بيعت آخر رسالة مكتوبة بخط أينشتاين التي اشتهرت باسم "رسالة الله" بمبلغ يناهز 3 ملايين دولار في مزاد علني.
أقيم المزاد الذي نظمته دار كريستي للمزادات في نيويورك، بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، حيث بيعت الرسالة لقاء مبلغ 2.89 مليون دولار، بما في ذلك قيمة امتياز المشتري، وهو ضعف المبلغ الذي كان متوقعاً.
كُتبت الرسالة المكونة من صفحة ونصف الصفحة في ألمانيا عام 1945، إلى الفيلسوف إريك غوتكيند، واحتوت على عدة أفكار حول الله، والكتاب المقدس، والديانة اليهودية.
يقول أينشتاين "إن كلمة الله بالنسبة لي لا تعدو كونها مجرد تعبير عن الضعف البشري ونتاج له، وما الكتاب المقدس سوى مجموعة من الخرافات البدائية أحيطت بهالة من التبجيل، ومع ذلك فهي صبيانية إلى أبعد الحدود".
لاقت هذه الكلمات تهليلاً باعتبارها دليلاً دامغاً على أن عالم الفيزياء، وأحد أبرز مفكري القرن العشرين، كان ملحداً.
لكن أينشتاين قال في مناسبات عدة إنه لم يكن ملحداً، واستاء من وصفه بذلك.
يشير أينشتاين، يهودي الديانة، في الرسالة -التي عُرضت في مزاد كريستي بنيويورك يوم الثلاثاء- أيضاً، إلى عدم اقتناعه باليهودية.
فقد كتب في الرسالة "الديانة اليهودية بالنسبة لي تشبه جميع الديانات الأخرى، وهي تجسيد لأكثر الخرافات صبيانية.
أما الشعب اليهودي الذي أنتمي إليه بكل فخر، فلدي قناعة عميقة بأنه لا يختلف عن المؤمنين بالديانات الأخرى".
وأضاف: "حسب معرفتي، إنهم لا يتميزون عن المجموعات البشرية الأخرى، باستثناء أنهم معصومون من أسوأ أنواع الأمراض الاجتماعية التي أصابت هذه المجموعات، بسبب افتقارهم للسلطة.
عدا ذلك، لا أرى ما هو (مختار) أو (مصطفى) فيهم".
كُتبت الرسالة رداً على كتاب لغوتكيند، تحت عنوان "Choose Life The Biblical Call to Revolt".
عُثر على الرسالة بين أوراق غوتكيند، وعُرضت في مزاد بلندن عام 2008.
ولم يتمكن عالم الأحياء التطوري، ريتشارد دوكينز، من المزايدة على العرض النهائي الذي انتهى بـ170 ألف جنيه إسترليني.
خيبة أمل في العثور على الرسالة
أقر دوكينز فيما بعد بخيبة أمله، بعد فشله في الحصول على الرسالة، وقال: "كانت هذه الرسالة تتحدث عن شيء غاية في الأهمية بالنسبة لأينشتاين حسب ظني".
وفقاً لكتاب السيرة "Einstein: A Life" الذي نُشر عام 1996، كان أينشتاين طفلاً متديناً. ولكن مع بلوغه الـ13 من عمره "تخلى عن حماسته الدينية التي لا تلين، إذ شعر أنه انخدع بأكاذيب المتدينين".
قال أينشتاين إنه يؤمن "بإله سبينوزا" -باروخ سبينوزا المفكر الهولندي من القرن السابع عشر-
"الذي يتجلى في تناغم العالم المحكوم بالقوانين، وليس مجرد إله كل همه مصائر وأعمال الجنس البشري".
لكنه انتقد في مناسبة أخرى "الملحدين المتطرفين الذين لا يختلف تعصبهم عن تعصب المتشددين دينياً".
قال نيك سبنسر، الزميل في مركز ثيوس البحثي المسيحي: "يقدم أينشتاين مواساة بسيطة لكلا الطرفين في هذا الجدل، فدينه الكوني، وإلهه الغابر لا يتوافقان مع رؤى المؤمنين المتدينين، ولا الملحدين المتعصبين".
وأضاف: "تماماً كما حدث في كثير من الأحيان خلال حياته، فقد اعترض على التصنيفات السائدة اجتماعياً.
نحن نسيء لعالم الفيزياء العظيم عندما نتخذه وسيلة لإضفاء الشرعية على إيماننا بالله، أو إيماننا بعدم وجوده".