تلوث الهواء هو مشكلة كبيرة بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، لكن هذه المشكلة تزداد سوءاً في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، وتبذل السلطات الحكومية كذلك تدابير جذرية لمحاولة التعامل مع الضباب الدخاني الذي يخيم على المدينة.
آخر خطط الرئيس مون جاي-إن هي استخدام أمطار صناعية ليغسل السماء ويزيل منها التلوث. وهو أسلوب سبق أن شاهدناه من قبل، لكن لا توجد أدلة راسخة على مدى كفاءته، بحسب موقع Sciencealert الأسترالي.
الاستمطار هو الحل للتلوث
تدعى هذه الفكرة الاستمطار، وفيها تنشر مواد كيميائية معينة في الهواء، عادة بالطائرات، بغرض تحفيز تكون قطرات المياه. ومن ثم تجتذب الأمطار المصنعة الجزيئات الملوثة المتطايرة من السماء وهي تسقط.
على أي حال هذه هي النظرية. لم تحسم التجارب السابقة فاعلية الاستمطار، حتى إن كوريا الجنوبية نفسها نفذت محاولة فاشلة من قبل في شهر يناير/كانون الثاني لصنع أمطارٍ لتنظيف الهواء.
حتى الآن استُخدمت هذه التقنية لتأمين وتجريب الطقس من أجل أولمبياد بكين، ولحل حالات نقص المياه، لكن يجب أن يكون هناك أنواع معينة من السحب للبدء، لكي تعطي للترسيب تحفيزاً صناعياً.
لكن ما مدى فاعلية الاستمطار؟
بعيداً عن الاستمطار، هناك جدل دائر أيضاً حول الفاعلية طويلة المدى لاستخدام المياه للتخلص من التلوث. يمكن للأمطار بالفعل إزالة الجزيئات الملوثة، لكن إلى أي مدى تصل كفاءتها؟ مازال هذا قيد فحص العلماء.
ومع ذلك، ستمنح كوريا الجنوبية الأمر فرصة أخرى. يُنفَّذ المشروع بمشاركة الصين؛ لأن الكثير من جزيئات الغبار الدقيقة التي تحجب الغلاف الجوي للمدينة تنبع من الدولة المجاورة.
وعلى ما يبدو فإن زخات الأمطار الصناعية ستشكل فوق البحر الأصفر، غربي شبه الجزيرة الكورية.
تلوث الهواء أزمة حقيقية
لقد كان أسبوعاً سيئاً على صعيد تلوث الهواء في المنطقة؛ إذ تفيد تقارير نشرتها وكالة Associated Press الأمريكية بأن مستويات تركيز الغبار الدقيق كانت 136 ميكروغراماً/متر مكعب في مدينة سيول، يوم الأربعاء 6 مارس/آذار، وطبقاً للمعهد الوطني للبحوث البيئية في كوريا الجنوبية فإن 75 ميكروغراماً/متر مكعب يعد "سيئاً للغاية".
وهذا بالنسبة إلى جزيئات بالغة الصغر، قطرها أصغر من 2.5 ميكرومتر. توصي منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز مستويات الجسيمات العالقة الأصغر من 2.5 ميكرومتر، 25 ميكروغراماً/متر مكعب، فلك أن تتخيل حجم المشكلة.
وتتخذ الحكومة خطوات أيضاً لإغلاق محطات توليد الطاقة القديمة التي تحرق الفحم، وإتاحة المزيد من المال من أجل تركيب أجهزة تنقية الهواء في المدارس.
سواء كان استخدام الأمطار الصناعية فعالاً للتخلص من التلوث أم لا، فمن الواضح وجود حاجة ماسة لاتخاذ فعل ما، وبسرعة. فطبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية التي نُشرت في العام الماضي، فإن 93% من الأطفال حول العالم يتنفسون هواءً ملوثاً.
ففي نهاية المطاف، ستتضمن عملية مكافحة تلوث الهواء على المدى الطويل، ومكافحة كل الأثار المدمرة على صحتنا وعلى الطبيعة المصاحبة لها، تغييرات في الطريقة التي نعيش بها، والطريقة التي نولّد بها الطاقة.