على مرّ العصور كانت ظاهرة الشفق القطبي "أورارا" أحجية بلا إجابة لسكان الدول الإسكندنافيّة ومصدراً لخرافات وقصص الإسكيمو المرعبة.
الشعوب القديمة الذين عايشوا الشفق القطبي اختلفوا فيما بينهم، ومعظمهم تداول عنها خرافات كثيرة متعلقة بحقيقته الخلّابة.
ظاهرة الشفق القطبي عند الإسكيمو
كون شعب الإسكيمو يعيش في شمال الكرة الأرضيّة، تحديداً شمال شرقي سيبيريا، فإن ظاهرة الشفق القطبي دائماً ما تظهر في سمائهم.
ومن الأساطير القديمة لشعب الإسكيمو اعتقدوا أنّ الشفق هو كائن حيّ فضولي إذا ما تحدث الناس بصوت خافت فسوف يقترب هذا الكائن من أجل إشباع فضوله بسماع ما يقوله الناس.
ظاهرة الشفق القطبي عند الرومان
بالنسبة للرومان كان الشفق القطبي أو الأورورا هو أحد آلهة الفجر وأخت القمر.
وتقول الأسطورة الرومانية إنّ هذه الآلهة تقطع السماء في عربتها وقبيل الفجر يسبقها ابنها -نسيم الصباح- معلنة قدوم عربة أبولو -إله الموسيقى والنور والفطنة- حاملة شمس اليوم الجديد.
ولكن ما هو الشفق القطبي؟
الشفق القطبي واحد من أكثر الظواهر الطبيعية غرابة وإثارة للدهشة، وهو مزيج من الألوان الخلابة التي تتشكل على القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية.
ويعرف أيضاً بالأسماء التالية: الفجر القطبي أو الأضواء القطبية، وهو من الظواهر الجميلة التي تُضفي البهجة على ناظرها.
أماكن وأوقات ظهور الشفق القطبي؟
وتحدث معظم ظواهر الشفق في المنطقة المعروفة باسم منطقة الشفق القطبي المحدّدة بدائرتَي العرض 3° و6° وخطي الطول 10° و20 ° من الأقطاب المغناطيسية الأرضية في جميع الأوقات المحلية (أو خطوط الطول)، والليل والظلام الدامس هي أوقات ظهور الشفق القطبي.
يظهر الشفق القطبي في النرويج باللونين الأخضر الخافت والأحمر، كما يظهر في المناطق القريبة من القطب الشمالي الأخرى، وهي: "اسكتلندا، كندا، فنلندا، آيسلندا، غرينلاند، آلاسكا، السويد"، بينما في المناطق القريبة من القطب الجنوبي وهي "تشيلي، الأرجنتين، أستراليا".
ومن الممكن أن تشهد بعض المناطق غير القطبية آثار هذه الظاهرة بسبب العاصفة الأرضية المغناطيسية التي تعمل على توسيع نطاق هذه الظاهرة إلى ما يقارب 2000 كم، ويكون الانتشار الفوري والعشوائي منحرفاً بمقدار درجتين أو ثلاث عن القطب المغناطيسي.
يمكن رؤية الظاهرة بأفضل ما يكون في فترة تسمى "منتصف الليلة المغناطيسية" يمكن رؤيتها مباشرة بالنظر إلى الأعلى، تتزامن هذه الظاهرة أيضاً مع حدوث البقع الشمسية، ويمكن مراقبتها من زاوية، وتعرف هذه الزاوية باسم "زاوية الملعب".
معلومات عن ظاهرة الشفق القطبي
يعود السبب في تشكّل الشفق القطبي الشمالي وأيضاً الجنوبي إلى تفاعلات بين جسيمات مفعمة بالطاقة قادمة من الشمس ومجال الأرض المغناطيسي.
وتنتقل خطوط المجال المغناطيسي الكروي والمرئي للأرض من القطب المغناطيسي الشمالي للأرض إلى قطبها الجنوبي المغناطيسي.
وحينما تصل الجسيمات المشحونة إلى المجال المغناطيسي، فإنها تنحرف لينتج عنها (صدمة قوسية) bow shock وسميت كذلك بسبب شكلها الظاهر حول الأرض.
ومع ذلك يكون المجال المغناطيسي للأرض أضعف عند القطبين، ولذا يكون بإمكان بعض الجسيمات دخول الغلاف الجوي للأرض لتصطدم مع جسيمات الغاز في تلك المناطق.
وتصدر هذه الاصطدامات الضوء الذي يبدو لنا متموجاً ومتراقصاً، وعموماً يكون خافتاً، وذا لون أخضر مصفر.
تعود الاختلافات في ألوان أشعة الشفق القطبي إلى نوع جسيمات الغاز المصطدمة، إذ ينتج اللون الأخضر المصفر الشائع عن جزئيات الأكسجين الموجودة على ارتفاع 100 كم (60 ميلاً) فوق الأرض، في حين ينتج عن الأكسجين الواقع على ارتفاع عالٍ عند ارتفاعات تصل حتى 320 كم (200 ميل) كل أنواع الشفق الأحمر.
وفي الوقت ذاته، تمنحنا التفاعلات بين الجسيمات المشحونة والنيتروجين الشفق الأزرق أو الأحمر المائل للبنفسجي.
القمر يظهر بصورة مقلوبة على الجانب الآخر من العالم ويثير ذعر البشر