يهيمنون على الأرض ووزنهم أثقل من البشر.. 124 مليون ميكروب ينتقل إلى يديك خلال 3 ثواني مصافحة

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/09 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/12 الساعة 10:13 بتوقيت غرينتش

ربما تنهي غسل أغراضك، أو أطباقك بحرص، باستخدام أحد أفضل أنواع المنظفات التي يُعلن عنها وتشعر بالاطمئنان أنها صارت نظيفة من الميكروبات والجراثيم وآمنة لاستخدامها في الطعام والشراب؛ ولكن ربما عليك أن تراجع الحقائق أولا.

فهذا الطبق، أو الكوب الذي غُسل بعناية منذ ثوانٍ؛ مغطى الآن بالجراثيم الضارة!

أين المشكلة إذن؟ هل نوع المنُظف ليس جيداً بما فيه الكفاية؛ أو أن الماء المُستخدم ليس كذلك؟ الإجابة ربما تفاجئك: انتقلت آلاف الجراثيم الدقيقة للتو من المصدر الذي قد لا تلتفت إليه.

نعم! الإسفنجة التي استخدمتها لتوك في غسل أغراضك هي تماماً كما توقّعت أنها تمتص العديد من السوائل بما فيها الماء؛ فهي أيضاً تمتص البكتيريا والجراثيم.

هل تفاجئت؟ ماذا لو عرفت أن هناك العديد من المعلومات غير الشائعة عن هذا العالم الضخم الذي يعجّ بالأرقام المذهلة، والحقائق التي ربما لا يعرفها الكثير منا عنه، مثل أكثر مسبّبات انتشار البكتريا والجراثيم، وأن هناك الكثير من الجراثيم والبكتيريا تعيش داخل أجسامنا، وتعمل لصالحنا وليس العكس، هذا ما تناوله البرنامج التعليمي Brainchild الذي تنتجه وتعرضه شبكة نتفليكس.

تظن أن البشر هم المهيمنون على الأرض؟ أنت مخطأ، وإليك الإجابة الصحيحة

ماذا لو تسائلنا عن الفصيلة الأكثر هيمنةً على كوكب الأرض؟ إليك خيارات الإجابة ولكن عليك بالتفكير قليلًا قبل أن تختار:

  • الديناصورات
  • البشر
  • البكتيريا
  • القروش
  • الصراصير

إذا أجبت بأي خيار غير الرقم 3؛ فعليك أن تعيد حساباتك؛ فالفصيلة الأكثر هيمنة هي البكتيريا.

بحسب الإحصائيات والأرقام تعيش على كوكب الأرض وحده 4 كوادريليون كوادريليون "الكوادريليون 15 صفر" بكتيريا؛ وهذا الرقم يعني أن عدد البكتيريا على الكوكب تساوي 500 مليار مليار (18 صفر)، أي أنه هناك جراثيم أكثر عدداً من النجوم والأجرام في الكون بأكمله!

وإذا قمنا بتجربة افتراضية لوزن الجراثيم على كوكب الأرض مقابل أوزاننا نحن البشر؛ سوف نكتشف أن وزن الجراثيم أثقل من وزن البشر جميعهم بحوالي 3 آلاف ضعف.

مع البكتيريا والجراثيم أم  بدونها.. أيهما أفضل؟

هل تعتقد أن الأرقام السابقة مخيفة وازداد الشعور بالقلق تجاه البكتريا والجراثيم بداخلك؟ ربما تكون قد بدأت بالفعل التفكير في طريقة تُخلص البشرية من كل تلك الكائنات المهولة العدد، ومن ثَم تصبح الحياة أكثر نظافة وخالية من القلق إذ نستطيع حينئذ مثلاً التهام الطعام من على الأرض مباشرةً.

ولكن ليس الأمر كذلك تماماً؛ فالحياة على هذا الكوكب قد تنعدم بشكل تام في حال اختفاء تلك الكائنات الدقيقة التي تصيبنا بالأمراض.

فبعض أنواع البكتيريا المختلفة هي المسئول الأول عن واحدة من أهم العمليات الحيوية على كوكب الأرض: تفكيك وتحليل الجزيئات العضوية الدقيقة وتَحويلها عبر التربة إلى أشكالٍ أُخرى من الكائنات الحية مثل النباتات؛ وفي حال انعدام تلك العملية سوف يتحّول كوكبنا ببطئ إلى الفناء بدون نبات.

لكن في أي الأماكن تتراكم هذه البكتريا أكثر؟ استعد للمفاجأة!

إذا كنا قد أخذنا المثال الأول؛ وهي الإسفنجة التي نغسل بها أطباقنا؛ فقطعة صغيرة بحجم مكعب سكر من تلك الإسفنجة تحتوي على 54 مليار بكتيريا، وهو أمر قد يخيفنا بالفعل، ولكن هل هناك أية طريقة لتعقيم تلك الإسفنجة وجعلها آمنة؟ الحقيقة أن الطريقة المثلى لإسفنجة آمنة هي التخلص منها بشكل دوري كُل 1 إلى 3 أسابيع.

وإذا أثار مثال الإسفنجة فضولك لمعرفة المزيد عن أكثر الأماكن احتواءاً للجراثيم والبكتريا؛ فإليك سؤالاً قد يساعدك في استيعاب الحقائق.

أي الأسطح التالية الأكثر أماناً لتناول الطعام عليه؟

  • لوح تقطيع الطعام
  • جهاز التابلت
  • مقعد المرحاض

لو اخترت لوح تقطيع الطعام؛ فأنت مخطيء؛ كذلك الأمر بالنسبة لجهاز التابلت، ولكن مهلاً.. هل يعني هذا أن سطح مقعد  المرحاض هو الأفضل؟

نعم. فهو السطح  الأقلّ احتواءاً على البكتريا والجراثيم!

قد تثير تلك الإجابة اشمئزازك؛ ولكن عَليك أن تعرف أولاً الحقائق العلمية؛ إذ أن لوح تقطيع الطعام يمتلئ بالخدوش والتجاويف الدقيقة من جراء استخدام السكّين، ويمكن لتلك الأخاديد الدقيقة أن تكون مرتعاً لملايين البكتيريا والجراثيم.

وجهاز التابلت أيضاً هو الأكثر تعرضاً للمس من الأيادي؛ لذلك يحتوى على نسبة أعلى من الجراثيم المُنتقلة من كل الأسطح التي قمت بلمسِها من قبل، كما أنه عادةً لا يُنظفّ بالشكل اللائق للتخلص من تلك الجراثيم المتراكمة على الشاشة.

بينما غطاء مِقعد المرحاض الذي أثار تقزّزنَا هو في الحقيقة أحد أقلّ الأسطح احتواءاً للجراثيم من بين الخيارات السابقة؛ والسبب هو أن الأجزاء التي تَتلامس معه هي عادة أكثر الأجزاء المغطاة في أجسامنا؛ وهي أيضاً الأقل تعرضاً للبكتريا والجراثيم؛ كما أن المراحيض تُنظّف بشَكل دوريّ أكثر من غيرها من الأماكن.

انتقال الميكروبات أثناء المصافحة في 3 ثوان.. ليس هذا فحسب، لمس مقعد المرحاض أهون من المصافحة

فأيادينا هي الأكثر تعرضاً للجراثيم؛ التي نلتقطها من كل الأسطُح التي نلمسها؛ وبعد ذلك نساهم بشكل أكبر في انتشارها؛ وأكثر الأنشطة التي تساعد في ذلك هي المصافحة!

في دراسة عن المصافحة بين الأشخاص؛ والتي تدوم في المتوسّط مدة 3 ثواني ينتقل خلالها ما يقرب من 124 مليون ميكروب من يَد إلى الأخرى، وبينما يقلّ عدد الجراثيم المنتقلة إلى النصف في حال التحية عبر تلامس الأكفّ السريع المعروف بالـ High five؛ تظل تلك التحية ناقلة للجراثيم بشكل مباشر.

ولكن الطريقة المُثلى للتحيّة بأقل نسبة نقل للجراثيم هي تلامس القبضة المضمومة، والمعروف بالـ Fist bomb، فهي بحسب الدراسات أكثر نظافة من المصافحة بحوالي 20 ضعف، كما يوصي الخبراء أن أفضل طرق لتقليل انتقال الجراثيم والميكروبات هي تغطية الفم أثناء العطس أو السعال، وغسل الأيادي بمتوسط 6 مرات يومياً.

الجراثيم..بين الضار والنافع

تنقسم أنواع الجراثيم إلى بكتريا، وفطريات، وفيروسات، وكائنات أولية وكلها قد تختلف أنواع الضرر منها ما بين الإصابات المعوية، أو الطفح الجلدي؛ أو نزلات البرد أو المعقد منها مثل الإصابات الفيروسية بالكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة المكتسب"الإيدز".

ولكن على جانب آخر تعيش في أجسامنا جراثيم مفيدة لأجسامنا بشكلٍ كبير وتسمى "ميكروبيوم"، من خلال إما المساعدة على حرق الدهون؛ أو تخزين العناصر الغذائية المفيدة، أو حتى التخلص من الفضلات الزائدة في أجسامنا، والأهم من ذلك هى تقوم بدور مناعي في محاربة الجراثيم الضارة بمثابة جيش دفاعي داخلنا.

ولكن كيف تدخل تلك الجراثيم المفيدة إلى أجسامنا؟ ربما لو تلك التجربة البسيطة تعرّفنا كيف تأتينا كل تلك العناصر التي تفيدنا؛ وقد لا نعرف مصادرها.

عُرض على مجموعة من الأطفال أن يختاروا من بين الأصناف التالية ذات الأسماء المعقدّة ليتناولوها.

بالطبع سيكون الخيار البديهي هو البيتزا!، ولكن مهلا..لنتعرف على تلك العناصر التي بدت مقززة وغير قابلة للأكل:

A-  ساكروميسيس سيرافيسيا..هو في الحقيقة الإسم العلمي لخميرة الخبز..والتي تدخل في أغلب المخبوزات نتناولها بشكل دوري والتي تدخل في عجين البيتزا

B-  ستريبتوكاكوس ثيرموفيليس..وهو الإسم العلمي لبكتيريا التخمر في منتجات الألبان مثل الجبن الذي يغطي البيتزا أيضاً

C- ستيفلوكاكوس زايلوسيس..الإسم العلمي لميكروب شائع الوجود في منتجات اللحوم، ومنها النقانق التي تحتويها البيتزا أيضاً!

إذن فكل تلك الخيارات السابقة تواجدت بالفعل في الخيار الأخير؛ وبجانب أنواع عديدة من الميكروبات والبكتريا النافعة التي تحتويها أطعمتها وقد لا نعرف عنها شيئاً مثل بكتريا "لاكتوبسيليس أسيدوفليس" التي تتواجد في منتجات مثل الزبادي، وغيرها، وهي ما يطلق عليها اسم "بروبايوتيك"، وتعمل جنباً إلى جنب الـ "ميكروبيومز" لتخلصنا من الغثيان، ورائحة الفم الكريهة وحتى إصابات الإسهال.

قاعدة الـ5 ثواني.. حقيقة أم أسطورة؟

تلك القاعدة القديمة التي ربما قد يؤمن بها البعض، تقول أنه يمكننا التهام ما يسقط على الأرض خلال 5 ثواني؛ قبل أن يصير غير صالح للأكل؛ ولكن ما مدى مصداقية تلك القاعدة؟

أشارت دراسة في إحدى الجامعات الأميركية قام بها مجموعة من العلماء بإسقاط قطعة خبز على أرضية متسخة، ووجدوا أنه خلال الثانية الأولى التقطت قطعة الخبز ما يقرب من 0.1 % من البكتريا على الأرض، وخلال 5 ثواني التقطت 20% من البكتريا على الأرض، أي أن فكرة البكتريا التي تنتظر 5 ثوان للانقضاض على الطعام حال سقوطه ليست صحيحة؛ وحتى إن فكرناً أن أرضيات منازلنا آمنة أكثر من خارجها؛ فالأمر ليس كذلك وبالطبع الإجراء الصحيح هو عدم إلتهام أي طعام سقط على الأرض أو أي سطح آخر.

 

علامات:
تحميل المزيد