تغير لون العينين.. هل هو خرافة؟ في الحقيقة، لا! إذ يولد بعض الناس بعيونٍ زرقاء أو خضراء، قبل أن تتحول ألوانها تدريجياً إلى البني أو العسلي في سنوات عمرهم الأولى.
قد لا يعرف كثيرون أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً رئيسياً في تغيير لون قزحية العين، وعلى رأسها الغذاء والعواطف.
موقع Bright Side أورد بعضَ الحقائق المثيرة حول الوسائل التي تؤثر على لون العيون.
التغيرات المزاجية من أهم المؤثرات
تمثل الانفعالات الشديدة صدمةً لأجسامنا؛ فعندما نشعر بالغضب الشديد أو السعادة العارمة، يتغيَّر تردد نبضات القلب، ويزيد معدل التنفس، وهذه الحالات تؤثر على لون العين أيضاً.
قد تصبح أكثر كثافة وأشد لمعاناً، وأحياناً أكثر قتامة، أو قد يصبح اللون أخفَّ أو أفتح. ويمكن الحصول على لون أكثر إشراقاً للأشخاص الذين يشعرون بالسعادة.
إلا أن تغير لون العينين في هذه الحالة يكون لحظياً وغير جذري. كل ما في الأمر أن كميةً كبيرةً من السوائل تتدفق إلى العين، ما يتسبب في تغيّر لونها جزئياً.
مادة الميلانين والعمر
قد يولد الطفل بعيون زرقاء مائلة للرمادي، لكن لونها يتغير مع مرور السنوات. يكمن سر العيون الزرقاء، في نسبة الميلانين المنخفضة في قزحية العين، والتي تشتت الضوء الساقط عليها، ما يظهر لوناً أكثر إشراقاً، وهو لون يشبه الأزرق.
قد يصبح لون العين للعديد من الأطفال في عمر 3-18 شهراً أكثر قتامةً إن ازدادت الخلايا الصباغية (الميلانينية) في قزحية العين.
على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الجبلية يولدون بعيون زرقاء تتحول إلى عسليّة لاحقاً، لكنها تعتمد في الأغلب على لون عيون آبائهم وأمهاتهم.
وفي بعض الأحيان لا يظهر لون عيونهم النهائي حتى يبلغوا سن 12 عاماً.
أما الأطفال الذين يولدون بعيون بنية، فلا يحدث لهم أي تغيير، ويحتفظون بلون العين ذاته لبقية حياتهم. ويرجع ذلك إلى نسبة الميلانين العالية لديهم، حيث تمتص الطبقة الخارجية من القزحية الضوء وتعكسه، فينتج عن هذه العملية اللون البني.
حمية الطعام النيء والتخلص من السموم
هناك نظرية في الطب البديل تفيد بارتباط لون قزحية العين بصحة الأعضاء الداخلية، يطلق على هذا الاتجاه في الطب اسم علم القُزحية Iridology. لكنه لا يُعتبر علماً حقيقياً موثوقاً، بالنظر إلى قلة الأدلة حوله.
ويعتقد الخبير الصحي روبرت مورس، أن الربع الخارجي للعين مرتبط بصحة المخ، بينما ترتبط الدائرة الداخلية بالجهاز الهضمي.
كما يقول إن الكثير من الفواكه والخضراوات في النظام الغذائي يمكن أن تغير لون العين، وقد أنشأ مورس سلسلة من مقاطع الفيديو المخصصة لأبحاثه.
تظهر الصور أعلاه فتاة كانت تتبع حمية نباتية نيئة لمدة 6 سنوات، يمكنك أن ترى كيف غيَّر نظامها الغذائي من لون عينيها.
ووفقاً للدكتور مورس، فإن التركيز العالي للون الأصفر يدل على وجود عدد كبير من السموم.
وقد تمكنت هذه الفتاة من تحسين عمل جهازها الهضمي، وراقبت كيف تغيَّر لون عينيها من الأخضر المائل للبني إلى أخضر أخف وأكثر وضوحاً وكثافة، كما تمكنت من تغيير الجزء الأبيض من عينيها ليصبح اللون الأبيض أكثر نقاءً وإشراقاً.
ويقول د. مورس إن صبغة كل شخص فريدة، وتتطلب تحليلاً فردياً. ويعتقد أن السبانخ يساعد على إبقاء العيون شابة ومشرقة، ويمكن للعسل أن يضيف درجة ألوان رقيقة.
كما يمكن للمأكولات البحرية أن تغير لون العينين وتجعل اللون أكثر كثافة، ويُعد زيت الزيتون والبصل والمكسرات من الأطعمة الأخرى التي يمكن أن تؤثر على لون العيون.
كيف تغيِّر ملابسك لون عينيك؟
لدى النساء أدوات سحرية يمكنهنّ استخدامها لتغيير لون عيونهنّ وجعلها أكثر وضوحاً. إن عِصيّهن السحرية هي مستحضرات التجميل، والملابس، ولون الشعر، وباقي الإكسسوارات.
فعلى سبيل المثال، يمكن للسيدات ذوات العيون البنية استخدام ملابس باللون الذهبي والوردي والأخضر الساطع، لجعل قزحية عيونهن أفتح.
في حين يمكن للسيدات ذوات العيون الزرقاء والخضراء تعزيز لون عيونهن باستخدام الألوان الفيروزية والزمردية والزرقاء.
ويمكن للألوان المحايدة مثل الأبيض والرمادي والأسود أن تساعد في إبراز لون عينيك الطبيعي.
وإن كنتِ ترتدين نظارة، اطلبي من طبيبك الاختصاصي أن يصنع نظاراتك باستخدام الطلاء المضاد للانعكاس، الذي يحيد الوهج، ويسمح للجميع برؤية لون عينيك بوضوح.
ضوء الشمس ومكان الإقامة
العيون البنية هي العيون الأكثر شيوعاً على الأرض، فـ 70% من سكان الكوكب يمتلكون عيوناً بنية.
وفي بعض المناطق، تصل النسبة المئوية لذوي العيون البنية إلى 95%، كما هو الحال في آسيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وجنوب أوروبا وأوقيانوسيا.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، 50% من السكان لديهم عيون بنية.
والأشخاص ذوو العيون الزرقاء أكثر شيوعاً في شمال أوروبا، إذ تصل نسبتهم إلى 85% في إستونيا والدنمارك وفنلندا، و75% في ألمانيا، و50% في المملكة المتحدة.
من جانب آخر، اكتشف الباحثون في علم الوراثة من جامعة كوبنهاغن، أن قزحية العين الزرقاء هي ناتجة عن طفرة حدثت منذ حوالي 6-10 آلاف سنة وتسببت في تغير لون العينين.
وذكر د. إيبرغ أن الجميع في البداية كانت عيونهم بنية، لكن طفرة حدثت، قللت من إنتاج الميلانين، ويعتقد العلماء أن هذا التغيير حدث أولاً في مناطق شمال غرب البحر الأسود.
أما ذوو العيون الخضراء فيشكلون 2% فقط من سكان الكوكب.
وقد تشكل هذا اللون بسبب المحتوى المعتدل من الميلانين والمزيج بين اللون البني والأصفر. وتعد العيون الخضراء أكثر شيوعاً في إسبانيا وآيرلندا وروسيا والبرازيل وآيسلندا وباكستان.
وعلى هذا الكوكب نسبة قليلة من الأشخاص الذين تلونت أعينهم بالأصفر، نتيجة صباغ دهني يسمى (ليبوكروم) lipochrome.
تفتيح لون العين بالليزر
كانت عملية تغيير لون العينين محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن تؤدي إلى العمى. لكن في العام 2011، ابتكر د. غريغ هومر جراحة ليزر يمكن أن تغير لون العين.
حيث يقوم بواسطة الليزر بتدمير خلايا الميلانين، ما يجعل قزحية العين أفتح، وهذا يعني أن الأشخاص ذوي العيون البنية يمكن أن تصبح عيونهم زرقاء أو رمادية.
تستمر هذه العملية لمدة 20 ثانية فقط، بينما تظهر النتيجة النهائية خلال 2-4 أسابيع.
وقد خطرت هذه الفكرة لهومر من طبيب زميل مختص في الأمراض الجلدية، كان يزيل الوحمات والشامات بالليزر.
وأظهر البحث أن عملية تغير لون العينين لا تؤثر على الرؤية، لكن لا تزال الدراسات مستمرة لمعرفة جميع الآثار الجانبية، حتى إن د. هومر نفسه قال، "يمكن القيام بهذه العملية دون قلق، بمجرد أن أسمح لابنتي بالقيام بها".
أشخاصٌ بلون عين متقلب
يملك بعض الناس عيوناً ذات لون متغير. وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة لم تدرس بعمق، فإن جميع العلماء ما زالوا متفقين على أن هذا ليس مرضاً، بل خاصية فريدة لا يملكها إلا عدد قليل من الناس.
عادةً ما يكون لدى الأشخاص ذوي العيون الخضراء المائلة للزرقة، أو العيون العسيلة لون متقلب. ولم يجد الأطباء أي مشاكل في الرؤية بين هؤلاء الأشخاص، ولا يمكن توريث هذه "الهبة" أيضاً.