يواجه الآباء الجدد الكثير من القرارات الصعبة، من بينها واحد من أكثر الأسئلة صعوبة وهو كيف أجعل طفلي ينام وحيداً بغرفته ؟
كيف أجعل طفلي ينام وحيداً بغرفته؟
وفق مجلة Time الأمريكية، تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الوالدين حالياً بالنوم في غرفة واحدة وليس في سرير واحد، مع أطفالهم لمدة عامٍ واحد أو على مدى الأشهر الستة الأولى على الأقل.
لكنَّ الكثير من أطباء الأطفال والآباء يجدون هذه التوجيهات قاسية.
فلا يقتصر الأمر على اضطرار الوالدين للاستيقاظ باستمرار خلال الليل وحسب؛ بل لأنَّ بعض الرضع يعانون مع تغيير بيئة النوم بعد عام بأكمله.
الذين ينامون في غرفهم ينامون أكثر!
وفي دراسةٍ جديدة نشرت في دورية PEDIATRICS، قادها إيان باول، بروفيسور طب الأطفال وعلوم الصحة العامة في كلية الطب بجامعة ولاية بنسلفانيا، دُرِسَت آثار ترتيبات النوم على الأطفال الصغار.
وتضمنت الدراسة 249 زوجاً من الأمهات وأطفالهن الأوائل من خلال زياراتٍ قامت بها بعض الممرضات للأمهات في منازلهن بعد أول ورابع وسادس وتاسع شهر من عمر الأطفال.
وأجابت الأمهات أسئلة مفصلة عن عادات أطفالهن في النوم، مثل: أين ناموا؟ وكم مرة استيقظوا خلال الليل؟ وما هي أطول مدة قضوها في النوم؟ و كيف نجعل الطفل ينام طول الليل؟.
وتوصل بول إلى أنَّه في سن تسعة أشهر، كان الأطفال الذين اعتادوا النوم في غرفهم الخاصة قبل أن يبلغوا أربعة أشهر ينامون 40 دقيقة أكثر من الأطفال الذين ظلوا ينامون مع والديهم في نفس الغرفة.
أما الأطفال الذين انتقلوا إلى غرفهم بعد أربعة أشهر فقد ناموا أكثر بمقدار 26 دقيقة.
علاوةً على ذلك، فقد بقي هذا الأثر طويلاً؛ فحتى مع تقدم الأطفال في العمر إلى سن عامين ونصف، كان الأطفال الذين ناموا مع والديهم لما يقرب من عام ينامون وقتاً أقل ممن انتقلوا إلى غرفهم الخاصة في وقتٍ أبكر.
ويقول باول: "لهذا القرار الذي يُتخذ في العام الأول عواقب محتملة طويلة المدى".
عليك الحذر من متلازمة موت الرضع الفجائي
تشير النتائج إلى أنَّ إرشادات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والتي تتغاضى عن إبقاء الأطفال في غرفة والديهم لمدة عام كامل، قد تكون قد أطالت المدة أطول من اللازم.
وقد استندت الأكاديمية في ترشيحها بأن ينام الأطفال حديثو الولادة بالقرب من والديهم إلى أسبابٍ عديدة.
منها أنَّ حديثي الولادة يحتاجون للغذاء خلال الليل في أشهرهم القليلة الأولى، وهناك أيضاً اعتبارات تتعلق بالسلامة.
فخطر الوفاة بسبب متلازمة موت الرضع الفجائي (SIDS)، والتي تتسبب في وفاة الأطفال بسببٍ غير معروف خلال نومهم في الغالب، يكون أكبر لدى الرضع تحت سن ستة أشهر.
ومع أنَّ أقل من 2000 رضيع يتوفون كل عامٍ في الولايات المتحدة بسبب متلازمة موت الرضع الفجائي، فإنَّها تعتبر السبب الأكبر لوفاة الأطفال في شهرهم الأول.
وبنومهم مع آبائهم في غرفةٍ واحدة، قد يتمكن الآباء من مراقبة أطفالهم بشكلٍ أفضل، وملاحظة أي تغييرٍ يطرأ على تنفسهم.
ويقول باول إنَّه بما أنَّ خطر الموت الفجائي ينخفض بعد سن ستة أشهر، يجب أن تراعَى عوامل أخرى مع تقدم الأطفال في السن.
إذا بقي ينام بغرفتك لعمر الـ 4 أشهر
ولاحظ باول أيضاً أنَّ إبقاء الطفل بالقرب من أبويه يزيد من احتمالية حدوث سلوكياتٍ خطرة، مثل جلبه إلى سرير والديه لتهدئته.
ويضيف: "أُجريت بعض الدراسات على متلازمة موت الرضع الفجائي على مدى السنة الأولى، ووجدت أنَّه لا فرق بين تشارك الغرفة والنوم باستقلالية بمجرد تخطي الأطفال للمئة والعشرين يوماً الأولى من عمرهم. لا يشكل موقع النوم فارقاً حقيقياً بعد هذه النقطة".
تقول الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إنَّ هناك حاجة للمزيد من البيانات في ما يخص موضوع ترتيبات نوم الأطفال؛ لكنَّها تصر على إرشاداتها حتى الآن.
وقد قدمت الأستاذة راتشيل مون والأستاذ فيرن هاوك من قسم طب الأطفال في جامعة فيرجينيا دعماً لإرشادات الأكاديمية في مقالٍ افتتاحي مصاحب للدراسة.
ومع إشارتهما أيضاً إلى الحاجة للمزيد من الأبحاث في هذا الموضوع، فقد كتبوا أنَّ "الهدف الأساسي لتوصيات النوم الآمن ستقلل من مخاطر متلازمة موت الرضع الفجائي والوفيات الأخرى المرتبطة بالنوم لدى الرضع".
وأضافوا أنَّ الدراسة تتضمن أنَّه حتى الأطفال الذين قصرت مدة نومهم بسبب مشاركة الغرفة مع والديهم، حظوا بنومٍ جيد ضمن الفترات الطبيعية.
ولم تُعتبر حالتهم حرماناً من النوم. وأضافا أنَّ هناك حاجة للمزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانت فترات النوم الطويلة دون توقف أمراً صحياً بالنسبة للرضع أم لا.
عند نقل الطفل تأكد من أمن الغرفة الجديدة
إذا، أين يضع الآباء الجدد أطفالهم للنوم؟ يرشح بأول أنَّه عند بلوغهم الشهر السادس، ينبغي أن يتكلم الوالدان مع طبيب الأطفال حول ترتيبات النوم.
وينبغي على طبيب الأطفال تذكير مَن يقررون نقل أطفالهم إلى غرفٍ خاصة بأن يتأكدوا من أمن الترتيبات الجديدة، عن طريق إزالة الوسائد والبطانيات والحيوانات المحشوة والحشوات التي قد تعيق تنفس الطفل.
ومن الهام أيضاً أن يخبرهم أنَّ البيانات لا تدعم الحاجة لمشاركة الغرفة مع الأطفال بعد سن ستة أشهر.
ويقول: "في هذه الحالة، تمادت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قليلاً. لأسباب عديدة، لا تعد هذه التوصيات منطقية إذا وضعت في الحسبان كافة العواقب السلبية التي تحدث إذا لم ينم الطفل ووالداه جيداً. إنَّه أمرٌ سيئ للطفل، وسيئ للعائلة".