إذا كنت تملك حس الدعابة فأنت مؤهل لأن تكون قائداً ناجحاً.. كيف ذلك؟

بأغلبية ساحقة، يتسلم  فنان كوميدي شهير، ليست لديه أي خبرة سياسية، رئاسة  أوكرانيا، فهل يتمتع الكوميديون فعلاً بمهارات قيادية أفضل من غيرهم؟

إن كُنت قد تصفّحت قسم الكوميديا على نتفليكس مؤخّراً، فربما تكون قد لاحظت العرض الهزلي الأوكراني "Servant of the People"، الذي يُنتخب فيه مُدرّس تاريخ عادي، على نحو غير مقصود، رئيساً لأوكرانيا.

وفي تحوّل غير عادي للأحداث، انتُخب نجم العرض الكوميدي، الممثل فولوديمير زيلينسكي، ليصبح الرئيس المقبل لأوكرانيا.

لا شك في أن زيلينسكي هو كوميديان شهير، ولكن هل لديه حقّاً ما يلزم لقيادة البلاد؟

ما هي المهارات القيادية التي يتمتع بها القائد الناجح؟

العديد من الدراسات تؤكد أن أولئك الذين يتمتعون بحس الدعابة هم مؤهلون بشكل أكبر لتسلّم مناصب قيادية، بحسب موقع Think Big الأمريكي.

إليك 8 طرق يمكن للقادة من خلالها استخدام الفكاهة على نحو مفيد في عملهم:

1-  تكوين "فريق"

لا شك أن القادة المتميزين يحتاجون لفريق مميز يساندهم، فتميز فريقك هو انعكاس لمهاراتك القيادية بكل تأكيد.

وقد تبيَّن أن استخدام الفكاهة يقوِّي التضامن بين الزملاء، وبإمكان القادة الناجحين استخدام الدعابة لتعزيز روح الفريق.

2- تخفيف ضغط العمل

قد لا يكون الضحك هو العلاج الأفضل دائماً، ولكن إذا أراد القادة تحفيز أتباعهم المرهقين من ضغط العمل، فربّما تؤدّي المزحة التي تُلقى في موضعها المُناسب هذا الغرض.

حيث إن استخدام الفكاهة يُقلِّل من الملل ويرفع من طاقة الفريق.

وهذه خدعة بارعة للقادة، ليس في أماكن العمل الرسمية فسحب، بل يستخدم قادة مجموعات التدريبات الرياضية حسَّ الفكاهة لتحفيز المشاركين، مما يجعلهم يشعرون بحماس التمرين لفترة أطول.

3- سهولة تقبل النقد

كثيراً ما يتعيّن على القادة توجيه الانتقادات دون تنفير أتباعهم.

والطريقة السهلة الفعّالة لإنجاز هذه المهمّة هي أن تعبِّر عن النقد بطريقة خفيفة.

وهذا مفيد بشكل خاص إذا كان القائد يرغب في أن تكون علاقته مُنسجمة مع أعضاء فريقه.

4- الموازنة بين القوّة والتأدّب

يعتمد القادة على احترام أعضاء فريقهم لهم، لكن سيحظى القادة باحترام أكبر في العمل إذا كانت إملاءاتهم لأعضاء الفريق مؤدبة وخالية من لهجة الأمر.

واستخدام الفكاهة طريقة عظيمة لاتّخاذ مكانتك كقائد للفريق من دون أن تُذكِّر الجميع بطريقة وقحة أنك المسؤول، وأنهم ليس لهم خيار إلا اتّباعك.

5- تفتيت حالة التوتّر

حتّى مع أفضل القادة تحدث أخطاء، وأحياناً تتصاعد التوتّرات.

وبصفتك قائداً يكون لديك خياران، إما أن تظل مُحافظاً على الثبات والإطاحة بالتمرّد، أو تلقي نكتة وتُخفف الحالة المزاجية، وتُفتت حالة التوتّر في المكان.

استخدام الكوميديا بهذه الطريقة يُخفف من حدّة الخلاف ويحسّن الحالة المزاجية للجميع.

6- إظهار حُسْن النيّة لأعضاء فريقك

تقريباً، الجميع يرغبون أن يكونوا محبوبين، لكن عندما يتعلق الأمر بالقادة قد يجدون صعوبة في حصد الشعبية الواسعة.

إلا أن الدراسات تُظهر أن الفكاهة ليست من شأنها فحسب تشجيع الأتباع على التفكير بشكل إيجابي بشأن شخص ما، بل إنها أيضاً تكبح المشاعر السلبية تجاههم.

لذلك من المفيد استخدام حسّ الدعابة لتكون قائداً محبوباً.

7. تعزيز الإبداع

تأتي الفكاهة بأشكال متعددة، لكن هناك نوع شائع من المزاح ينطوي على مزيج غير متوقع من الأفكار التي قد تكون خلاقة ومفيدة لبيئة العمل.

إن إحدى نتائج الجمع بين الأفكار المنفردة بهذه الطريقة هي زيادة مستويات الإبداع في المجموعات، مما يجعل الفِرق أكثر إنتاجية وابتكاراً.

8. المنفعة الصحية

نشعر جميعاً بالتحسن بعد الضحك الجيد، لكن فوائد الضحك الجيد تتخطّى مجرّد إبهاجنا.

جسدياً وعقلياً، والفكاهة هي نقيض التوتر؛ الضحك يخفض ضغط الدم، ويزيد من الدورة الدموية، ويقلل من توتر العضلات والألم، ويعزز جهاز المناعة.

إذاً، ماذا يعني هذا بالنسبة للقادة الطامحين؟

توقيت المزاح لن يحول قائداً فظيعاً إلى مدير تنفيذي استثنائي، ولكن تبيّن أنه إذا استخدم القادة الفكاهة بعناية، يمكنهم تحويل الضحك إلى أصوات في الانتخابات، والقهقهات إلى روح الفريق.