يتشتت انتباهك باستمرار؟ تعلّم كيفية تقوية التركيز بطرق بسيطة

تريد أن تزداد إنتاجيتك، وتحقق أهدافك، لتنهض بمستقبلك الوظيفي، عليك إذن تعلّم كيف تقوي تركيزك وذاكرتك وتقضي على الإلهاءات.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/18 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/18 الساعة 12:57 بتوقيت غرينتش
هناك العديد من الاستراتيجيات المختلفة التي يمكن أن تساعد في تقليل عوامل اللهو والتوتر، وتحسين التركيز/ istock

تريد أن تزداد إنتاجيتك، وتحقق أهدافك، لتنهض بمستقبلك الوظيفي، عليك إذن تعلّم كيفية تقوية التركيز والذاكرة ووصع حد للإلهاءات.

الإلهاءات في بيئات العمل الحديثة لدينا كثيرة؛ لذا فإنّ تعلم كيفية تقوية التركيز في وسط مليء بالثرثرة أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح.

هناك عديد من الاستراتيجيات المختلفة التي يمكن أن تساعد في تقليل عوامل اللهو والتوتر، وتحسين التركيز.

لا تؤتي جميع الطرق النتائج نفسها للجميع، ولهذا السبب أردنا معرفة ما إذا كان هناك دعم علمي لبعض هذه الاستراتيجيات.

كيف تتم عملية التركيز؟

يكون العقل في حالة استقبال دائم للمعلومات، وهو ما يفرض عليه اختيار ما يجب الانتباه إليه وما تجب تصفيته.

يسمي علماء الأعصاب هذا "الاهتمام الانتقائي"، ويأتي في شكلين مختلفين:

1- التركيز الطوعي

وهو التركيز من أعلى إلى أسفل والموجه نحو الهدف. إنه مسؤول عن رؤية الصورة الأكبر ويستخدم تجاربك السابقة لاستكشاف الأشياء. ويحدث عندما تدرس للامتحان أو تحاول حل مشكلة صعبة.

2- التركيز القائم على التحفيز

عندما يستحوذ شيء من حولك على انتباهك، فأنت تعاني التركيز من أسفل إلى أعلى، وحينها تنتبه إلى ما يحدث. ويحدث عندما تسمع ضوضاء عالية، أو تسمع صوت هاتفك.

المشكلة هنا، أنه عندما تؤدي إحدى مهامك التي تعتمد على التركيز الطوعي، قد يرن هاتفك، أو تسمع عراكاً في الشارع فيأخذ هذا أولوية التركيز، ويكون من الصعب العودة إلى مسارك الأول.

كيفية تقوية التركيز

أولاً: التأمل

أظهرت الدراسات أن التأمل يمكن أن يغير من دماغك عن طريق تقليل مستويات التوتر، وهو ما يؤدي من ثم إلى تحسين الصحة العقلية وتحسين عملية صنع القرار.

وجدت دراسة نشرت في عام  2018 بمجلة Nature، أن التأمل يرتبط بزيادة الأداء في عدد من المهام الإدراكية، وهو ما يؤدي إلى مزاج أفضل، وتحسين القدرة على معالجة المعلومات العقلية، وطبعاً التركيز.

ثانياً: كتابة قائمة المهام

تعج عقولنا بالأفكار والخطط والمهام الواجب تنفيذها ومجموعة متنوعة لا تنتهي من الأشياء التي من المؤكد أننا لا نريد نسيانها، ولذا فالقوائم ضرورية للحفاظ على كل شيء محسوباً.

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، تعد كتابة كل شيء في قائمة طريقة رائعة لتحليل الأشياء بطريقة موضوعية، حتى تتمكن من تحديد أولويات النهار.

أن تكون قادراً على جدولة الأشياء جيداً، وتفويض بعضها إلى أشخاص آخرين، ومعرفة الوقت المناسب لتنفيذ كل مهمة، سوف يبقي يومك مركّزاً ومنتجاً.

وكي تكون قائمتك ذات فاعلية، يمكنك اتباع الآتي:

– اكتب القائمة في الليلة السابقة

هذا يعني بداية اليوم على استعداد بالفعل لما يمكن توقعه وما يجب إنجازه. تتجنب معها فوضى الصباح، وتكون قادراً على التعامل مع كل ما يأتي إليك.

– تعيين تقديرات الوقت

رؤية مقدار الوقت الذي تتطلبه كل مهمة للانتهاء أمر ذكي، وبذلك يمكنك اتخاذ قرارات واقعية بشأن ما يمكنك فعله حقاً.

ثالثاً: ممارسة الرياضة

أثبتت الأدلة العلمية المستندة إلى أساليب التصوير العصبي على مدى عقد كامل، فاعلية النشاط البدني في تحسين الصحة المعرفية للإنسان.

وفقاً للدكتور جون راتي، الذي ألف كتاباً عن تأثير التمارين على الدماغ، تزيد التمارين تركيزك لمدة ساعتين إلى 3 ساعات بعد الانتهاء من التمرين.

على المدى الطويل، يمكن أن تساعد الرياضة على تأخر الشيخوخة ومرض الزهايمر.

رابعاً: تنظيم مكان العمل

الفوضى من حولك يمكنها تشتيت انتباهك، وصرف تركيزك، فلا تستهين بتلك الأشياء المبعثرة على مكتبك، وفي غرفة عملك.

تُظهر الدراسات الاستقصائية أن الشخص العادي يفقد ساعة في اليوم بسبب عدم التنظيم، وهو أكثر بكثير من الوقت الذي تستغرقه لتنظيم المكان وترتيبه.

وقد اكتشف الباحثون أن وجود الفوضى يقلل من قدرة الدماغ على تركيز ومعالجة المعلومات، ويعمل على تشتيت العقل بشكل مفرط.

خامساً: قسط من الراحة

لا يمكن أن تعمل أدمغتنا باستمرار بنفس الاحترافية والتركيز، ولذا تساعد فترات راحة قصيرة على تحسين التركيز على مدى فترات طويلة من الزمن.

فعند مواجهة مهام طويلة، فمن الأفضل فرض فترات راحة قصيرة على نفسك. سوف تساعدك فترات الراحة الذهنية القصيرة على الاستمرار في التركيز على مهمتك.

يمكن أن تكون الاستراحة أي شيء، مثل السير لمسافة قصيرة، أو الاستسلام لأحلام اليقظة، أو حتى العبث قليلاً.

الهدف من تلك الاستراحة القصيرة هو الانفصال عن مهمتك وتغيير ما تفعله. وبذلك، تعطي عقلك فرصة لإعادة الشحن حتى تتمكن من العودة إلى ما كنت تفعله منتعشاً.

سادساً وأخيراً: مضغ العلكة

أظهرت الأبحاث أن مضغ العلكة يزيد من تدفق الأكسجين إلى أجزاء الدماغ المسؤولة عن الانتباه. كما أنه يحسن الذاكرة على المدى الطويل، ويضخ القليل من الأنسولين بالدم، وهو ما يساعد في إعطاء عقلك جرعة طاقة إضافية.

تحميل المزيد