اسمه ليس مألوفاً كثيراً كباقي العصائر التي نشربها في موسم الصيف وخاصة في شهر رمضان، الذي يصادف هذا العام شهر مايو/أيار الحار في كثير من مناطقنا العربية.
نتحدث عن عصير الدوم، الذي يعد من أنواع المشروبات المفيدة والمهمة للإنسان، وذلك لاحتوائه على العديد من العناصر والفيتامينات الضرورية، ولا سيما للمصابين بارتفاع في ضغط الدم.
لكن ما هو عصير الدوم، وكيف نصنعه في المنزل وما هي أبرز فوائده لأجسامنا؟
هذا ما سنخبركم عنه في تقريرنا.
ما هو الدوم في البداية؟
ثمرة الدوم، هي واحدة من أصناف ثمار النخيل المعروفة منذ زمن الفراعنة في مصر، وهي حالياً منتشرة بشكلٍ كبير في السعودية والسودان.
تشبه في شكلها التفاحة، ويعرف الدوم بالبهش، وهو من النباتات المعمرة وينمو بكثرة في مدن الصعيد المصرية.
ثماره صلبة وغالباً ما تنمو في المناطق الجبلية وعلى ضفاف الأودية وعلى المنحدرات الصخرية، والجزء الخارجي الإسفنجي للثمرة هو الجزء الذي يؤكل فيها، لكن نواتها شديدة الصلابة، وتكون بحجم بيضة دجاجة.
ويدخل في العديد من الاستخدامات كصناعة الأصباغ والحبال المختلفة وغيرها، بالإضافة إلى صنع العصير منه، والذي يتميز بطعمه المميز وذلك من خلال قطف ثماره وعصرها.
أوراق ثمرة الدوم تستعمل في عمل السلاسل والحبال، كما يستفاد من خشبه في النجارة، ووجدوا ثمار الدوم بكثرة في مقابر المصريين القدماء، يستخدمها الحرفيون لصناعة الأصباغ ومعاجين الأسنان وتلوين الدهانات وصناعة الجص وصبغ القرون وغيرها الكثير.
ومن هذه الثمرة نصنع عصير الدوم..
فهو نوع من أنواع المشروبات المفيدة للإنسان، ويمكن تناوله بارداً أو دافئاً وذلك حسب الرغبة.
وبما أن النباتات التي استعملها الإنسان لأغراض الغذاء والصحة كثيرة، فإن الدوم إحداها وأبرزها وشائع الاستخدام في بعض مناطق العالم.
طريقة عمل عصير الدوم
يمكن إعداد مشروب الدوم من خلال إحضار المكونات التالية:
كأس كبير من لب الدوم بعد تقشيره
ثماني كؤوس من الماء
قطرات من عصير الليمون الحامض
سكّر حسب الرغبة
طريقة التحضير
- يفضّل قبل البدء بتحضير عصير الدوم أن يكون ثمر الدوم طازجاً
- إحضار قدرٍ مناسبٍ ووضعه على نارٍ هادئة
- وضع لب الدوم مع السكر في القدر
- تحريك المزيج جيداً حتى يتجانس المكونان
- استمرار التحريك والحرص على مراقبة الخليط حتى لا يحترق السكر فيفسد كل الخليط
- إضافة الماء إلى المزيج، بعد أن يذوب السكر بحيث يصبح سائلاً
- رفع القدر عن النار بعد أن يغلي المزيج وتركه جانباً حتى يبرد
- إضافة القليل من عصير الليمون الحامض
- تصفية المشروب من الكتل للحصول على السائل النقي بدون أي شوائب، باستخدام مصفاةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ ذات ثقوبٍ ناعمة
- سكب المزيج النهائي في كؤوسٍ مناسبةٍ وتقديمه للشرب
ويُفضل شرب عصير الدوم بعد فترةٍ بسيطةٍ من إعداده وحتى يبرد؛ وذلك لأنّه يتلف بسرعة، وبالتالي يكون طعمه غير مستساغ.
كما وينصح عدم تركه ليغلي لفترة زمنية طويلة؛ وذلك لأنّ طعمه يصبح شديد المرار، الأمر الذي يحول دون استمتاع الشخص بطعمه الأصلي المميز واللذيذ.
لكن هل لهذا المشروب فوائد؟
نعم، فهو يساعد بشكلٍ كبير في علاج الربو ويعمل على معالجة تضخم البروستاتا.
كما يفيد المرضى الذين يعانون من ارتفاع دائم في الضغط، ومنقوعه يستخدم على فروة الرأس ويساعد على إنبات الشعر، ويفيد في حالات الصلع.
خفض الكوليسترول في الدم..
الدوم توجد له قدرة كبيرة جداً على خفض نسبة الكوليسترول في دم الإنسان، وزيادة نسبة الكوليسترول كما هو معروف تؤدي لتصلب شرايين المخ والقلب.
أما لب ثمار الدوم، فغالباً ما تكون لعلاج ضربة الشمس، حيث يتم أكله وهو نيء، أما إذا وجد أن الثمرة قاسية وجافة ففي هذه الحالة يمكن سحقها، ثم شرب ثلاث ملاعق يومياً منها مع كوب من الماء.
ويتم استخدام نبات الدوم من أجل علاج حالات الإصابة بالبواسير، كما أنه يستخدم من أجل علاج التقرحات التي تصيب الفم، ويعمل كمسكن لآلام الأرجل.
وتعديل هرمون التستوستيرون..
نبتة الدوم تعمل على تعديل هرمون التستوستيرون، وبهذا فإنه يؤثر وبشكلٍ واضحٍ في علاج الاضطرابات التي تصاحب القدرة الجنسية عند الرجال، كما ويعمل على زيادة عدد الحيوانات المنوية عند الرجل.
ونقصُ هرمون التستوستيرون عند الرجل عن معدله الطبيعي قد يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة ويؤثر على عدة أمور منها: قوة الذاكرة، الطاقة، القدرة الجنسية في الأساس، وقوة العظام.
ويستخدم علاجاً للعقم..
ولعلاج العقم عند النساء: يتم خلط ملعقة من حبوب لقاح شجرة الدوم مع ملعقة من العسل وتناوله يومياً.
عصير الدوم غني جداً بالعديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة والتي تجعل منه نبتة علاجية، دوائية، مفيدة، وضرورية.
ويحتوي عصير الدوم على النياسين وفيتامينات (ب 1) و(ب 2) وفيتامين (أ)، والأهم من كل هذا هو أنه غني بمواد وعناصر مضادة للأكسدة وهي ذات مفعول قوي جداً، مثل: مركبات الفلافونويد.
وكما هو معروف فإن مضادات الأكسدة تساعد بشكلٍ كبير في محاربة الجذور الحرة، وبالتالي فإنها تقي من العديد من المشاكل التي تصيب صحة الإنسان سواء تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم وتخفيض الدهون، أو تعزيز ذاكرة الإنسان وحماية سلامة الأعصاب وعمل الدماغ، وحتى مكافحة العلامات الدالة على الشيخوخة.