أعلنت وكالة الفضاء ناسا، تعليق تلسكوب "هابل" الفضائي عمله، والدخول في "حالة الأمان" بشكل أتوماتيكي، منذ الجمعة 5 أكتوبر/تشرين الأول، بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت شرقي الولايات المتحدة.
وحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فقد عُلِّقت أعمال تِلسكوب هابل الفضائي، بعد فشل أحد أجهزة التوازن الجيروسكوب في أداء وظيفته، مما جعله يخطئ في قياساته أثناء الرصد.
وكان فشل الجهاز متوقعاً في أيِّ وقتٍ من العام الجاري، ولكنَّ المفاجأة كانت أنَّ إحدى الآليات الداعمة البديلة لم تعمل بطريقةٍ صحيحة، عقب الفشل الذي وقع يوم الجمعة الماضي 5 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب تصريح وكالة ناسا، يوم الإثنين 8 أكتوبر/تشرين الأول.
الأمر الذي أدى إلى بقاء هابل في الوضع الآمن، وتعليق كل عمليات الرصد العلمية.
وكان تلسكوب هابل قد قدّم لنا طوال فترة خدمته آلافاً من صور الفضاء بدءاً من المجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة نهاية في المجرات البعيدة جداً.
تِلسكوب هابل الفضائي ومشكلة الجيروسكوب الخاصة به!
وفي عام 2009، بدَّل رواد الفضاء جميع أجهزة الجيروسكوب الستة في آخر عمليةٍ لصيانة التلسكوب، وتُعَد الآن ثلاثة أجهزة من الستة غير صالحة للعمل.
والجيروسكوب هي من القطع الأساسية في التلسكوب، والتي تعمل على إعادة التوجيه والتوازن وضمان الاستقرار.
وقال كينيث سمباك، مدير معهد علوم التلسكوب الفضائي، الذي يدير هابل: "أعتقد حقاً أن هابل في أيدٍ أمينة الآن، أما بشأن وجود مشكلاتٍ في بعض أجهزة الجيروسكوب، فهذا عُرفٌ متكرر منذ أمدٍ بعيد في المرصد".
وأضاف: "تكمن وظيفة الجيروسكوب في الحفاظ على هابل، مشيراً إلى الاتجاه الصحيح في أثناء الرصد لمسافة 340 ميلاً (540 كم) فوق سطح الأرض.
فالتأشير الدقيق أمرٌ بالغ الأهمية، إذ يستخدم علماء الفلك التلسكوب لسبر أغوار الكون، واكتشاف الأنظمة الشمسية البعيدة، بالإضافة إلى المجرات والثقوب السوداء.
وقال بعض علماء الفلك، في الأسبوع الماضي، إنهم ربما اكتشفوا القمر الأول خارج نظامنا الشمسي بمساعدة تلسكوب هابل.
وأجرى هابل أكثر من 1.3 مليون عملية رصد، منذ إطلاقه في عام 1990.
بإمكانه العمل بجيروسكوب واحد!
مدير معهد علوم التلسكوب الفضائي أكّد أنَّ اثنين من أجهزة الجيروسكوب التابعة لهابل لا يزالان يعملان بكفاءة.
وأضاف أنَّ الجهاز الثاني كان محفوظاً ضمن المعدات الاحتياطية، بعدما أوقف تشغيله لسنوات بعد ظهور "سلوك غير مألوف"، بالرغم من إتمامه المهمة.
وعادةً ما يستخدم هابل ثلاثة أجهزة جيروسكوب أثناء عمله، ولكنَّه قادرٌ على العمل بواحد أو اثنين فقط، وهو أمر حدث من قبل، ولكن هذا يفتح المجال لوجود أعطال إضافية.
وأُطلق هابل محملاً على متن مركبة ديسكوفري، في 24 أبريل/نيسان 1990.
وهو يجمع منذ ذلك الحين آلافاً من صور المجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة والمجرات البعيدة جداً.
صحيح أن تلسكوب هابل الفضائي الان توقف عن الخدمة، ولكن هناك خلف علمي سيحل مكانه قريباً، وهو مقراب مقرابُ جيمس ويب الفضائي المقرر المُقرَّرِ إطلاقه، في مارس/آذار العام 2021.