الأذن الداخلية مسؤولة عنه ويسوء بتقدم العُمر.. كيف تتوازن أجسامنا؟

نمشي ونتحرك ونقف، ولا نفكر في كيفية حدوث ذلك دون الشعور بالدوار أو السقوط. تستقبل أدمغتنا العديد من المعلومات من أدمغتنا كي تحافظ على التوازن.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/09 الساعة 13:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/09 الساعة 13:49 بتوقيت غرينتش
كيف تتوازن أجسامنا؟

نمشي ونتحرك ونقف، ولا نفكر في كيفية حدوث ذلك دون الشعور بالدوار أو السقوط. وبينما لا نفكر في ذلك، تستقبل أدمغتنا العديد من المعلومات من عدة أنظمة معقدة في الجسم كي تحافظ على التوازن.  

ولكن في بعض الأحيان قد نعاني من الدوار أو اختلال التوازن، فما السبب وراء ذلك؟

إذا كنت تبحث عن الإجابة، فسوف تجدها هنا، كما ستجد بعض الحقائق الغريبة عن التوازن

للأذن دور هام.. ليس في التوازن فقط

بحسب ما نشره موقع Livescience؛ أن هناك دراسة أظهرت امتلاك الإنسان الأول لحاسة سمع مختلفة بشكل ما عن قدراته السمعية الحالية؛ وقالت الدراسة أيضاً إن أذني الإنسان الأول وحاسة السمع الخاصة به كانت تشبه تلك التي لدى القردة العليا "الشمبانزي" تحديداً.

وتلك القدرات السمعية كان لها دور كبير في بقاء الإنسان؛ إذ امتلك حساسية كبيرة لتمييز الأصوات ذات الترددات العالية؛ والتي عادة ما تصدر عن محادثات البشر؛ وهو ما ساعده في التقاط الأصوات من مسافات بعيدة.

كما استطاع التمييز بين أصوات الضواري -مصدر الخطر- وأصوات أقرانه من البشر.

نموذج للأذن البشرية

ولا يقتصر دور الأذن على السمع فقط، ولكنها تساعد على التوازن أيضاً. حيث يساعد الجهاز الدهليزي على التوازن ويسمح برؤية ثابتة خلال حركة الرأس. والجهاز الدهليزي عبارة عن عضو صغير يوجد في الأذن الداخلية.

يرسل الجهاز الدهليزي إشارات إلى الدماغ تساعد توجيه نفسك وتحافظ على الاتزان. فداخل دهليز الأذن يوجد تكوينان يسميان القُريبة والكُييس يراقبان الحركات الخطية لرأسك، ويكتشفان الجاذبية. الهياكل الأخرى، التي تشكل حلقات وتحتوي على سائل، تراقب دوران رأسك.

يسمى هذا السائل endolymph، وحركة هذا السائل أثناء السير، أو السباحة، أو الاستلقاء، أو التأرجح ترسل إشارات إلى الدماغ حول المكان داخل البيئة المادية، وبالتالي تساعد في الحفاظ على التوازن والامتناع عن الدوار.

كذلك ترسل حركة endolymph في الأذن الداخلية أيضاً إشارات إلى الجزء من الدماغ الذي يتحكم في تدفق الدم. على سبيل المثال، عندما تنتقل من الاستلقاء إلى الوقوف، تحفز هذه الإشارات عقلك على تعويض هذا التغيير، وترسل الدم إلى المناطق المناسبة في جسمك والتي لن تحصل تلقائياً على الدم بسبب الجاذبية.

عندما لا يعمل النظام الدهليزي بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى حدوث تغييرات ومشاكل في جريان الدم، بالإضافة إلى مشاكل في الاتزان.

العضلات والمفاصل والجلد لها دور في التوازن

تساعد المستقبلات الحسية في العضلات والمفاصل والأربطة والجلد على إخبار الدماغ بمكان وجود الجسم في الفضاء. وتسمى هذه الحالة استقبال الحس العميق Proprioception وتوضح الوضع النسبي لأجزاء الجسم.

هذه المستقبلات، مثل تلك الموجودة في أسفل القدمين أو على طول الظهر، حساسة للضغط أو التمدد. على سبيل المثال، فإن المستقبلات في الرقبة يمكنها أن تخبر الدماغ عن الطريقة التي يدير بها الرأس، ويمكن للمستقبلات في الكاحلين أن تخبر المخ كيف يتحرك الجسم بالنسبة إلى الأرض.

التوازن يزداد سوءاً مع تقدم العمر

مع تقدم العمر، يشهد الإنسان تأخراً في الأنظمة الثلاثة التي تبقيه في حالة توازن، وهي الرؤية، والجهاز الدهليزي، واستقبال الحس العميق.

هذه العيوب، جنباً إلى جنب مع انخفاض قوة العضلات والمرونة، تجعل كبار السن أكثر عرضة للسقوط.

قد تشعر بالحركة بينما أنت ثابت

قد تشعر بالحركة بينما أنت ثابت، وتسمى هذه الحالة الحركة الذاتية الوهمية، وبالطبع قد تسبب لصاحبها بعض الارتباك لوجود تعارض بين المعلومات الحسية الواردة من مصادر مختلفة.

فعلى سبيل المثال، قد تكون جالساً في القطار المتوقف، وفجأة عندما تنظر من النافذة تشعر بتحركه على الرغم من عدم انطلاقه بعد. يحدث هذا لأن جزءاً كبيراً من مجال البصر قد بدأ بالتحرك عندما يرى قطاراً آخر يتحرك في عكس الاتجاه.

هنا تخبرك رؤيتك أنك تتحرك، لكن المستقبلات الحسية في جسدك تخبرك أنك ثابت لأنها لم تشعر بأي اهتزازات من القطار.

يمكن ربط الصداع النصفي بمشاكل التوازن

يعاني حوالي 40% من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي من الدوار أو مشاكل في التوازن، والتي يمكن أن تصاحب الصداع النصفي أو تحدث في وقت منفصل تماماً.

تُعرف الحالة باسم الدوار المرتبط بالصداع النصفي، وسبب هذه الحالة غير معروف، لكن من الممكن أن يؤثر الصداع النصفي على إشارات المخ، وهذا بدوره يبطئ من قدرة الدماغ على تفسير المعلومات الحسية من العينين والأذن الداخلية والعضلات، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار.

نظرية أخرى هي أن الدوخة تنتج عن إطلاق بعض المواد الكيميائية في المخ والتي تؤثر على الجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن.

يشعر بعض الناس بإحساس اهتزاز لعدة شهور بعد ركوب القارب

من الشائع للأشخاص الذين كانوا على متن قارب أن يشعروا أنهم ما زالوا يتمايلون ويتمايلون حتى بعد أن تطأ أقدامهم الأرض مرة أخرى، وعادة ما يختفي هذا الإحساس في غضون ساعات أو أيام قليلة.

لكن بالنسبة لبعض الناس، فإن الإحساس بأنهم لا يزالون في البحر يستمر لأشهر أو سنوات. ويقال إن المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض يعانون من متلازمة Mal de debarquement.

وتعرف هذه المتلازمة بأنها اضطراب نادر غير مفهوم يحدث في النظام الدهليزي ينتج عنه إدراك وهمي للحركة الذاتية يوصف عادة بأنه هزاز. تميل الأعراض إلى التفاقم عندما لا يتحرك المريض، على سبيل المثال، عند النوم أو الوقوف ساكناً.

ليس من الواضح لماذا يصاب بعض الناس بهذه المتلازمة، لكن إحدى الفرضيات هي أن الشخص الذي يعاني من هذه الحالة لديه تغيرات في نشاط الدماغ، مما يجعله قادراً على التكيف مع الحركة غير المألوفة للمحيط عندما يكونون في البحر ولكنهم غير قادرين على التكيف بمجرد توقف هذه الحركة.

الجهاز العصبي المركزي قد يكون مسؤولاً عن الدوار

عندما يكون الجهاز العصبي المركزي مسؤولاً عن الدوار، فحينها يسمى "دوار مركزي". والصداع النصفي يعد السبب الأكثر شيوعاً للدوار المركزي، ومع ذلك هناك مشاكل عصبية أخرى يمكن أن تؤدي إلى الدوار مثل التصلب المتعدد، كما يمكن أن تؤدي إصابات الرأس، مثل الارتجاج، إلى حدوث الدوار.

الجفاف ونقص الفيتامينات قد يشعرانك بالدوار

يعد الجفاف أحد الأسباب الرئيسية للشعور بالدوخة والدوار، ولذا هناك توصية بشرب البالغين 8 أكواب من الماء يومياً. وفي فصل الصيف، مع زيادة التعرق، أو عند القيام بمجهود زائد، ينبغي الإكثار من شرب الماء لتجنب حدوث الجفاف نتيجة فقدان سوائل الجسم.

كما يمكن أن يسبب نقص فيتامين ب 12 أيضاً الإحساس بالدوار، وهناك حوالي 3٪ من البالغين فوق سن 51 يعانون من نقص فيتامين ب 12. يمكن تناول فيتامين ب 12 كمكمل غذائي على هيئة أقراص، ويمكن العثور عليه أيضاً في الأطعمة مثل اللحوم ومنتجات الألبان.

الدوار مجرد عرض لمرض آخر

الدوار ليس اسم مرض أو حالة معينة، لكنه أحد أعراض العديد من الحالات الأخرى التي تسبب الدوار أو مشاكل التوازن الأخرى. ولهذا السبب، نادراً ما يكون الدوار هو العرض الوحيد الذي يصاب به الشخص.

الأعراض الأخرى التي يمكن أن تساعد في تحديد المشكلة الأساسية تشمل الصداع، والغثيان، وطنين الأذن، ومشاكل في الرؤية، والتعب، وفقدان السمع، والتقيؤ، وألماً في الصدر (قد يكون هذا مؤشراً على أزمة قلبية).

يكون العلاج بتقويم العمود الفقري العنقي العلوي هو الحل

إذا كنت تعاني من نوبات متكررة من الدوار ومشاكل التوازن، خاصة إذا كان لديك تاريخ في إصابات الرأس والرقبة، فيجب عليك زيارة الطبيب لفحص الفقرة الأطلسية، وعمل تقويم للعمود الفقري العنقي العلوي إذا استدعى الأمر.

فاختلال الفقرة الأطلسية (وهي أول فقرة عنقية مما يلي الرأس) يمكن أن يؤثر على وظيفة الجهاز الدهليزي، ووظيفة الجهاز العصبي المركزي، وتدفق الدم إلى الرأس.

تحميل المزيد