكنة للألم
قد يحتاج البعض إلى استخدام المسكنات لتقليل الألم أو للحد من الصداع أو آلام الأسنان، وما إلى ذلك. ويفضل أن تؤخذ تلك الأدوية بعد تناول الطعام كي لا تضر المعدة.
بعض الأخطاء الشائعة عند تناول الأدوية في رمضان
– تغيير جرعات الدواء دون استشارة الطبيب
فالبعض يلجؤون لمضاعفة الجرعة لتناول الدواء مرة واحدة بدلاً من مرتين كما كان معتاداً قبل الصيام، بحيث يتمكن من جمع جرعاته معاً في فترة الإفطار. ولكن مضاعفة الجرعات قد يكون لها مفعول سمي، أو أن مفعول الجرعة ينتهي في وقت محدد حتى مع مضاعفتها.
– تغيير مواعيد الدواء من تلقاء نفسك
قد يكون موعد الجرعة المعتاد قبل شهر رمضان قبل تناول الطعام بنصف الساعة على سبيل المثال، فيلجأ المريض من تلقاء نفسه إلى تغيير الموعد إلى بعد تناول الطعام في رمضان، مما قد يقلل من فاعلية الدواء، وإمكانية امتصاصه.
– جمع الأدوية معاً في وقت واحد
هناك بعض المرضى يتناولون الأدوية موزعة طوال اليوم قبل رمضان، ومن تلقاء أنفسهم يجمعونها في وقت الإفطار والسحور، وقد تتفاعل الأدوية ويثبط أحدها من مفعول الآخر، أو ربما تزداد الآثار الجانبية.
– تقليل الزمن بين الأدوية
قد يلجأ بعض المرضى من تلقاء أنفسهم لتقليل الفترة بين جرعات الدواء التي يتناولها ليتمكن من إنهائها في الفترة بين الإفطار والسحور، ولكن قد يؤدي تقليل هذا الفاصل إلى زيادة تركيز الأدوية في الدم، مما قد يسبب السمية.