اكتشف العلماء في دراسةٍ مُفاجئةٍ أن كوكب المريخ أكثر مساميةً وأقل كثافةً مما ظننا، بحسب البيانات التي جمعتها المركبة "كيوريوسيتي روفر" التابعة لناسا بطرقٍ غير معتادة.
واستخدم الباحثون بياناتٍ هندسية غير علميةٍ لفهم سطح الكوكب الأحمر وقياس كثافة الصخور داخل فوهة غيل التي يبلغ عرضها 96 ميلاً (154.5 كم)، وفق ما ذكرت صحيفة The Independent البريطانية.
ويُعَدُّ هذا الاكتشاف مفاجِئاً في فهمنا لسطح المريخ، كما يمنح الباحثين الذين يدرسونه وسيلةً جديدةً لاستكشاف الكوكب أثناء تجوُّلِ "كيوريوسيتي روفر" على سطحه.
وتوصَّل العلماء إلى هذا الاكتشاف باستخدام البيانات التي جمعتها أجهزة الاستشعار الهندسية على متن "كيوريوسيتي روفر".
دراسة: المريخ أقل كثافة
وتضم تلك الأجهزة مقاييس التسارع والمدوارات (جيروسكوبات) من النوع الذي يُستخدم في الهواتف الذكية ليُخبرها باتجاهها.
وتسمح أجهزة الاستشعار لـ "كيوريوسيتي روفر" بفهم كيفية توجيهها واتجاه حركتها بدقةٍ كبيرة، مما يسمح للمهندسين بتتبُّعها أثناء حركتها على السطح المريخي.
وعند وقوف "كيوريوسيتي روفر" ثابتةً في مكانها، تقيس تلك الأجهزة الجاذبية في تلك النقطة.
وهذا يعني أن العلماء حصلوا على كل تلك البيانات المتباينة -المرتبطة بـ700 مكانٍ مختلف- وجمعوها معاً لفهم الجاذبية على السطح.
وإبان صعود "كيوريوسيتي روفر" إلى قمة جبلٍ على السطح، ازدادت قوة الجاذبية. لكنها لم ترتفع بالقدر المتوقع.
وقال كيفين لويس، مدير الدراسة من جامعة جونز هوبكينز: "وجدنا أن المستويات السفلية من جبل الريح مساميةٌ بشكلٍ مفاجئ. ونعلم أن الطبقات الدنيا من الجبل دُفِنَت بمرور الوقت.
وهذا تسبب في ضغطها لتُصبح أكثر كثافة. لكن هذه الدراسة تقترح أن تلك الطبقات لم تُدفِن بحجم المواد الذي توقَّعناه".
واستخدم العلماء نتائج الدراسة لمساعدتهم في فهم المصدر الذي أتت منه أماكنٌ مثل جبل الريح، وكيفية تطوُّر سطح المريخ.
وقال أشوين فاسافادا، عالم مشروع "كيوريوسيتي" والذي يُدير المهمة من باسادينا بولاية كاليفورنيا:
"ما تزال هناك الكثير من الأسئلة حول كيفية تطوُّر جبل الريح، لكن هذه الدراسة تُضيف قطعةً جديدةً إلى حل الأُحجية.
ويُسعدني أن العلماء والمهندسين المُبدعين ما زالوا يجدون وسائل مبتكرةً للخروج باكتشافاتٍ علميةٍ جديدةٍ مستخدمين المركبة روفر".