نوعية الطعام تؤثر على مقدار الحرق.. هذه الحِمية الغذائية تحرق سعرات حرارية أكثر

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/16 الساعة 19:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/16 الساعة 19:18 بتوقيت غرينتش
Keto diet concept. Balanced low-carb food background. Vegetables, fish, meat, cheese, nuts on a dark background.

المحافظة على الوزن والحيلولة دون زيادته قد تكونان عملية أكثر تعقيداً من مجرد "تناول السعرات الحرارية وحرق هذه السعرات"؛ فبعض الحِميات الغذائية قد تحرق سعرات حرارية أكثر من غيرها.

وجدت دراسة شارك فيها أشخاص يحاولون الحفاظ على أوزانهم بعد خسارة عدة كيلوغرامات، أن المشاركين أحرقوا سعرات حرارية أكثر في الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات (النشويات) بالمقارنة مع الحمية الغذائية عالية الكربوهيدرات.

الحِمية منخفضة النشويات تحرق 250 سعرة إضافية

فقد تخلَّص أولئك الذين تناولوا طعامهم وفقاً لحِمية منخفضة الكربوهيدرات من 250 سعرة حرارية في اليوم، أكثر من نظرائهم الذين اتبعوا حِمية عالية الكربوهيدرات، وذلك مع مزاولتهم مستويات متماثلة من النشاط البدني، خاصة بين المشاركين الذين يتماثلون في متوسط وزن الجسم.

وأوضحت النتائج، التي نُشرت يوم الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في المجلة الطبية البريطانية أو British Medical Journal، أن الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تساعد الناس في الحفاظ على ثبات أوزانهم فترة طويلة من الزمن، وهو أمر شديد الصعوبة كما هو معروف.

نوعية السعرات تؤثر على مقدار الحرق

وقال ديفيد لودويغ، المشرف المشارك على الدراسة، والمدير المساعد لمركز الوقاية من السمنة التابع لمؤسسة New Balance Foundation في مستشفى أطفال بوسطن، لموقع Live Science: "إن نوعية السعرات التي تأكلها تؤثر على مقدار حرقك السعرات".

وأضاف: "قد تساعد هذه الآثار المكتشفة حديثاً للأغذية -بخلاف محتوى الأغذية من السعرات الحرارية- في جعل التحكم بالوزن على المدى الطويل عملية أسهل وأكثر فاعلية".

علماء يفضلون التمهل قبل اعتمادها

لكن بعض الخبراء يقولون إنه لا يزال من المبكر التوصية باستبدال عامة الناس أنظمتهم الغذائية بحميات منخفضة الكربوهيدرات مثل تلك التي استخدمتها الدراسة والخاصة بتثبيت الوزن، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن النتائج بعيدة المدى لمثل هذه الحميات لا تزال غير معروفة.

وقالت دانا هانس، وهي اختصاصية تغذية مرموقة بمركز رونالد ريغان الطبي التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والتي لم تكن واحدة من الباحثين المشاركين بالدراسة: "من السابق لأوانه البتُّ فيما إذا كان هذا النوع من الحميات منخفضة الكربوهيدرات صحياً على المدى البعيد أو لا".

والباحثون اختبروا نموذج "الكربوهيدرات-الأنسولين"

سعت الدراسة إلى اختبار فرضية تُعرف بـ"سمنة نموذج الكربوهيدرات-الأنسولين".

ووفقاً لهذه الفكرة، تجعل الكربوهيدرات المعالَجة ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع (مؤشر نسبة السكر في الدم)، الخلايا الدهنية تخزن المزيد من السعرات، عوضاً عن حرقها.

إذ إن الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع تطلق السكر في مجرى الدم بسرعة.

غير أن بعض الدراسات قصيرة المدى (تستمر عادةً أقل من أسبوعين) لم تجد اختلافاً بين حمية منخفضة الكربوهيدرات وأخرى عالية الكربوهيدرات، فيما يتعلق بمقدار ما يحرقه المشاركون من سعرات.

لكن الدراسة الجديدة استهدفت مراقبة هذه الحميات خلال فترة زمنية طويلة، وصلت إلى ما يقرب من 5 أشهر.

راقبوا أوزان 164 شخصاً على مدى 20 أسبوعاً

شملت الدراسة 164 مشاركاً بالغاً من ذوي الأوزان الزائدة، خضعوا أول الأمر لحمية غذائية، لإنقاص ما يقرب من 10% من أوزانهم.

ومن ثم، كُلِّف كل واحد منهم عشوائياً اتباع نظام غذائي منخفض أو متوسط أو مرتفع الكربوهيدرات بالترتيب مدة 20 أسبوعاً.

تناولت مجموعة الحمية منخفضة الكربوهيدرات كمية أكبر من الدهون، في حين تناولت المجموعات الثلاث كميات متماثلة من البروتين والصوديوم والسكر المضاف.

وقدمت الدراسة إلى جميع المشاركين وجبات جاهزة بالكامل، للتأكد من أنهم يتناولون هذه المقادير المحددة والدقيقة من مكونات الغذاء.

عدَّل الباحثون مقدار استهلاك كل مشارك للسعرات على حدة، للحفاظ على أوزانهم دون زيادة أو نقصان.

ثم قاس الباحثون بعد ذلك معدلات الأيض (التمثيل الغذائي) الخاصة بالمشاركين، أو بعبارة أخرى، مقدار السعرات التي حرقوها طوال اليوم.

كما ارتدى المشاركون أجهزة لقياس التسارع من أجل قياس مستوى النشاط البدني.

والنتيجة: الحمية منخفضة الكربوهيدرات تحرق سعرات أكثر

وعندما قارن الباحثون بين كمية السعرات الحرارية التي حرقها المشاركون من ذوي الأوزان المتماثلة، وجدوا أن أولئك الذين اتبعوا حمية منخفضة الكربوهيدرات حرقوا من 209 إلى 278 سعرة في اليوم أكثر من أولئك الذين اتبعوا حمية عالية الكربوهيدرات.

وقال الباحثون إنه إذا ما استمر هذا الاختلاف مع مرور الزمن، فإنه سيترجم بعد 3 سنوات إلى نقصان في الوزن، مقداره 20 باونداً (9.09 كيلوغرام)، دون إحداث أي تغيير في كمية السعرات المستهلكة.

علامات:
تحميل المزيد